قتل أربعة مدنيين وأصيب آخرون بجروح إثر اندلاع اشتباكات مسلحة وقصف مدفعي متبادل بين الجيش
السوداني وقوات الدعم السريع بمدينة الأبيض مركز ولاية شمال
كردفان، التي تشهد اشتباكات
عنيفة منذ اندلاع الحرب منتصف نيسان/ أبريل الماضي.
وقالت
نقابة أطباء السودان غير الحكومية، السبت، إن الاشتباكات بين طرفي النزاع في
السودان بمدينة الأبيض، تسببت في سقوط قذيفة في ساحة المستشفى التعليمي وقذائف في محيط
مستشفى الضمان ومستشفى النساء والتوليد والمستشفى الكويتي، سقط إثرها أربعة مدنيين فيما
أصيب عدد آخر.
اظهار أخبار متعلقة
تبادل
اتهامات
رد
الجيش السوداني على إعلان قوات الدعم السريع انضمام 15 ضابطا بالجيش و527 من الرتب
الأخرى إليها، معتبرا أن هناك تضخيما مبالغا فيه بالأعداد.
وقال
متحدث الجيش السوداني نبيل عبد الله، في بيان، إن "هنالك تضخيما في العدد ومبالغة كعادة المليشيا (الدعم السريع)"، مشيرا إلى أن الضباط جميعهم تم
استيعابهم في أوقات سابقة ضمن الترتيبات الأمنية لاتفاق السلام في جوبا مع الحركات
المسلحة في تشرين الأول/ أكتوبر 2020، عدا ضابطا واحدا يتبع للجيش.
وفي
وقت سابق، قالت "الدعم السريع" إن "قوة كبيرة من القوات المسلحة
بقوام 15 ضابطا و527 من الرتب الأخرى بالفرقة 20 الضعين، أعلنت انحيازها التام
لخيار الشعب والانضمام لها في شرق دارفور"، وقد رحب محمد حمدان دقلو
"
حميدتي"، بانضمام الضباط والجنود.
من
جانبه، رحب "حميدتي" السبت،
بانضمام ضباط وجنود الجيش السوداني، مؤكدا أن قواته لا تسعى لإلغاء القوات المسلحة
أو تفكيكها أو استبدالها، لكنها تعمل على بناء جيش قومي واحد لا علاقة له بالسياسة
يخدم مصالح الشعب ويحمي البلاد، وفق تعبيره.
اظهار أخبار متعلقة
100
يوم من الحرب
ودخلت
حرب السودان يومها الـ100 من الاشتباكات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح
البرهان، والدعم
السريع بقيادة حميدتي، والتي تسببت في سقوط أكثر من ثلاثة آلاف قتيل معظمهم مدنيون،
بينما يقدر عدد النازحين بنحو 3.3 مليون نازح ولاجئ داخل وخارج السودان، وفق
منظمات دولية.
وفي ما
يأتي أبرز الأحداث في السودان بعد 100 يوم من الحرب:
اندلعت
الاشتباكات في يوم 15 نيسان/ أبريل، عقب تصاعد التوتر بين الجيش والدعم السريع بشأن
خطة لتسليم السلطة للمدنيين في البلاد، حيث اقتحمت قوات "الدعم السريع" مقر
إقامة قائد الجيش في محاولة للسيطرة على مواقع استراتيجية في قلب العاصمة
الخرطوم.
وعلق
برنامج الأغذية العالمي جميع عملياته بالسودان في اليوم الثاني لاندلاع الاشتباكات،
بعد مقتل ثلاثة من موظفيه بالاشتباكات الدائرة في الخرطوم، لكن البرنامج الأممي استأنف
عملياته في ظل تحذيرات من أن أكثر من ثلاثة ملايين آخرين سيسقطون في براثن الجوع
في السودان جراء استمرار الاشتباكات.
وبدأت
عمليات إجلاء رعايا الدول من السودان في اليوم الخامس للاشتباكات، بالتزامن مع
زيادة أعداد الفارين من الخرطوم بوتيرة سريعة مع تعرض مناطق في أنحاء المدينة
لغارات جوية من الجيش واشتباكات وعمليات نهب على أيدي عناصر من الدعم السريع.
وبالتزامن
مع احتدام الاقتتال بين الجيش السوداني والدعم السريع، أعلن أحمد هارون الوزير
السابق في حكومة الرئيس المخلوع عمر البشير، أنه خرج من السجن وأصبح حرا إلى جانب
مسؤولين آخرين سابقين، على الرغم من أنه مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية
لاتهامه بارتكاب جرائم في دارفور.
وفي مطلع
شهر أيار/ مايو حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" من أن مستلزمات
الرعاية الصحية وقدرات المستشفيات تنهار بسبب القتال في السودان، مشيرة إلى أن أكثر
من مليون جرعة من تطعيم شلل الأطفال تعرضت للتدمير نتيجة عمليات نهب، فيما اشتكى
برنامج الأغذية العالمي من وقوع عمليات نهب واسعة النطاق.
ووافق
الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 20 أيار/ مايو على وقف إطلاق النار بين
الطرفين لمدة سبعة أيام للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية، وذلك بعد محادثات
استضافتها السعودية، لكن الخروقات المستمرة للاتفاق زاد من تعقيد عملية إيصال
المساعدات.
وفي
29 أيار/ مايو قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، إن
التقديرات التي تشير إلى أن مليونا قد يفرون من السودان بحلول تشرين الأول/ أكتوبر ربما تكون متحفظة وحذر من أن تهريب الأسلحة والبشر قد ينتشر في أنحاء المنطقة في
ظل وضعها الهش.
وفي
8 حزيران/ يونيو، بدأت الحركة الشعبية لتحرير السودان بحشد قواتها في ولاية جنوب
كردفان، ما أثار مخاوف من أن الحشود قد توسع نطاق الصراع لمناطق في جنوب السودان.
وفي
14 حزيران/ يونيو قتل والي غرب دارفور خميس أبكر بعد ساعات من مقابلة تلفزيونية
اتهم فيها قوات الدعم السريع والجماعات المسلحة الموالية لها بارتكاب إبادة جماعية
بحق جماعات من غير العرب.
وتعهدت
جهات مانحة دولية بمساعدات قيمتها 1.5 مليار دولار للسودان والمنطقة المحيطة في 19
حزيران/ يونيو، خلال مؤتمر لجمع التمويل في جنيف مما شكل نحو نصف المبلغ الذي
أشارت تقديرات للحاجة إليه في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة هناك.
وفي
13 تموز/ يوليو أطلقت مصر محاولة جديدة للوساطة بين طرفي الصراع في السودان في قمة
لدول جواره بالقاهرة. وقال رئيس وزراء إثيوبيا إنه يتعين تنسيق المسعى مع مبادرة
قائمة تقودها الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيجاد) وسط مخاوف من أن
الجهود الدبلوماسية لحل الصراع أصبحت متضاربة وغير فعالة.
وفي 14 تموز/ يوليو، أعلن مرصد النزاع في السودان، ومقره الولايات المتحدة، أنه يشتبه في
تورط قوات الدعم السريع والقوات الموالية لها في الاستهداف العمدي لما لا يقل عن
26 تجمعا سكنيا في دارفور. وقبل ذلك بيوم، قالت المحكمة الجنائية الدولية إنها
تحقق في أعمال العنف في دارفور. وتقول قوات الدعم السريع إن الاشتباكات التي تنشب
في تلك المنطقة قبلية.