حضر زعيم كوريا الشمالي كيم جونغ-أون عرضا شبه عسكري بمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيس الجمهورية، فيما أرسل رئيسا
الصين وروسيا برقيات تهنئة وسط اتصالات دبلوماسية تعهدت بتعميق العلاقات.
وأقيم العرض العسكري في ساحة كيم إيل-سونغ في العاصمة بيونغيانغ، حيث وصلت أوركسترا غناء ورقص عسكري روسية، فيما يرجح وصول وفد صيني رفيع المستوى للمشاركة في الاحتفالات، في خطوة تشير إلى إعادة فتح الحدود الكورية الشمالية تدريجيا.
تهنئة بوتين وجينبينغ
وبعث الرئيس الصيني، شي جينبينغ، برسالة عبر فيها عن استعداده لتعزيز التواصل الاستراتيجي والتعاون على مستوى فرق العمل.
بدروه، أرسل الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين، برقية هنأ بها الزعيم الكوري جونغ-أون، داعيا إلى تعزيز التعاون مع
كوريا الشمالية "على كل المحاور"، وفق ما أعلن الكرملين السبت.
يأتي هذا التقارب، في وقت ترتفع فيه حدة التوترات بين الكوريتين عقب مناورات عسكرية مشتركة أجرتها الجارة الجنوبية مع الولايات المتحدة الأمريكية لتعزيز آليات التصدي لخطر بيونغيانغ، التي اعتبرت التدريبات بمثابة استعداد لغزو أراضيها.
إلى ذلك، أشار الأستاذ بجامعة إيهوا في سيئول، ليف إريك إيسلي، إلى أن "التعاون المتنامي بين الصين وروسيا وكوريا الشمالية وغياب شي عن قمة مجموعة العشرين في الهند يعكس صدعا يتزايد اتساعه في المشهد الجيوسياسي بآسيا".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف: "معظم أصحاب المصلحة في المنطقة يريدون تجنب حرب باردة جديدة، لكن يبدو أن هذا تتزايد صعوبته مع دعم بكين وموسكو لبيونغيانغ ووقوف الأخيرة في صف تحديات الصين وروسيا للنظام الدولي".
تحركات دبلوماسية مكثفة
والخميس الماضي، أعلنت السفارة الروسية لدى بيونغيانغ عن سماح السلطات الكورية الشمالية بتوظيف مجموعة جديدة من الدبلوماسيين في بعثتها في البلد للمرة الأولى منذ 2019.
وأوضحت السفارة أنها "استقبلت 20 موظفا دبلوماسيا وفنيا في إطار تناوب موظفين"، وذلك عبر منشور شاركته في حسابها على منصة "فيسبوك" مرفقة صورة لمسؤولين روس يقفون أمام مقرها.
وكشفت وكالة الأنباء المركزية الرسمية في كوريا الشمالية عن عزم بكين إرسال وفد برئاسة نائب رئيس الوزراء الصيني ليو غوه تشونغ للمشاركة في احتفالات ذكرى التأسيس، مشيرة إلى أن الزيارة جاءت "بناء على دعوة" من الحزب والحكومة في بيونغيانغ.
وبحسب وزارة الخارجية الصينية، فإن من المقرر أن يكون الوفد قد وصل إلى كوريا الشمالية الجمعة الماضي.
وتأتي زيارة الوفد الصيني بعد أقل من شهرين على زيارة وفدين رفيعي المستوى أيضا من الصين وروسيا إلى بيونغيانغ، فيما يتوقع أن يسافر جونغ أون إلى
روسيا هذا الشهر للقاء بوتين ومناقشة إمداد موسكو بالأسلحة لدعم غزوها لأوكرانيا، بحسب رويترز.
بوادر فتح الحدود في الأفق
وتشير التحركات الدبلوماسية الأخيرة، إلى عزم كوريا الشمالية إنهاء العزلة التي فرضتها على نفسها عام 2020 مع تفشي كوفيد-19، حيث تفيد أنباء عن إبداء السلطات في البلاد مرونة أكبر بالنسبة إلى ضوابط الحدود.
اظهار أخبار متعلقة
ورأى الأستاذ في الدراسات العسكرية في جامعة سانغجي، تشو جي-إيل، أن وصول العديد من البعثات الأجنبية في الأشهر الأخيرة "قد يدل على استعداد لإعادة فتح الحدود، ليشمل في المستقبل القريب استقبال السياح الأجانب"، بحسب حديثه لفرانس برس.
وكانت أول طائرة ركاب كورية شمالية هبطت في بكين في آب/ أغسطس الماضي، وقد سمحت بيونغيانغ لوفد من رياضييها بالمشاركة في مسابقة تايكواندو في كازاخستان في الشهر ذاته.