نشر موقع "
ذي هيل" مقال رأي
للبرفسور عاموس أن غويرا، المحاضر بالقانون بجامعة أوتا، دعا فيه الولايات المتحدة
للرد على تسامح
تل أبيب مع مذابح المستوطنين وإرهابهم في الضفة الغربية.
وقال فيه؛ إن رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي
هيرتسل هاليفي أخبر مجموعة من المتخرجين من مدرسة ضباط الجيش، أن أي جندي في القوات
الإسرائيلية يقف متفرجا على رمي إسرائيلي قنبلة حارقة ضد الفلسطينيين فهو ليس
ضابطا. وكلام هاليفي صحيح، ويجب سحب كلامه بشأن المتفرجين المتواطئين مع الشر على
السياسة الأمريكية المتعلقة بالأحداث في الضفة الغربية.
وعرف
غويرا نفسه بأنه عقيد متقاعد من الجيش الإسرائيلي ومن فيلق جنرالات القضاة، وعمل
مباشرة على تطبيق بنود اتفاقية أوسلو وشارك في المسار الثاني للمفاوضات بين
الإسرائيليين والفلسطينيين، وهو معارض لإصلاحات نتنياهو القضائية التي ليست "إصلاحات"، ولكنها محاولة تبييض.
إظهار أخبار متعلقة
ويقول؛ إنه يحمل الجنسية الأمريكية-
الإسرائيلية المزدوجة، ويدرس القانون في الولايات المتحدة وتحدث حول السياسة
الإسرائيلية وقضايا الجيوسياسة واعتبارات المصلحة القومية.
وقال؛ إنه قلق بشأن الديمقراطية الإسرائيلية
والعلاقات الأمريكية- الإسرائيلية، وبخاصة التزامات أمريكا المالية والتاريخية نحو
إسرائيل ولسببين مترابطين:
الأول، هو المذابح التي ارتكبها المستوطنون
اليهود ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وأضرت بمواطنين أمريكيين، وباتت هذه
أحداثا يومية وتجري بـ "إيماءة وغمزة" من الحكومة الإسرائيلية، التي لا
يتجاوز شجبها مستوى الكلام.
أما السبب الثاني، فهو إصرار الحكومة على حرمان القضاء من استقلاليته
الضرورية للتفريق بين السلطات والرقابة والضبط.
ويرى الكاتب أن الموضوعين يتصادمان مع المصالح
والقيم والأعراف الأمريكية، وهي لا تعكس
إسرائيل التي يحبها الكاتب وغيره ويؤمنون بالديمقراطية الليبرالية، ولهذين
السببين وغيرهما، تعاني العلاقة الأمريكية- الإسرائيلية من مخاطر لم تكن موجودة من قبل، وتم التعبير عن
المخاوف الأمريكية من قبل الرئيس بايدن وإدارته.
وسواء فهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو وكامل حكومته مظاهر القلق هذا، يظل أمرا مفتوحا، وتظل دعوة نتنياهو للبيت
الأبيض، ليست سرا، ومرغوبة في إسرائيل واختبارا مهما للعلاقات. وبنفس القدر، فالإعلان الأخير عن زيارة نتنياهو الصين، هي محاولة،
كما يفترض الواحد، لإظهار غضبه من بايدن. وانتقدت الزيارة بشكل واسع في إسرائيل،
وتحت أي ظرف يجب على بايدن مد يده وتوجيه الدعوة له ليزور واشنطن، لكن الأمر هو
أبعد من مجرد التعبير عن مظاهر القلق الخاصة والعامة والدعوة للبيت الأبيض، فيجب النظر
وبجدية للدعم الأمريكي المالي المستمر لإسرائيل.
ويقول؛ إنه لم يكتب هذا الكلام بسهولة، فدعوته لقطع الدعم الأمريكي قد تكون ضد مصلحته؛ لأن عائلته تعيش في إسرائيل. إلا أن هذا مهم للولايات المتحدة وإسرائيل، ففي ظل
التطورات الدرامية هناك، لا توجد آليات فعالة متوفرة للحكومة الأمريكية لمعالجة
هذين الأمرين غير هذا. ويقول؛ إن كلمة "بوغروم" (مذبحة) والمحفورة عميقا
في ذاكرة اليهود، كلمة صحيحة ومناسبة لوصف أفعال المستوطنين اليهود، و"أنا
مقتنع بناء على تجربتي في الجيش الإسرائيلي وأبحاثي الأكاديمية، أن المستوطنين
الذين يرتكبون المذابح هم إرهابيون، ويجب محاسبتهم. وكما هو وارد وعلى نطاق واسع في
الصحافة، فهذا لا يحدث، وهو لعنة لسيادة القانون".
ويشجع
هذا الفشل استمرار انتهاكات حقوق الإنسان التي تتسامح معها الحكومة، فعدد الاعتقالات
مقارنة مع عدد المشاركين يكشف عن الوضع، وهذا يجب أن يكون مقلقا للحكومة
الأمريكية. وبناء عليه، فيجب إثارة السؤال بشأن استمرار الدعم المالي الأمريكي
وبسرعة تامة، ولا مبرر لعدم حدوث هذا النقاش، والفشل لعمل هذا هو انتهاك لكلام
هاليفي ويعكس تواطؤ المتفرجين الذين يعينون على الشر.