جدد رئيس جمهورية
الشيشان رمضان قديروف ولاءه للرئيس الروسي فلاديمير
بوتين، معربا عن استعداده للموت من أجله، في وقت يسعى فيه القادة والمسؤولون إلى تبديد أي شكوك حول ولائهم لزعيم الكرملين بعد مقتل قائد قوات "فاغنر" يفغيني بريغوجين إثر تحطم طائرته قرب موسكو، بحسب تقرير لصحيفة "
فاينانشال تايمز" البريطانية.
وذكرت الصحيفة أن قديروف كتب، بعد يوم من جنازة بريغوجين الخاصة في مدينة سان بطرسبرغ، على وسائل التواصل الاجتماعي أنه بصفته "جندي مشاة" لبوتين، فإنه ينتمي إلى
روسيا ومصالحها.
وشدد الزعيم الشيشاني عبر المنشور المرفق بصورة شخصية له ولبوتين على أنه "مستعد لتنفيذ أي أمر يصدره فلاديمير بوتين، حتى لو كانت النتيجة موتي".
وأشار التقرير إلى أن كلا من قديروف وبريغوجين قاما بأدوار مماثلة في الأشهر الأولى من الحرب الروسية على أوكرانيا، حيث جنّدا جيوشا خاصة ونشراها في ساحة المعركة. كما انتقد كل منهما الطريقة التي تتعامل بها وزارة الدفاع الروسية وكبار جنرالات الجيش مع الحرب.
ويذكر أن زعيم "فاغنر" أكد حين أعلن تمرده في شهر حزيران /يونيو الماضي على أنه يسعى لمحاسبة كبار القيادات العسكرية في موسكو وعلى رأسهم وزير الدفاع سيرغي شويغو الذي اتهمه بمحاولة تدمير مجموعته عبر أفعال ترقى إلى "خيانة الوطن".
لكن الزعيم الشيشاني المعروف بولائه لبوتين نأى بنفسه عن بريغوجين بعد التمرد، وأكد ولاءه المطلق للرئيس الروسي.
وقالت الصحيفة إن الدائرة المقربة من قديروف قد كوفئت منذ ذلك الحين، حيث استحوذ بعض حلفائه على التوزيعات الأخيرة للأصول الأجنبية من قبل الكرملين، بما في ذلك شركة دانون الفرنسية لصناعة الزبادي.
كما وقعت وزارة الدفاع الروسية حينها عقدا مع مجموعة القوات الخاصة الشيشانية المعروفة باسم "قوات أحمد"، والتي توجهت على الفور إلى خطوط النار في مدينة روستوف على الحدود مع أوكرانيا حيث تمركزت قوات "فاغنر".
ومنذ تمرد "طباخ بوتين"، كثف الكرملين حملته القمعية ضد جميع معارضيه المتشددين، وفقا لـ "فاينانشال تايمز".
وقد اعتقلت أجهزة الأمن الجنرال سيرجي سوروفيكين، المعروف بقربه من بريغوجين، بعد التمرد مباشرة، وتم عزله منذ ذلك الحين من أعلى منصب له في الجيش النظامي.
جيركين هو ضابط سابق في جهاز الأمن الفيدرالي، وهو أيضا مؤيد للحرب من حيث المبدأ ولكنه منتقد للطريقة التي تم بها التعامل مع الحرب في الممارسة العملية، اتهم بالتطرف وسجن في منتصف شهر تموز /يوليو الماضي.
وأكملت الصحيفة: منذ ذلك الحين، خفف العديد من القوميين المتطرفين الصريحين من انتقاداتهم لعدم نجاح روسيا في أوكرانيا، بعد حادثة مقتل بريغوجين التي أرسلت إشارة واضحة أخرى حول الحاجة إلى إظهار الولاء للكرملين والالتزام بالخط الرسمي.
اظهار أخبار متعلقة
وفي شهر آب /أغسطس الماضي، أعلنت السلطات الروسية عن تحطم طائرة أعمال تابعة لمجموعة فاغنر من طراز "إمبراير" بالقرب من تفير شمالي العاصمة موسكو. وأضافت أن الحادثة أودت بحياة جميع من كانوا على متن الطائرة المنكوبة.
وأعلنت روسيا أنها تجري تحقيقاتها الخاصة في حادث تحطم الطائرة الخاصة الذي أودى بحياة بريغوجين، نافية أي تورط للكرملين بعد توجيه أصابع الاتهام له من قبل معارضين روس.
والأربعاء، لم يستبعد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن يكون تحطم طائرة بريغوجين "حادثا متعمدا"، مضيفا: يتعين علينا انتظار نتائج التحقيق.
وشدد على "رفض روسيا السماح لأي دولة أخرى بالمساعدة في إجراء التحقيق" الذي اعتبره "روسيّا داخليا".