نشر فريق العلماء خارطة صور لثلاثة أعضاء بشرية، كل منها حيوي بطريقته الخاصة، يوضح كيف يتم ترتيب أنواع الخلايا وتفاعلها، بحسب موقع "ساينس أليرت".
ونشر الموقع صورا مذهلة قال إنها نتيجة للعمل البحثي، حيث قام الفريق برسم خرائط الكلية والأمعاء، فضلا عن المشيمة، التي وصفها العلماء بأنها "العضو الأكثر أهمية في الجسم، ولكن المفارقة في أنه الأكثر سوءا".
وقاد الفريق، سانجاي جين، أخصائي أمراض الكلى في جامعة واشنطن، حيث استخدم طرق النسخ الأحادية الخلية، والتي تكشف عن كيفية قراءة التعليمات الجينية المشفرة في الحمض النووي في الخلايا الفردية، لرسم خريطة الكلية.
ورسمت المجموعة الثانية بقيادة عالم الجينوم مايكل سنايدر في كلية الطب بجامعة ستانفورد، خريطة للأمعاء بأجسام مضادة فلورية مرتبطة بأقسام الأنسجة، تم تصويرها تحت المجهر.
اظهار أخبار متعلقة
وألقى فريق ثالث نظرة على ما وصفه العلماء بأنه "العضو الأكثر أهمية في الجسم، ولكن المفارقة في أنه الأكثر سوءا وهي المشيمة".
وصور مايكل أنجلو، اختصاصي علم الأمراض بجامعة ستانفورد، بالاشتراك مع زملائه، شرائح من أنسجة المشيمة المعالجة بأيونات معدنية مرتبطة كيميائيا بأجسام مضادة قادرة على الالتصاق بمركبات مميزة على أسطح الخلايا، مع التركيز على العينات التي تلتصق بها خلايا المشيمة بجدار الرحم.
واستطاع الباحثون من خلال تصوير عينات متعددة في مراحل مختلفة من هذه العملية، من 6 إلى 20 أسبوعا من الحمل، رسم التفاعلات بين خلايا المشيمة وخلايا الأم المناعية والشرايين - وكلاهما يتكيف لاستيعاب المشيمة.
وقال اثنان من علماء الأحياء الخلوية في معهد ويلكوم سانجر، روزر فينتو تورمو وروزر فيلاراسا بلاسي، في تعليق على الخرائط إنه "أصبح بالإمكان مشاهدة تفاصيل عملية إعادة البناء التي تسمح بالتعايش السلمي بين خلايا الرحم المشيمية والجنينية المتميزة وراثيا".
وأظهرت الصور أن الأمعاء، التي تبلغ طولها أمتار، هو المكان الذي تتصارع فيه ملايين الميكروبات، وتؤدي الأطعمة الفائقة المعالجة إلى حدوث الالتهاب، ويتم توصيل الخلايا بـ "الدماغ الثاني" للجسم.
واكتشف فريق سنايدر تحولات جذرية في كيفية ترتيب الخلايا على طول الأمعاء، ورسموا أحياء متميزة مكدسة بخلايا مناعية جاهزة لبدء العمل، كما عثروا أنواع فرعية جديدة من الخلايا الظهارية التي تبطن الأمعاء.
ويمكن للتصوير الإضافي للأمعاء وطبقاتها المنتفخة أن تكشف عن رؤى جديدة حول كيفية تطور أمراض الأمعاء الالتهابية، واضطرابات المزاج، أو حتى الأمراض التنكسية العصبية.
وقال جين، الذي قاد دراسة تصوير الكلى: "نظرنا في كيفية تنظيم خلايا الكلى، وهوياتها الجزيئية، وكيف تتحول من حالة صحية إلى حالة مرضية. من خلال هذه المعرفة، يمكننا البدء في التفكير في الأدوية أو أهداف الجزيئات الصغيرة التي يمكن أن تمنع تطور المرض أو تعزز التعافي من الإصابة".