شدد
دبلوماسي إسرائيلي على ضرورة صد الحكومة الإسرائيلية الضغوط التي تمارسها الإدارة الأمريكية
على
تل أبيب، زاعما أن عدم رضوخ الأخيرة لهذه الضغوط يساهم في أمن "إسرائيل"
وقوة ردعها.
وأوضح
يورام إتينغر، السفير السابق، وخبير
العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، في مقاله بصحيفة
"
معاريف"، أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يضغط على إسرائيل لتنسق
كل عمل ضد النووي الإيراني، ولتجمد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس".
وقال:
"خيرا يفعل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إذا ما تبنى سلوك الآباء المؤسسين –
من دافيد بن غوريون وحتى اسحق شامير – ممن رأوا في صد الضغط الأمريكي عنصرا مركزا في
سياستهم، والذي أدى لمواجهة قصيرة المدى، لكن إلى تقدير استراتيجي بعيد المدى".
ونبه بأن "الولايات المتحدة تفضل حليفا توجهه رؤيا ومبادئ، لا يضحي بمبادئ تاريخية وأمنية
على مذبح الراحة
الدبلوماسية والاقتصادية".
وذكر
إتينغر، أنه "في 1948/1949 هددت الولايات المتحدة وبريطانيا والأمم المتحدة بعقوبات
اقتصادية ودبلوماسية إذا لم تنسحب إسرائيل من "مناطق محتلة" في الجليل، والسهل
الساحلي، والنقب وغرب القدس، وتستوعب لاجئين فلسطينيين، لكن بن غوريون رفض المطالب".
وأضاف:
"رغم السنين، رغم ضغط أمريكي منهجي، اتسعت أوجه التعاون بين إسرائيل والولايات
المتحدة بشكل دراماتيكي؛ بسبب سلوك توجهه رؤيا ومبادئ رؤساء وزراء، وبسبب قدرات تكنولوجية
وأمنية خاصة بإسرائيل، وعقب مساهمة متزايدة من إسرائيل في اقتصاد وأمن الولايات المتحدة،
أولئك أثبتوا أن ضغطا دوليا لن يحمل إسرائيل لأن تمس "بحقوقها التاريخية"
وبأمنها، لقد فهموا الفجوة بين الشعبية سهلة المنال وبين التقدير الاستراتيجي الذي
يستوجب صد الضغط الشديد".
اظهار أخبار متعلقة
وتابع:
"لقد اعترفوا بحقيقة أن الضغط هو جزء لا يتجزأ من العلاقات مع الولايات المتحدة
الذي يدل على تصميم ومصداقية إسرائيل كحليف استراتيجي، عرفوا بأن عدم الصمود أمام الضغط
سيؤدي إلى تشديد الضغط، وسيقوض صورة الردع لإسرائيل ومكانتها كحليف ناجع وسيمنح ريح
إسناد لأعداء إسرائيل، وعرفوا أنه بالتوازي مع ضغوط البيت الأبيض والخارجية الأمريكية،
تحظى إسرائيل بدعم منهجي من الكونغرس، يساوي في قوته السلطة التنفيذية والناخب الأمريكي
الذي يلقي بنفوذه على المشرعين والرئيس".
وأكد
الدبلوماسي أن "خضوع إسرائيل للضغط سيضر بصورتها في نظر من يؤيدها"، موضحا
أنه "في 1981 أمر بيغن بتدمير المفاعل في العراق رغم الضغط الأمريكي الشديد، وفي
1981 أحل القانون الإسرائيلي في الجولان رغم التهديدات بالعقوبات، وفي 1983 – 1992
وسع شامير الاستيطان في الضفة الغربية بشكل ذي مغزى رغم أنف واشنطن، وفي 1982 رفض بيغن
"مشروع ريغان" الذي ضغط للانسحاب إلى الخط الأخضر وبعث ببرقية للرئيس كتب
فيها: "الحليف لا يعرض للخطر وجود حليفه مثلما سيكون إذا ما نفذ المشروع. أؤمن
بأنه لن ينفذ".
ورأى
أن "الحقائق آنفة الذكر، تجسد لرئيس الوزراء، أن صد الضغط الأمريكي يدفع قدما
بأمن إسرائيل وقوة ردعها، ويقلص صدمات المنطقة، ويرفع مستوى تقدير الولايات المتحدة
الجغرافي الاستراتيجي تجاه إسرائيل".