برّأ
الاحتلال الإسرائيلي خمسة إسرائيليين (أربع نساء ورجل) من التهم الموجهة ضدهم بالتجسس لصالح
إيران، وذلك بعد أكثر من عام ونصف من بدء القضية نهاية عام 2021.
وفي كانون الثاني/ يناير 2022، كشف جهاز "الشاباك" الإسرائيلي أنه بالاشتراك مع وحدة "لاهف 433" في الشرطة، جرى التحقيق في اشتباه بأنه تم تجنيد عدد من الإسرائيليات من جانب جهات استخباراتية إيرانية، بهدف تنفيذ مهمات داخل الأراضي المحتلة.
كان "الشاباك" قد أعلن أن النساء أقمن علاقات مستمرة مع عنصر
مخابرات إيراني تقمّص شخصية إسرائيلي وأطلق على نفسه اسم "رامبود نمدار"، بحسب ما أفاد موقع
"تايمز أو إسرائيل".
وجاء في الحكم الجديد: "لا شك في أن هؤلاء هم أفراد صهاينة، يعشقون البلد، ولم يقصدوا في أي وقت الإضرار بأمنها"، إلا أنه تضمن اتهام إحداهن بالتواصل مع عميل أجنبي دون توجيه تهمة
التجسس إليها.
كما تضمن الحكم أنه "لا خلاف بأن بداية علاقة المتهمتين الأولى والرابعة مع الشخص الذي يُزعم أنه عميل أجنبي، كانت دون دراية بهويته، وبالتأكيد ليس بنية التواصل مع عميل أجنبي والمساس بأمن الدولة".
وقال قاضي المحكمة المركزية في القدس المحتلة، إيلان سيلاع: إن "الحديث عن نساء كُن يبحثن عن الدفء والحب وأذن تصغي إليهن، وأحيانًا عن مساعدة مالية.. واستغل رامبود هذا بذكائه وأقام علاقة طويلة معهن، بذكاء كبير وبطريقة استغلالية، تمكن من استخدامها لتلبية احتياجاته".
بحسب ملفات القضية، تمكن العميل الإيراني من إقناع إحدى الإسرائيليات بتصوير مكتب رئيس إحدى البلديات، إضافة لفتح نادٍ للنساء الإيرانيات، وحتى أنها أخبرته عن تجنيد ابنها في جيش الاحتلال، عندها حاول التأثير عليها لإقناعه بأن يتجند في القوات البحرية أو القوات الجوية أو المخابرات.
والمتهمة الأولى في هذه القضية تبلغ 41 عامًا، وهي من سكان مدينة "حولون"، واشتبهت أن "رامبود" يعمل لدى السلطات الإيرانية واستخباراتها، وبقيت على اتصال معه لعدة سنوات.
ونفذت المتهمة عدة مهمات، بينها تصوير سري للسفارة الأميركية في تل أبيب، وتصوير داخل مكتب وزارة الداخلية ومؤسسة التأمين الوطني في مدينتها، ونقلت معلومات حول ترتيبات الحراسة في مجمع تجاري في حولون وتصويره.
أثناء التحقيق مع المتهمة الأولى، تبيّن أن زوجها كان على علم باتصالاتها مع "رامبود"، وتحدث معه، رغم اشتباهه بأنه من قبل الاستخبارات الإيرانية، كما أنه ساعد زوجته في تنفيذ إحدى مهماتها من خلال نقلها بالسيارة من أجل تصوير السفارة الأميركية.
يذكر أنه بعد الكشف عن القضية لأول مرة بثمانية أشهر، أعلنت السلطات الإيرانية، في آب/ أغسطس 2022، إلقاء القبض على أعضاء رئيسيين في "فرقة بهائية"، بتهمة التجسس المباشر لصالح الاحتلال، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام إيرانية، وهي ثالث عملية اعتقال من هذا النوع يعلن عنها في غضون أسبوع.