سلطت
صحيفة عبرية الضوء على الهزيمة التي منيت بها المعارضة الإسرائيلية، عقب نجاح الحكومة
الإسرائيلية اليمينية بزعامة بنيامين نتنياهو في تمرير قانون "الحد من
المعقولية" بالقراءتين الثانية والثالثة، ما تسبب في اتساع رقعة الاحتجاجات
والفوضى الداخلية وفقدان السيطرة على المتظاهرين.
وفور
المصادقة على القانون المذكور الذي يحد من صلاحيات المحكمة العليا في
"إسرائيل" فقد سادت حالة من الفوضى والاشتباكات بين قوات الشرطة الإسرائيلية
والمتظاهرين، بما يشي بدخول المجتمع الإسرائيلي في مرحلة متقدمة من الصراع الداخلي
الذي ينعكس سلبا على الكثير من الجوانب وخاصة الأمنية والعسكرية.
وأمس،
صادق الكنيست على مشروع قانون "الحد من المعقولية"، ضمن حزمة تشمل
ثمانية مشاريع قوانين تُعرف بـ"خطة التعديلات القضائية"، تعمل على
تمريرها حكومة اليمين، وصوت لصالح القانون 64 نائبا (الكنيست يتكون من 120 عضوا)
دون معارضة، بعد أن غادرت المعارضة قاعة الكنيست مع بدء التصويت، وبذلك تم التصويت
بالقراءتين الثانية والثالثة على المشروع، وأصباح قانونا نافذا.
اظهار أخبار متعلقة
وأوضحت
"يديعوت أحرونوت" في مقالها الافتتاحي، من إعداد ناحوم برنياع، بعنوان
"صمود"، أن "النواب الـ64 الذين صوتوا في صالح التعديل نفهم أنهم
ليسوا مصنوعين من جلدة واحدة؛ يوجد بينهم مغتصبون، متزلفو انتخابات تمهيدية
داخلية، ويوجد بينهم من تحركهم كراهية حقيقية".
وأضاف:
"هم يكرهون القوانين، والمؤسسات، وقواعد اللعب، والتعقيدات.. خذوا إيتمار بن غفير
أو روتمان أو كرعي أو ستروك؛ حتى قيام الحكومة الحالية نشروا أفكارا متطرفة،
هاذية، علما بأن هذه الأفكار لن تتحقق أبدا، الهذيان هو ترف الأقلية، وهو سترتها
الواقية في وجه الواقع".
وقال
كاتب المقال: "عشية الانتخابات عرض روتمان وسموتريتش خطة الانقلاب القضائي
خاصتهما في مؤتمر صحفي، العرض كان وديا وبإلهام منتدى "كهيلت"؛ المضمون
مضلل ومحرض، حين انتهى العرض، قلت لهما: لا أصدق أن أحدا سيأخذ الخطة على محمل
الجد، بالطبع أخطأت. العرض الفاخر إياه كان لقطار يؤدي بإسرائيل إلى هنغاريا،
بالنسبة لليهود في المنفى كانت الدولة عدوا".
وتابع:
"ما العمل الآن؟ يسأل أناس استثمروا أفضل زمنهم في الاحتجاج، كيف نتصدى
للخسارة؟ وهنا نقترح عليهم كلمة واحدة، إحدى الكلمات القليلة التي تعلمتها
بالعربية؛ صمود، في وجه الإعصار الذي يهدد بسحق المعجزة الإسرائيلية هذه، ينبغي
للجواب أن يكون: صمود".
اظهار أخبار متعلقة
ونوه
برنياع، إلى أنه سمع لأول مرة كلمة "صمود" على لسان الشعب
الفلسطيني، الذي
"يبحث عن سبل التصدي للاحتلال، وعلينا الثبات والالتصاق بالأرض، علما بأن هناك
فرقا بين احتلال واحتلال، بين عصيان وعصيان، وعلى الرغم من ذلك، فإن هناك ما نتعلمه (من
الفلسطينيين)".
وطالب
قوات الاحتياط الذين أعلنوا رفضهم للخدمة في الجيش الإسرائيلي بـ"التراجع؛ التصقوا بمناصبكم، بالمهام، بالرتب، ابقوا هناك، لكن ذكروا يوميا السياسيين بأن
كتب اعتزالكم لا تزال على الطاولة، إذا اعتزلتم الآن فستخففون فقط على الحكومة لأن
تحول وحدات النخبة في الجيش إلى مليشيات تأتمر بإمرة الحاخامين، ستخففون فقط عليها
أن تأمر بأعمال غير قانونية في
الضفة الغربية؛ إذا اعتزلتم فستسرعون مسيرة التدين
في الجيش وستقضون على خدمة البنات، فالجيش هو جبهة هامة في الصراع على
الديمقراطية".
وشدد
على أهمية أن "يكافح الأشخاص المهنيون في سبيل البقاء في وظائفهم، خذوا
المستشارة القانونية للحكومة غالي بهرب ميارا، قدوة لكم، فهي تتلقى السباب والشتائم
من وزراء يطالبون برأسها، وعلى الرغم من ذلك، تختار الالتصاق بمنصبها"، وقال:
"نقترح على رؤساء المرافق الاقتصادية وكبار رجالات صناعة التكنولوجيا العليا،
أن ينتظروا قبل أن يوضبوا شركاتهم وأموالهم ويخرجوا من البلاد، توجد لكم قوة.
كفاحكم هنا، لا تدعوا الحكومة تطردكم".
ولعل
الأهم من كل ذلك، بحسب "يديعوت"، هم "القضاة، أولئك الذين يتولون
مناصب في المحكمة العليا، وأولئك الذين يتولون المناصب في الهيئات القضائية
الأخرى؛ لا تتراجعوا".