وجهت باريس تهما رسمية، ضد جندي سابق يشتبه
القضاء في أنه ساعد الصحفية الفرنسية أريان لافريو، التي أوقفتها السلطات قبل
يومين، بتهمة "كشف أسرار الدفاع الوطني"، بعد أن سلطت الأضواء على تورط باريس
والقاهرة بمقتل مدنيين على حدود
ليبيا.
وبعد نحو أربعين ساعة من توقيف لافريو،
تم توجيه اتهامات رسمية ضد جندي سابق يشتبه القضاء في أنه واحد من مصادرها
"بتحويل وكشف أسرار الدفاع الوطني"، الأمر الذي استنكرته لافريو، واعتبرته تجاوزا "جديدا" ضد حرية الإعلام.
إظهار أخبار متعلقة
وتأتي الاتهامات في إطار تحقيق قضائي
فتحته النيابة العامة في باريس في تموز/ يوليو 2022، على خلفية تحقيق نشرته لافريو
على موقع ديسكلوز، كشف عن احتمال استخدام
مصر لعملية استخبارية فرنسية في البلاد،
أسفرت عن مقتل مدنيين على الحدود مع ليبيا.
وأوقفت لافريو ووضعت قيد الحبس
الاحتياطي الثلاثاء الماضي في
فرنسا، على ما أعلن موقع ديسكلوز الذي نشر مقالها في
ذلك الحين.
وكتب الموقع الاستقصائي على منصة إكس: "عملية تفتيش جارية لمنزل الصحفية في ديسكلوز أريان لافريو. شرطيون من
المديرية العامة للأمن الداخلي وضعوا صحفيتنا قيد الحبس الاحتياطي. تعدّ جديدٌ غير
مقبول على سرية المصادر".
وقالت فرجيني ماركيه محامية أريان
لافريو والموقع الاستقصائي: "أشعر بالخوف والقلق حيال تصاعد الانتهاكات لحرية
نقل الأخبار والإجراءات القسرية المتخذة ضد صحفية ديسكلوز".
إظهار أخبار متعلقة
وأضافت أن "هذه المداهمة تهدد
بتقويض سرية مصادر الصحفيين بشكل خطير، وأخشى أن تكون انتُهكت بالكامل منذ هذا
الصباح. ديسكلوز ستحمي صحفيتها التي لم تقم سوى بالكشف عن معلومات ذات اهتمام
عام".
وأعرب عدد من وسائل الإعلام والصحفيين عن
استنكارهم على منصة إكس، منددين بـ"عرقلة غير مقبولة لحرية نقل
المعلومات".
وأبدت عدة منظمات إعلامية وحقوقية
فرنسية، ومنظمة "المصريون في الخارج من أجل الديمقراطية"، عن قلقها
البالغ من اعتقال الصحفية لافريو.
وكان موقع ديسكلوز أفاد في مقال نشر في
تشرين الثاني/نوفمبر 2021، أن القاهرة حولت وجهة استخدام معلومات تمدها بها المهمة
الاستخبارية الفرنسية "سيرلي"، التي بدأت في شباط/فبراير 2016 لصالح مصر
تحت شعار مكافحة الإرهاب، فاستخدمتها لتنفيذ ضربات جوية على مركبات يشتبه أنها
تعود لمهربين على الحدود المصرية الليبية.
بحسب الوثائق التي حصل عليها موقع
ديسكلوز، فإن "القوات الفرنسية قد تكون ضالعة في ما لا يقل عن 19 عملية قصف
على مدنيين بين 2016 و2018" في هذه المنطقة.