قالت حكومة
الوحدة الوطنية الليبية، إن 38 طائرة
إغاثة من 17 دولة، وصلت إلى البلاد لتقديم
المساعدة لمتضرري الفيضانات الأخيرة التي خلفت آلاف القتلى والمفقودين، فيما تستمر أعمال الإنقاذ والبحث عن ناجين.
جاء ذلك في بيان للفريق الحكومي
للطوارئ والاستجابة السريعة نشرته، مساء الجمعة، منصة "حكومتنا" على
"فيسبوك".
وأفاد البيان بوصول "طائرات إغاثة
من 17 دولة و5 سفن آخرها من إيطاليا مزودة بطائرة مروحية تصل في الساعات
القادمة".
وأضاف: "نترقب وصول سفينة تركية
السبت إلى ميناء طبرق".
اظهار أخبار متعلقة
والجمعة، أكد الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان أن بلاده ستواصل تقديم المساعدات لليبيين إثر الفيضانات، مشيرا إلى تخصيص
أنقرة 3 طائرات و3 سفن في إطار تقديم الإغاثة الإنسانية لليبيا.
ولفت الرئيس التركي إلى أن سفن
المساعدات ستشمل "122 مركبة، بينها 10 سيارات إسعاف، و30 مركبة إنقاذ وتدخل،
و12 شاحنة، بجانب 360 فردا و3 مستشفيات ميدانية، ومختلف المواد الغذائية والصحية
والمأوى".
وأشار البيان الليبي إلى أن
"وزارة الصحة مستمرة في تسيير جسر جوي من العناصر الطبية والطبية المساعدة،
حيث تم نقل عبر الجو 250 عنصرا طبيا وطبيا مساعدا ليبلغ عدد العناصر الطبية في
المناطق المنكوبة نحو 400 عنصر، وتوفير مستشفيين ميدانيين لتفعيل المستشفيات
المتوقفة في المخيلي والبياضة".
وأوضح البيان أن "فرق البحث عن
الرفات بهيئة البحث عن المفقودين قامت حتى مساء الجمعة بدفن نحو 2500 جثة تم
انتشالها من
درنة وتستمر الفرق التابعة لهيئة السلامة الوطنية في عمليات البحث عن
الناجين وانتشال الجثث في المناطق المنكوبة".
وفي 10 سبتمبر/ أيلول الجاري، اجتاح
إعصار "دانيال" عدة مناطق شرق
ليبيا، أبرزها مدن درنة وبنغازي والبيضاء
والمرج وسوسة، مخلفا أكثر من 6 آلاف قتيل وآلاف المفقودين، وفق ما أعلنه وكيل
وزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية سعد الدين عبد الوكيل، في الـ13 من الشهر
نفسه.
صعوبات
الدفن
في السياق ذاته، يواجه سكان وفرق إغاثة
في مدينة درنة الليبية صعوبة كبيرة في التعامل مع آلاف الجثث التي أعادتها الأمواج
لليابسة أو تتحلل تحت الأنقاض بعد أن دمرت الفيضانات المباني وألقت بالكثيرين في
البحر.
ودعت منظمة الصحة العالمية ومنظمات
إغاثة أخرى السلطات في ليبيا إلى التوقف عن دفن ضحايا الفيضانات في مقابر جماعية،
قائلة إن هذا قد يتسبب في مشكلات نفسية طويلة الأمد للعائلات أو قد يحدث مخاطر
صحية إذا كانت الجثث مدفونة بالقرب من المياه.
اظهار أخبار متعلقة
وجاء في تقرير للأمم المتحدة أن أكثر
من ألف شخص دفنوا بهذه الطريقة حتى الآن منذ أن تعرضت ليبيا لأمطار غزيرة الأحد
الماضي أدت إلى انهيار سدين.
ولقي الآلاف حتفهم وما زال آلاف آخرون
في عداد المفقودين بسبب الكارثة.
وقال بلال سبلوح مدير الطب الشرعي
لمنطقة أفريقيا باللجنة الدولية للصليب الأحمر في إفادة صحفية في جنيف: "الجثث
متناثرة في الشوارع، أو تعيدها الأمواج إلى الشاطئ، أو مدفونة تحت المباني
المنهارة والأنقاض. في غضون ساعتين فقط أحصى أحد زملائي أكثر من 200 جثة على
الشاطئ بالقرب من درنة".
وقال إبراهيم العربي وزير الصحة في
الحكومة الليبية التي مقرها طرابلس في غرب البلاد لوكالة رويترز إنه متأكد من أن المياه
الجوفية لوثتها المياه الممزوجة بجثث البشر والحيوانات النافقة والقمامة والمواد
الكيماوية. وحث السكان على عدم الاقتراب من مياه الآبار في درنة.
وقال محمد القبيسي رئيس مستشفى الوحدة
في درنة إن هناك مستشفى ميدانيا يعالج من يعانون من أمراض مزمنة تتطلب رعاية
منتظمة. وأضاف أن هناك مخاوف من انتشار الأمراض المنقولة بالمياه لكن لم يتم تسجيل
أي حالات إصابة بالكوليرا حتى الآن.
ودمرت السيول والفيضانات مساحات واسعة
من مدينة درنة في شرق ليبيا عندما اجتاحت مجرى نهر يخلو عادة من الماء وأدت
لانهيار سدين وأسقطت مباني بأكملها بينما كانت العائلات نائمة.
وقالت بعثة المنظمة الدولية للهجرة في
ليبيا الجمعة الماضي، إن أكثر من خمسة آلاف في عداد القتلى، مع تسجيل 3,922 حالة
وفاة في المستشفيات، كما أنه نزح أكثر من 38,640 في المنطقة الشمالية الشرقية التي
ضربتها الفيضانات.
وقال مسؤولون إن عدد القتلى قد يكون
أعلى من ذلك بكثير.
صعوبات الإغاثة
وما يزال النصف الشرقي لمدينة درنة
المتضررة الأكبر من الفيضانات، يعاني ظروفا صعبة جراء تعسر وصول المساعدات
الإنسانية لإغاثة ناجين ظلوا أياما بلا غذاء أو مأوى.
وشطرت فيضانات الإعصار العارمة بسبب
انهيار سدود المدينة، درنة إلى نصفين وبات الجزء الشرقي منها، بجانب الخسائر
البشرية والمادية، أكثر تضررا لتعذر وصول فرق البحث والمساعدة إثر انهيار الطرق
السالكة.
الأوضاع الصعبة في شطري درنة، أكدها
وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، حيث قال في مؤتمر
صحفي في جنيف الجمعة، إن "إيصال المساعدات للمناطق المنكوبة بليبيا ودرنه صعب
لانقطاع الطرق".
وعن الوضع بشكل أوضح في الشطر الشرقي
لدرنة، قال أحد الناجين فيها إن من علقوا هناك "قاربوا على الموت من
الجوع".