أعربت الولايات المتحدة الأمريكية والجزائر عن دعمهما لجهود المبعوث
الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، إلى الصحراء الغربية
الرامية لتمكين طرفي النزاع من الانخراط بجدية ودون شروط مسبقة في المسار السياسي
الذي تقوده الأمم المتحدة.
جاء ذلك في ختام مباحثات أجراها وزير الشؤون الخارجية والجالية
الوطنية بالخارج
الجزائري أحمد عطاف مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن.
وقال بيان لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية: "ثمن رئيسا
دبلوماسية البلدين عالياً عمق وصلابة
علاقات الصداقة والتعاون التاريخية التي تربط
بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية، كما أشادا بوتيرة التشاور السياسي
البيني وتوسع العلاقات الاقتصادية إلى ميادين جديدة وكذا بالآفاق الواعدة لتحقيق
المزيد بناءً على قيم الصداقة والثقة والتفاهم".
وأكد البيان أن الطرفين تبادلا التحاليل والرؤى بشأن المستجدات
الإقليمية، وعلى وجه الخصوص الأوضاع في كل من النيجر ومالي وليبيا، حيث أكدا على
توافق مواقف البلدين ومساعيهما الرامية لتفضيل حلول سلمية لهذه الأزمات بما يجنب
المنطقة مخاطر الخيار العسكري.
كما تطرقا إلى تطورات القضية الفلسطينية في ظل انسداد آفاق استئناف
العملية السياسية، وتناولا آخر تطورات قضية الصحراء الغربية، مجددين التعبير عن
دعمهما لجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، السيد ستيفان دي
ميستورا، الرامية لتمكين طرفي النزاع من الانخراط بجدية ودون شروط مسبقة في المسار
السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة.
ويأتي بيان الخارجية الجزائرية ليؤكد معطيين اثنين: المعطى الأول هو
عدم حماسة الجزائر وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية لقرار التدخل العسكري في
النيجر لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة، كما هددت بذلك دول غرب أفريقيا.
والمعطى الثاني أن موقف الولايات المتحدة الأمريكية من الحل المرتقب
في الصحراء الغربية ما زال داعما لمسار الأمم المتحدة الساعي إلى إيجاد حل سياسي بين
المغرب وجبهة البوليساريو على الرغم من اعتراف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بسيادة المغرب على الصحراء.
وإذا كان الموقف الأمريكي من التطورات الجارية في النيجر مفهوما،
بالنظر إلى وجود قاعدة للأفريكوم في النيجر، ولحساسية منطقة الساحل والصحراء في
الحرب على الإرهاب، فإن الموقف المعبر عنه بالنسبة لمصير الصحراء الغربية يزيد من
استمرار الغموض الذي ميز الموقف الأمريكي طيلة السنوات الماضية التي أعقبت موقف
الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب الذي أعلن سيادة المغرب على
إقليم الصحراء.
وأعلن ترامب، في 10 كانون الأول (ديسمبر) 2020، اتفاق المغرب
وإسرائيل على تطبيع العلاقات بينهما.
كما أعلن ترامب، في اليوم نفسه، اعتراف بلاده بسيادة المغرب على
إقليم الصحراء، وفتح قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة في الإقليم المتنازع عليه بين
الرباط وجبهة "البوليساريو"، المدعومة من الجزائر.
وفي آذار (مارس) 2021 جددت الولايات المتحدة الأمريكية، التأكيد على
أنه ليس هناك "أي تغيير" في موقفها بخصوص "الاعتراف بسيادة المغرب
على الصحراء".
وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، خلال مؤتمر صحافي،
إن الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء "سيظل موقف إدارة الرئيس جو بايدن"،
حسب وكالة الأنباء المغربية الرسمية.
وشدد على أنه "ليس هناك أي تغيير" حول هذه القضية.
ويأتي بيان الخارجية الجزائرية عن نتائج
زيارة وزير الخارجية أحمد
عطاف إلى واشنطن ولقائه بنظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، في ظل توتر متصاعد في
العلاقات بين المغرب والجزائر، ونذر تصعيد عسكري ليس فقط بسبب الخلاف التقليدي حول
مصير الصحراء، وإنما أيضا بسبب التحالفات الإقليمية التي ارتبط بها الطرفان، وفي مقدمتها
العلاقات المغربية ـ الإسرائيلية.