كشفت صحيفة "الأخبار"
اللبنانية، عن المساعي التي حاول رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية
ماجد فرج، فرضها في المخيمات الفلسطينية في لبنان، مشيرة إلى أن هناك علامات استفهام حول دوره في عمليتي الاغتيال الأولى ضد عناصر من الإسلاميين، والثانية ضد قيادي فتحاوي بارز في مخيم
عين الحلوة.
وكان محللون لبنانيون ربطوا أحداث مخيم عين الحلوة الدامية بزيارة قام بها ماجد فرج إلى بيروت قبل أيام، حمل خلالها رسالتين "غريبتين" إلى الحكومة اللبنانية، تتعلقان بالمخيمات والوجود العسكري الفلسطيني في لبنان.
وذكرت
الصحيفة، أن غالبية المصادر تشير إلى علامات استفهام بشأن عمليتي الاغتيال، خصوصا أن بعض المتورطين في الأعمال العسكرية يرتبطون بطرق مختلفة مع أجهزة استخبارات السلطة الفلسطينية.
وأشارت إلى أن فرج حمل معه إلى لبنان كمية كبيرة من الأموال، وزعت على قيادات الحركة وعلى آخرين.
ويصعب أن تجد مسؤولاً شارك في الاتصالات خلال اليومين الماضيين، لا يشير بأصبع الاتهام إلى خلايا مشبوهة، سواء نسب انتماء عناصرها إلى أجنحة في
فتح، أو إلى المجموعات الإسلامية.
اظهار أخبار متعلقة
ونوهت الصحيفة اللبنانية، إلى أن قياديين بارزين في حركة فتح عبروا عن امتعاضعم من طريقة عمل فرج، ومحاولته فرض قواعد جديدة تخالف الأصول المتبعة في لبنان.
ونفت القيادات الفتحاوية ذاتها، وجود أي دور للعناصر الفتحاويين المنشقين لمصلحة القيادي محمد دحلان، وتحدّثت عن مشكلة كبيرة تواجه فتح في لبنان، خصوصا إذا قررت السلطة خلق قيادة جديدة وفرضها على الجميع، سياسيا وتنظيميا وعسكريا.
ورأت الصحيفة أنه ليس من الحكمة عودة ماجد فرج مجددا إلى بيروت، لا سيما أنه لم يستكمل محادثاتها، بعدما اضطر للانتقال سريعا إلى تركيا للمشاركة مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وكشفت الصحيفة أن صالح
العاروري نائب رئيس حركة حماس، أنب ماجد فرج على ما يقوم به في لبنان، "بعد ما قام ويقوم به داخل فلسطين".
ونوهت "الأخبار"، إلى أن ماجد فرج قام بالتحريض على العاروري في اجتماعات عدة عقدها في بيروت.
وتابعت بأن فرج سمع في تركيا كلاما حاسما بأنه ممنوع عليه العمل في لبنان ضد فصائل المقاومة، ويدرك أنه بعد ما جرى في عين الحلوة سيكون سلوكه وحتى حضوره إلى بيروت محل استنكار لبناني وفلسطيني.
فتح خسرت في عين الحلوة
الصحيفة كشفت أن المساعي التي بذلت وتبذل على أكثر من صعيد لوأد الفتنة في عين الحلوة لم تحل أصل المشكلة، إذ إن من يبذلون هذه الجهود ينطلقون عملياً من ضغط أبناء المخيمات الذين ضاقوا ذرعاً بالتفلت الأمني، وتحت ضغط أبناء صيدا وسالكي طريق بيروت-الجنوب الذين يعانون من القذائف "الفالتة" والرصاص العشوائي، وبعضه مقصود لتوسيع دائرة التوتر.
وأوضحت "الأخبار" أن القيادات الصيداوية اللبنانية التي تدخلت لوقف إطلاق النار لم تكن حاسمة جدا مع الفصائل الفلسطينية.
وفي إحدى الاجتماعات، وعندما عبّر النائب أسامة سعد عن امتعاض أبناء صيدا من هذه المعارك العشوائية، فإنه لم يعمل على كبح جماح المسؤول الفتحاوي فتحي العردات الذي كان يصعّد الموقف سياسياً، ويطرح مطالب لا تقود إلى وقف فوري لإطلاق النار.
اظهار أخبار متعلقة
وتابعت الصحيفة، بأن أطرافا فلسطينية عبّرت عن استغرابها لعدم ممارسة سعد الضغوط التقليدية على فتح.
أما جهود حزب الله وحركة أمل فتركز على حصر المواجهات بالمجموعات نفسها وعدم توسّعها لتشمل فصائل المقاومة من حماس والجهاد الإسلامي، سيما أن هذه رغبة أركان في السلطة الفلسطينية، خصوصاً بعد "الزيارة الخبيثة" لرئيس مخابرات السلطة ماجد فرج إلى بيروت الأسبوع الماضي.
وأظهرت الساعات الأخيرة من الاشتباكات أن عاملاً مهما دفع بقيادة "فتح" في عين الحلوة إلى القبول بوقف إطلاق النار، تمثل في نفاد الذخيرة وعدم تلبية طلباتها بتزويدها بذخيرة ومقاتلين من خارج المخيم.
فيما لعبت عصبة الأنصار دورا في منع المجموعات الإسلامية من شنّ هجمات ضد مقرات "فتح"، كانت ستكشف أن "فتح" كحركة هرمة غير قادرة على المواجهة.
ورأت الصحيفة أن حركة فتح خرجت من هذا الاشتباك خاسرة على أكثر من صعيد، وسيلمس الفتحاويون أن خسارة القائد العسكري أبو أشرف العمروشي، ستنعكس ضعفاً على تشكيلات الحركة، ولن يقدر خلفه أبو أياد الشعلان على القيام بالمهمة.
وخسرت حركة فتح تسعة من قياداتها وعناصرها، مقابل واحد لعصبة الأنصار وآخر للمجموعات الإسلامية.