كشفت شبكة "
سي أن أن" الأمريكية عن وجود شبكات لتجنيد الشباب في
كوبا
لصالح القوات الروسية في
الحرب الدائرة في أوكرانيا.
ونقلت الشبكة عن والدة أحد الشباب
الذين تم تجنيدهم قولها إن جهات تجنيد غامضة عبر الإنترنت وعدت العديد من الرجال في
كوبا بالمال والجنسية الروسية مقابل المشاركة في أعمال الحرب، مستغلين فقر وعوز هؤلاء
الشباب.
وتحكي السيدة للشبكة أن الأمر
بدأ بعدما رأى ابنها منشورا على "فيسبوك" يبحث عن كوبيين للعمل كطهاة وعمال
بناء في
روسيا، ثم تواصلت امرأتان معه عبر تطبيق "واتساب".
وأوضحت السيدة أنه في غضون أسبوع وقع ابنها عقدا للعمل على إصلاح البنية التحتية
التي دمرتها الحرب، وتم إرسال تذاكر الطيران له إلى موسكو.
ونقلت الشبكة عن والدة الشاب قولها
إن ابنها سافر في تموز/ يوليو إلى روسيا وبعد فترة وجيزة فوجئ أنه سيقف على الخطوط
الأمامية للحرب ضد أوكرانيا.
وأشارت السيدة إلى أن ابنها أخبرها
على متن الطائرة أنه رأى عشرات من الشباب الآخرين في سن الخدمة العسكرية الذين تم تجنيدهم،
بما في ذلك اثنان من أبناء عمومته البعيدين، يتجهون أيضا للمشاركة في حرب روسيا.
وقالت والدة المجند إن الأوضاع
الاقتصادية السيئة في كوبا هي التي دفعت الشباب لسلوك هذا الطريق.
وقالت إن ابنها في البداية أرسل
لها أموالا، لكن بعد فترة قصيرة من وجوده على الجبهة أخبرها أنه يريد العودة بسبب الأهوال
والضحايا والمخاطر التي رآها في الحرب.
اظهار أخبار متعلقة
موقف الحكومة الكوبية
يبدو أن موقف الحكومة الكوبية
هو ضد مشاركة الكوبيين في الحرب برغم دعمها الكامل لموسكو.
وأعلنت الحكومة الكوبية، في 5
أيلول/ سبتمبر، أنها حددت "شبكة اتجار" روسية، تهدف إلى "تجنيد كوبيين
للمشاركة في عمليات عسكرية بأوكرانيا"، لافتة إلى أنها "باشرت ملاحقات جنائية
في حق الأشخاص المعنيين".
وقالت وزارة الخارجية الكوبية،
في بيان، إن وزارة الداخلية "تعمل على شل شبكة الاتجار بالبشر وتفكيكها، والتي
تعمل انطلاقا من روسيا، لإشراك مواطنين كوبيين يعيشون فيها وحتى البعض من كوبا، في
القوات المسلحة المشاركة في العمليات العسكرية في أوكرانيا".
وأكد وزير الخارجية، برونو رودريغيس،
في رسالة نشرت عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، أن الحكومة الكوبية "تتحرك
بموجب القانون" لمواجهة هذه العمليات.
وأشارت الوزارة إلى أنها باشرت ملاحقات جنائية ضد أشخاص ضالعين في هذه النشاطات.
كما شددت على "رفضها القاطع
لنشاط
المرتزقة"، مشيرة إلى أن كوبا "لا تشارك" في حرب أوكرانيا.
وعرض برنامج خاص
مخصص لهذه القضية على التلفزيون الحكومي الكوبي مقابلات مع مسؤولين قالوا إنه تم القبض
على شبكة مكونة من 17 شخصًا، بما في ذلك من يزعم أنهم مرتزقة ومتاجرون، وإذا أدينوا
فقد يواجهون عقوبات تتراوح بين السجن 30 عامًا إلى عقوبة الإعدام.
وفي مدينة
سانتا كلارا التي يقطنها 250 ألفا، قال بيدرو روبرتو كاموزا جوفاس إن أحد أبنائه سافر
إلى روسيا خلال الصيف، بينما اعتقل عملاء أمن الدولة الكوبيين الثاني في أيلول/
سبتمبر قبل أن يتمكن من ركوب الطائرة ومتابعة شقيقه إلى الحرب.
وقال كاموزا:
"لقد تم خداعه". "آمل أن يأخذوا ذلك في الاعتبار وأن يقيموا ذلك لأن
هناك الكثير مثله. ومهما قرر المدعي العام، فهو على الأقل موجود في كوبا. والآخر، أتمنى
أن يتصل بي."
ويبدو أن التجنيد العلني
هدد بعرقلة علاقات روسيا مع حليفتها السابقة في الحرب الباردة كوبا. ومنذ أن بدأت الحرب،
ردد المسؤولون الكوبيون على نحو متزايد الدعاية الروسية القائلة بأن عدوان الناتو هو
المسؤول عن غزو أوكرانيا. وأرسلت روسيا بدورها المزيد من شحنات النفط الخام إلى الجزيرة
ووعدت بمزيد من الاستثمارات الأجنبية.
ومع ذلك، يبدو أن المسؤولين
الكوبيين أظهروا بقوة أنهم يرفضون التورط بشكل مباشر في الحرب من خلال السماح لمواطنيهم
بالخدمة في الجيش الروسي بموافقة صريحة من الدولة الكوبية.
بالرغم من ذلك فقد نقلت وسائل إعلام روسية عن
السفير الكوبي في موسكو قوله إن كوبا لا تعارض
"المشاركة القانونية" لمواطنيها في العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا،
طالما لم يتم تجنيدهم من قبل أطراف ثالثة.
لكن وزير الخارجية الكوبي
برونو رودريغيز باريلا، أصدر بعد ساعات من تصريح السفير، بيانا قال فيه إنه "لا
يُسمح للمواطنين الكوبيين تحت أي ظرف من الظروف بالقتال في الخارج".