فازت ناشطة
إيرانية معتقلة بجائزة "نوبل" للسلام، الجمعة، وهي جائزة تم منحها هذا العام تكريما لمساندي الاحتجاجات التي شهدتها إيران العام الماضي.
وأعلنت بيريت ريس أندرسن رئيسة لجنة "نوبل" النرويجية، أن جائزة العام 2023، تم منحها للناشطة الإيرانية المعتقلة
نرجس محمدي، وهي ناشطة حقوقية نسوية تقضي حاليا عقوبة السجن 12 عاما في طهران.
وأوضحت أن محمدي 51 عاما، من أبرز الناشطات في الدفاع عن حقوق الإيرانيات، وتدعو أيضا إلى إلغاء عقوبة الإعدام، واعتقلت نحو 13 مرة منذ العام 2010 حتى اليوم.
وقالت أندرسن: "هذه الجائزة هي أولا وقبل كل شيء اعتراف بالعمل المهم جدا، الذي قامت به حركة بأكملها في إيران مع زعيمتها المتفردة نرجس محمدي".
وأضافت: "إذا اتخذت السلطات الإيرانية القرار الصحيح، فستطلق سراحها حتى تتمكن من الحضور لاستلام هذا التكريم (في ديسمبر)، وهو ما نمني به أنفسنا".
ورددت ريس أندرسن رئيسة لجنة نوبل في بداية حديثها كلمات "نساء.. حياة.. حرية" بالفارسية، وهي من بين شعارات الاحتجاجات السلمية التي خرجت ضد الحكومة الإيرانية، وأشادت بنرجس ووصفتها بأنها "مقاتلة في سبيل الحرية".
طهران
تندد
من
جهتها ندّدت طهران، الجمعة، بمنح الناشطة الإيرانية المسجونة نرجس محمدي جائزة نوبل
للسلام، واصفا الخيار بأنه "متحيّز وسياسي".
وقال
الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان: "نلاحظ أن لجنة نوبل
منحت جائزة السلام لشخص أدين بانتهاكات متكررة للقوانين وبأعمال إجرامية"، مضيفًا
"ندين هذه الخطوة المتحيزة والسياسية".
كما
انتقد كنعاني لجنة نوبل لتقديمها "ادعاءات كاذبة" قال إنها "تدل على
نهج بعض الحكومات الأوروبية في تزوير المعلومات وإنتاج سرديات مربكة ومنحرفة حول التطورات
الداخلية في إيران".
واعتبر
أن قرار منح محمدي الجائزة يمثّل "انحرافا مخيبا للآمال عن أهدافها التأسيسية".
وسائل
إعلام إيرانية
وندّدت
وسائل إعلام إيرانية بمنح نوبل السلام لمحمدي.
واعتبرت
وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا" أن لجنة نوبل كافأت "امرأة
تعاونت مع مجموعات إرهابية" و"غير معروفة في بلدها، خصوصا في صفوف النساء
الإيرانيات"، وذلك بهدف "تسييس مفهوم حقوق الإنسان".
بدورها
وصفت وكالة "تنسيم" محمدي بأنها "مدانة" لارتكابها أنشطة
"تخريبية".
من جهتها
نشرت وكالة "مهر" مقالة للمحلل المحافظ محمد إيماني يدين منح الجائزة لمحمدي.
وجاء
في المقالة أن الحكومات الغربية "تسدد لشخص واحد ما يوازي مليون يورو وتنصب فخا
لآلاف المرتزقة المستعدين لخيانة بلدهم".
في المقابل
نشرت وسائل إعلام إصلاحية نبأ منح نوبل السلام لمحمدي من دون أي تعليق.
اظهار أخبار متعلقة
المرأة الـ19
ونرجس نائبة رئيسة مركز المدافعين عن حقوق الإنسان، وهو منظمة غير حكومية تترأسها شيرين عبادي، التي فازت هي الأخرى بجائزة
نوبل للسلام في 2003.
ونرجس هي المرأة التاسعة عشرة التي تفوز بالجائزة التي تمنح منذ 122 عاما، والأولى منذ فوز الفلبينية ماريا ريسا بالجائزة في 2021 بالمشاركة مع الروسي دميتري موراتوف.
وقال تقي رحماني زوج محمدي لوكالة "رويترز" في مقابلة بمنزله في باريس: "جائزة نوبل هذه ستشجع نضال نرجس من أجل حقوق الإنسان، لكن الأهم من ذلك أنها في الواقع جائزة للمرأة والحياة و(حركة) الحرية".
يشار إلى أنه من المقرر تسليم جائزة نوبل للسلام، وقيمتها 11 مليون كرونة سويدية (نحو مليون دولار) في أوسلو في العاشر من كانون الأول/ديسمبر، وهو تاريخ يتزامن مع ذكرى وفاة ألفريد نوبل، الذي أسس للجائزة في وصيته عام 1895.
ويأتي فوز نرجس محمدي بالجائزة بعد ما يزيد قليلا عن عام من وفاة مهسا أميني، وهي رهن احتجاز شرطة الأخلاق بسبب مخالفتها لقواعد الزي الصارمة التي تفرضها إيران على النساء.
وأدى ذلك لخروج احتجاجات حاشدة على مستوى البلاد، مما شكل أكبر تحد لحكومة إيران، في الوقت الذي قالت فيه طهران؛ إن مؤججي الاحتجاجات "عملاء للغرب".