في الوقت
الذي يواجه فيه رئيس حكومة
الاحتلال بنيامين
نتنياهو عزلة دولية واسعة النطاق، فقد
تلقى دعوة مفاجئة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لزيارة بلاده أواخر الشهر الجاري،
لتكون زيارته الثانية إلى
تركيا منذ عام 2016، وسط دفء
العلاقات بينهما، حيث سيعقد
اجتماعهما في إسطنبول، بالتزامن مع وصول رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى تركيا
الأسبوع المقبل.
إيتمار
آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "
يديعوت أحرونوت"، ذكر أن "نتنياهو سيناقش
مع أردوغان العلاقات الثنائية بين الجانبين في جميع أبعادها، وخطوات تحسين التعاون،
وسيكون اجتماعهما الثاني، عقب اتفاقهما في محادثة هاتفية سابقة على العمل معًا لتأسيس
حقبة جديدة في علاقاتهما رغم أن أردوغان اعتقد أنه بسبب نتنياهو لن تكون هناك مصالحة بين
الجانبين، وكان قلقًا جدًا لأنه لن يواصل عملية المصالحة التي بدأها الرئيس يتسحاق
هرتسوغ ورئيس الحكومة السابق يائير لابيد، لكن دعوته لزيارة تركيا أظهرت أن مخاوف أردوغان
قد هدأت، وقد اتفقا على العمل معًا، والحفاظ على قناة الحوار".
وأضاف
في تقرير ترجمته "عربي21" أن "نتنياهو كان دائمًا يشكك في نوايا أردوغان،
بل وصفه بـ"ديكتاتور معاد للسامية" في 2018، فيما ردّ عليه الأخير بأنه
"طاغية"، وفي 2013 اعتذر نتنياهو لأردوغان عن أحداث سفينة مافي مرمرة قبالة
شواطئ غزة، ودفع 20 مليون دولار كتعويض لتركيا، وفي المقابل واصل أردوغان التحريض ضد
إسرائيل، ثم توصل نتنياهو لنتيجة مفادها أنه لا يوجد من يتحدث معه في تركيا، فاتهم
الرئيس التركي بالتسبب بالوصول إلى "الطريق المسدود"، لكن اتصالاتهما الأخيرة
قبل أسابيع، ستعبّد الطريق لإمكانية إبرام صفقات أمنية وعسكرية بينهما".
اظهار أخبار متعلقة
غاي
إليستر وباراك رافيد المراسلان السياسيان لموقع "
ويللا"، ذكرا في تقرير ترجمته
"عربي21" أن "زيارة نتنياهو الوشيكة إلى إسطنبول تأتي استكمالا للقاء
هرتسوغ بأردوغان في أنقرة بعد 14 عامًا من الزيارة الرسمية الأخيرة لمسؤول إسرائيلي
إليها، وقال أردوغان حينها إن "الزيارة نقطة تحول في علاقاتهما"، مؤكدا أن
"معاداة السامية جريمة ضد الإنسانية، وأن التعايش بين اليهود والمسلمين في تركيا
استمر لمئات السنين، مما يجعل من الزيارة مناسبة لرفع مستوى علاقاتهما مرة أخرى إلى
التمثيل الدبلوماسي الكامل، وإعادة السفراء، بعد سنوات على طرد السفير من أنقرة، واستئناف
عودة الخطوط الجوية الإسرائيلية للهبوط في تركيا".
أريئيل
كهانا المراسل السياسي لصحيفة "
إسرائيل اليوم"، ذكر في تقرير ترجمته
"عربي21" أن "زيارة نتنياهو ستبحث علاقاتهما الثنائية في جميع الأبعاد،
والخطوات التي ستتخذ لتحسين التعاون، مع أنه قبل يومين من الاجتماع مع أردوغان، سيعقد
نتنياهو قمة مشتركة مع قادة اليونان وقبرص في نيقوسيا، لإيصال رسالة مفادها أن التقارب
بين إسرائيل وتركيا لا يأتي على حساب التحالف القديم معهم".
رغم
المفاجأة التي أصابت كثيرا من الأوساط السياسية الإقليمية بدعوة أردوغان لنتنياهو،
يتحدث الإسرائيليون عما يعتبرونها "حقيقة واحدة لا جدال فيها"، وهي أن تركيا
السائرة في خطها الجديد لتجديد علاقاتها مع إسرائيل بسرعة، لديها ما يكفي من الأسباب
الرئيسية للتغيير في مواقفها منها، لا سيما باتجاه استكمال خريطة مصالحها المباشرة،
خاصة بعد أن قرأ أردوغان جيدًا الوضع المتدهور في أوروبا، والذعر الذي يكشف عنه في
عصر نقص الغاز، والمنافسة داخل الاتحاد الأوروبي للحصول عليه بأي ثمن تقريبًا، والاحتجاجات
الاجتماعية في القارة عقب ارتفاع الأسعار.