أثار إعلان
زامبيا احتجاز طائرة قادمة من القاهرة محملة بملايين الدولارات وأكثر من 127 كيلو ذهب جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي في
مصر والعالم العربي.
والثلاثاء، احتجزت السلطات في زامبيا طائرة خاصة قادمة من
مطار القاهرة كانت تحمل 5.7 ملايين دولار، و5 مسدسات و7 مخازن (لتلقيم الذخيرة) و126 طلقة و602 سبيكة تزن 127.2 كلغ كان يعتقد عند مصادرتها أنها من الذهب، قبل أن يتبين لاحقا أنها مصنوعة من النحاس والنيكل والقصدير والزنك، بحسب وزير تطوير المناجم والمعادن الزامبي، بول كابوسوي.
وكشف الوزير الزامبي، بعد نحو 5 ساعات من إعلان مصادرة محتويات الطائرة واحتجاز 10 أشخاص كانوا على متنها (6 مصريين وهولندي وإسباني وزامبي ومواطن من لاتفيا)، أن التحليل المعملي الذي أجرته الدائرة الجيولوجية للسبائك كشف أن السبائك غير ذهبية ومطلية بماء الذهب.
وقال كابوسوي، إن السبائك التي تم اكتشافها في 4 صناديق تحتوي على 58-61 بالمئة من النحاس، و38-41 بالمئة من الزنك، وكميات ضئيلة من القصدير والأوزميوم والنيكل، لافتا إلى أن وزارته أرسلت وفدا مؤلفا من علماء الأحجار الكريمة وعلماء المعادن ومسؤولي المسح الجيولوجي إلى لجنة مكافحة المخدرات للتحقق من طبيعة المعادن التي تم مصادرتها.
اظهار أخبار متعلقة
تعليق مصري مقتضب وصمت رسمي
وفي أول تعليق مصري على إعلان زامبيا احتجاز الطائرة، نقلت
وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن مصادر لم تسمها قولها إن "الطائرة غير مصرية، ولم تدخل أجواء مصر".
وقالت المصادر، إن "طائرة أخرى غادرت مصر إلى زامبيا، كانت في رحلة عبور فقط، وخضعت لإجراءات التفتيش المعتادة قبل مغادرتها القاهرة، لكنها ليست الطائرة نفسها المحتجزة في زامبيا"، مؤكدة أن السلطات المصرية تنسق مع زامبيا للوقوف على حقيقة وملابسات الواقعة.
وانتقد مدونون قيام مواقع مصرية بحذف خبر احتجاز الطائرة بعد نشره مستنكرين حملة التعتيم الإعلامي على مثل هذه الحادثة، فيما تصدرت عبارات "مطار القاهرة" و"الطائرة المصرية" قائمة الأكثر تداولا في مواقع التواصل الاجتماعي بمصر.
وفي المقابل نشر صحفيون مصريون ومغردون تفاصيل جديدة عن الحادثة نقلا عن وسائل إعلام أجنبية، في ظل الصمت الحكومي المصري الذي خرقه بيان مقتضب لمصدر مجهول نشرته وكالة الأنباء المصرية.
وفي السياق، سخر مدونون من بيانات الجمارك المصرية التي تعلن فيها ضبط أدوية ومستحضرات تجميل ونظافة أو سكائر وعجزها عن ضبط طائرة محملة بملايين الدولارات والذهب والأسلحة.
وانتقد الإعلامي المصري الموالي للنظام، خالد أبو بكر، الصمت الرسمي على احتجاز الطائرة في زامبيا، قائلا: "الأخبار والتفاصيل باتت ترد من وسائل الإعلام الأفريقية".
وفي ذات السياق قال المحامي طارق العوضي إنه من المعيب أن يتابع المواطنون خبرا مثل هذا من على وسائل الإعلام الأجنبية في ظل الصمت الحكومي مطالبا وزارة الخارجية المصرية بنشر بيان حول حادثة الطائرة على غرار نظيرتها الزامبية.
وقال الكاتب المصري شريف عثمان إن "رجل الأعمال المصري الوحيد الذي يملك طائرة من ذات طراز تلك التي أوقفت في زامبيا، هو محمد أبو العينين".
بدوره ذكر الصحفي المصري أحمد الشرقاوي أن محاولة الحديث عن وجود مخدرات على متن الطائرة هدفه صرف نظر المصريين عن "تهريب ثروات الجنرالات خارج البلاد لتسبقهم إلى الخارج كما أنها تغير القضية إلى جريمة دولية منظمة، لا جريمة محلية تقوم بها العصابة الحاكمة لمصر" وفق تعبيره.
يشار إلى أن واقعة احتجاز الطائرة في زامبيا، جاءت بعد أسابيع قليلة من تداول أخبار على مواقع التواصل الاجتماعي عن قيام مسؤولين في مصر بتهريب أموالهم خارج البلاد، خوفا من انهيار النظام والاقتصاد.
وقال الفنان المصري عمرو واكد إن هناك أنباء تفيد بتهريب أموال "الأسياد" إلى خارج البلاد، داعيا الجميع إلى الانسحاب قبل فوات الأوان، لأن ما هو قادم لن يرحم.