صعد جيش
الاحتلال الإسرائيلي من عدوانه العسكري على قطاع
غزة لليوم الثاني على التوالي، وشن مئات الغارات الصاروخية المدمرة التي استهدفت العديد من مناطق القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، في بيان لها وصل "عربي21" نسخة عنه، عن استشهاد 313 فلسطينيا؛ بينهم 20 طفلا، وإصابة 1990 آخرين بجراح مختلفة؛ بينهم 121 طفلا، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
جرائم إسرائيلية متواصلة
ونوهت إلى أن "الطواقم الطبية تعمل بكل طاقتها من أجل إنقاذ عشرات الحالات الخطيرة والحرجة في غرف العمليات والعنايات المكثفة"، منوهة إلى أن "حالة الجهوزية لدى الوزارة، تبقى محدودة مع استمرار الحصار الاسرائيلي وما تسببه من عجز كبير في الأدوية والمستهلكات الطبية".
اظهار أخبار متعلقة
واستنكرت الصحة، "إقدام قوات جيش الاحتلال على استهداف الطواقم والمرافق الطبية، حيث أدت هذه الانتهاكات المتكررة إلى استشهاد ثلاثة من العاملين وإصابة ثلاثة آخرين جراء الاستهداف المباشر للمستشفى الإندونيسي ومجمع ناصر الطبي بخانيونس، إضافة إلى تدمير 5 سيارات إسعاف حكومية وأهلية".
وحذرت من "تداعيات صحية خطيرة جراء توقف خطوط الكهرباء الواصلة إلى قطاع غزة، ما سيضطر المستشفيات لتشغيل المولدات الكهربائية لساعات طويلة، والتي نخشى توقفها جراء تهالكها ونفاد كميات الوقود المحدودة بداخلها".
ودعت وزارة الصحة المؤسسات الدولية، إلى "اتخاذ إجراءات فاعلة لتوفير الحماية للطواقم الطبية والمرافق الصحية وسيارات الإسعاف، كما أننا نطالب المؤسسات الإنسانية والإغاثية بالعمل الفوري على دعم احتياجات الطوارئ لمستشفيات قطاع غزة المحاصر".
وفي إطار استمرار العدوان الإسرائيلي المتصاعد ضد غزة، ركزت طائرات الاحتلال الحربية على استهداف عدد كبير من منازل المواطنين والأبراج السكنية والتجارية من شمال القطاع وحتى جنوبه، ومن أكبر الأبراج المستهدفة برج فلسطين وسط غزة الذي يتكون من قرابة الـ100 شقة سكنية، وبرج وطن وسط غزة أيضا، والذي يضم العديد من المكاتب والشركات المختلفة، إضافة إلى عشرات المنازل التي دمرها دون سابق إنذار.
اظهار أخبار متعلقة
وتسبب ذلك في ارتكاب الاحتلال مجزرة في رفح بعد استهداف منزل عائلة أبو قوطة في منطقة الشابورة برفح جنوب القطاع، ومجزرة أخرى باستهداف أحد المنازل في حي الزيتون يعود لعائلة الددوس، وثالثة في تدمير منزل آخر في شمال القطاع.
وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني، إياد البزم، في بيان له وصل "عربي21" نسخة عنه، أن "ادعاءات جيش الاحتلال أن الأبراج والعمارات السكنية التي دمرتها طائراته الحربية تستخدم لأغراض عسكرية، هي ادعاءات كاذبة لا أساس لها من الصحة، هدفها تبرير جرائمه بحق المدنيين الفلسطينيين".
وتعمل طواقم الدفاع المدني والخدمات الطبية وجهاز الشرطة، بشكل متواصل على إخلاء الشهداء والجرحى، عقب كل
قصف إسرائيلي يستهدف منازل المواطنين.
"طوفان الأقصى" مستمر
وفي سياق متصل، تستمر عملية المقاومة الفلسطينية التي أطلقت عليها "طوفان الأقصى" من أجل وقف عدوان وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتدور اشتباكات بين عناصر القسام والاحتلال في عدة محاور منها موقع "صوفا" وكيبوتس "حوليت".
وأكدت هيئة البث الإسرائيلي الرسمي "كان"، ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين في عملية المقاومة الفلسطينية المستمرة إلى 300 وأكثر من 1590 إصابة؛ بينهم مئات الحالات الخطرة.
وفجر أمس السبت، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس" بدء عملية عسكرية أطلقت عليها "طوفان الأقصى"، وذلك عبر "ضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".
ومن خلال متابعة "عربي21"، فقد بدأت العملية العسكرية بعد صلاة الفجر بقليل، حيث انطلقت فصائل المقاومة بتنفيذ ضربات نوعية في وقت واحد؛ جوية وأرضية ميدانية وصاروخية، وتمكن رجال المقاومة من تفجير السياج الأمني في عدة مناطق شرق القطاع، واقتحام عدة مستوطنات إسرائيلية قريبة من القطاع، بالتزامن مع عملية إنزال جوي عبر طائرات شراعية والبدء في قصف عنيف للمستوطنات والمدن الإسرائيلية المختلفة بصواريخ طورت محليا، طالت "تل أبيب" وعسقلان.
اظهار أخبار متعلقة
وتسبب قصف المقاومة ردا على استهداف الاحتلال لمنازل المواطنين، بوقوع العديد من الإصابات الخطرة في صفوف المستوطنين وأضرار مادية جسيمة.
وقالت "كتائب القسام" في بلاغ عسكري رقم "2": "قامت قواتنا بتطوير الهجوم على عدد من أهداف العدو خارج فرقة غزة منها: "أوفاكيم"، و"نتيفوت"، و"مشمار هنيغف"، مؤكدة أنها "تخوض مواجهات ضارية في "بئيري" و"سديروت".
وكشفت أنه في "قبضتها عشرات الأسرى من الضباط والجنود، وقد تم تأمينهم في أماكن آمنة وفي أنفاق المقاومة"، ولم يكشف الاحتلال الذي ما زال يعيش تحت تأثير صدمة "طوفان الأقصى" عن العدد الرسمي لجنوده الأسرى، لكن القناة "7" الإسرائيلية، ذكرت أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن عددهم نحو 100 أسير إسرائيلي؛ بينهم ضباط.
واستمر إطلاق المقاومة لرشقات صاروخية طوال اليوم والليلة، ما تسبب في خلل في منظومات الطيران العسكري الإسرائيلي، وأدى إطلاق الصواريخ بكثافة لتوفير "مظلة نارية" لعناصر المقاومة الذي تجولوا في المستوطنات والمواقع والقواعد العسكرية الإسرائيلية القريبة من القطاع، وتمكنوا من قتل العديد من المستوطنين وضبط وجنود الاحتلال وأسر آخرين لم يكشف عن عددهم الإجمالي، بينهم ضابط كبار.
وما زالت عناصر المقاومة الفلسطينية تخوض اشتباكات مسلحة داخل بعض المستوطنات الإسرائيلية التي تحصنت بداخلها، في حين وثقت مقاطع مصورة أسر المقاومة للعديد من جنود جيش الاحتلال.