أكدت حكومة
كوسوفو أنها رصدت حشودا
عسكرية "غير مسبوقة" للقوات الصربية على حدودها مطالبة بسحبها فورا.
وقالت حكومة كوسوفو، السبت، في بيان: "ندعو الرئيس (الصربي ألكسندر) فوتشيتش ومؤسسات
صربيا إلى سحب جميع قواتها فورا
من الحدود مع كوسوفو".
وأضافت أن "نشر قوات صربية بطول الحدود
مع كوسوفو هو الخطوة المقبلة من صربيا لتهديد وحدة أراضي بلادنا".
من جهتها، قالت رئيسة كوسوفو فيوسا عثماني،
في منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إنها بحثت مع قائد قوة كوسوفو وبعثة
الاتحاد الأوروبي التعاون الوثيق مع الشركاء الدوليين للتغلب على التحديات الأمنية
في أعقاب الحشد "غير المسبوق" للجيش الصربي على الحدود، الذي يهدد أمن المنطقة
بأكملها بحسب تصريحها.
اظهار أخبار متعلقة
وذكرت حكومة كوسوفو أن وحدات من اللواء
الثاني بالجيش الصربي تحركت من اتجاه راشكا صوب حدود كوسوفو الشمالية، في حين تحركت
وحدات من اللواء الثالث من منطقة نيش صوب الحدود الشمالية الشرقية، كما تحركت وحدات
من اللواء الرابع من منطقة فرانيي صوب الحدود الشرقية.
وأضاف البيان الحكومي أن صربيا أرسلت، الجمعة،
قوات من الجيش والشرطة إلى 48 قاعدة عمليات متقدمة في المناطق الصربية، على بعد كيلومترات
قليلة من حدود كوسوفو.
وذكر البيان أن هذا الحشد شمل نشر أنظمة
مضادة للطائرات ومدفعية ثقيلة.
وفي مقابلة مع صحيفة "لا ريبوبليكا"
الإيطالية قالت عثماني: "ارتكبت صربيا عملا عدوانيا في 24 أيلول/ سبتمبر، وتستعد
لارتكاب عمل آخر من خلال تعزيز قواتها المسلحة ومدفعيتها على الحدود مع كوسوفو. وهذا
أمر غير مسبوق، على عكس ما شهدناه خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية. لا تزال صربيا
تعمل بعقلية (الرئيس السابق سلوبودان) ميلوسيفيتش وتحاول محو كل ما حققته الولايات
المتحدة وأوروبا وشعبنا خلال عقدين من الزمن: السلام والاستقرار والحرية".
نفي صربي
في المقابل أعلن الرئيس الصربي ألكسندر
فوتشيتش، أنه لا ينوي إصدار أوامر للقوات المسلحة بعبور ما وصفه بـ"الخط الإداري"،
لأن بلغراد لا تريد الحرب، على حد تعبيره.
وقال فوتشيتش إن ثلاثة من صرب كوسوفو قتلوا
في اشتباكات مع شرطة ألبان كوسوفو في شمال كوسوفو وميتوهيا، وأصيب اثنان آخران.
ودعا فوتشيتش، الصرب في كوسوفو وميتوهيا
إلى الدفاع عن حقوقهم سلميا، وأشار إلى أن الصرب الذين لقوا حتفهم في شمال المنطقة
في 24 سبتمبر لم يكونوا إرهابيين، لكن سلطات ألبان كوسوفو في بريشتينا "دفعتهم
إلى حافة الهاوية"، بحسب وكالة "نوفستي" الروسية.
ومن ناحيتها، قالت الولايات المتحدة الجمعة
إنها تراقب انتشارا "مقلقا" للجيش الصربي على طول حدود كوسوفو، وأضافت أن
هذا التحرك يزعزع استقرار المنطقة.
والجمعة، قال حلف شمال الأطلسي (ناتو)
-الذي ينتشر 4500 من جنوده في كوسوفو- إنه وافق على نشر قوات إضافية للتعامل مع الوضع
الراهن.
وفي 24 أيلول/ سبتمبر الجاري، قتل شرطي
كوسوفي وأصيب آخر جراء إطلاق مسلحين صرب النار عليهما بعدما أغلقوا طريقا في منطقة
بنياسكا ذات الغالبية الصربية شمال كوسوفو.
وتعليقًا على الحادثة، فقد اتهم رئيس وزراء كوسوفو
ألبين كورتي، صربيا بدعم المسلحين، وطالب بلغراد بـ"التوقف عن رعاية الهجمات الإرهابية
في الشمال".
اظهار أخبار متعلقة
تاريخ طويل من التوترات
وأعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا في عام
2008، في أعقاب حرب دامية بين عامي 1998 و1999 بين القوات الصربية والمتمردين الألبان
الذين حاولوا الانفصال آنذاك عن جمهورية يوغسلافيا الاتحادية التي انقسمت في عام
2003 إلى صربيا والجبل الأسود.
وكانت الحرب التي دارت في سنوات التسعينيات
وانتهت بتدخل من حلف شمال الأطلسي ضد بلغراد، تتويجا لعقود من التوترات العرقية بين
الطائفتين الألبانية والصربية في منطقة البلقان.
وبعد مرور أكثر من عشرين عاما، فلا يزال
السلام القائم في كوسوفو "هشا"، حيث لا تزال
صربيا ترفض الاعتراف باستقلال كوسوفو، كما أنها تتهمها بإثارة أعمال العنف من خلال إساءة
معاملة السكان من أصل صربي.
من جهتها، تنظر الأقلية الصربية التي تعيش
في المناطق الشمالية لكوسوفو إلى نفسها باعتبارها جزءا من صربيا، وتعتبر بلغراد عاصمتها،
وليس بريشتينا.
وعلى نحو متزايد، تطالب هذه الأقلية الصربية
التي تمثل أقل من عُشر إجمالي عدد سكان كوسوفو، بتوسيع صلاحيات الحكم الذاتي الذي تتمتع
به الأقاليم الشمالية التي تسكنها، وترد في بعض الأحيان بمقاومة عنيفة لتحركات بريشتينا
التي تعتبرها مناهضة للصرب.