أخبار ثقافية

هوليوود بلون أسود

سرد الفيلم أحداثا حقيقية تناولت تجلي العنصرية في أصغر تفاصيل الحياة التي عاشتها عائلات السود- CC0
سرد الفيلم أحداثا حقيقية تناولت تجلي العنصرية في أصغر تفاصيل الحياة التي عاشتها عائلات السود- CC0
"أرقام مخفية" أو "شخصيات مطموسة" هو فيلم أمريكي يروي قصة العقول الأكثر عبقرية في وكالة ناسا في الستينيات، وهنّ ثلاث نساء أمريكيات من أصول أفريقية، كاثرين جونسون، دوروثي فون، وماري جاكسون، شاركن في إنجاح جولات ناسا إلى الفضاء، بدءًا من رحلة جون غلين (الصداقة 7).

سارت أحداث الفيلم من خلال عملهن في وكالة ناسا، ومواجهتهن للعديد من مواقف التحقير والإهانة والاستخفاف بسبب بشرتهن السوداء، فقد عانت النساء من العنصرية التي ظهرت في أغلب مواقف حياتهن اليومية، كما عاشت كل واحدة منهن تجربة الفصل العنصري في أمريكا بشكل مؤذٍ أكثر من الأخرى، إلا أنهن استطعن أخيرا النجاح في السباق القائم بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي على الفضاء، كما تمكنت المرأة السوداء من نسج حكاية تاريخية نشاهدها اليوم في صالات السينما.

نافس فيلم "Hidden Figures" على العديد من الجوائز، كما نال طاقم الفيلم جائزة SAG السنوية الـ 23.

اظهار أخبار متعلقة


أحداث الفيلم
سرد الفيلم أحداثا حقيقية زينتها الدراما والتشويق، وتجلت العنصرية في أصغر تفاصيل الحياة التي عاشتها عائلات السود، كأن يكون لهم مكتبات مخصصة، ولا يجوز أن يشتري الطفل الأسود كتابا من مكتبة البيض.

والفصل بين البيض والملونين في الأكل، فلكل منهم صالة طعام خاصة ومنفصلة عن الآخر. أو أن يكون لهم مراحيض مخصصة لا يدخلها البيض والعكس، فمشاركتهم لأي شيء مع السود يرونه باعثًا للقرف أو الاشمئزاز، فعندما كانت ترغب كاثرين في قضاء حاجتها، كانت تغادر مبناها الذي تعمل فيه قاصدة مبنى بعيدا، تتوفر فيه مراحيض يُسمح للملونين استخدامها، فمراحيض الإناث في مبناها ليست إلا للبيض، وكان يأخذ هذا منها ما يقارب الأربعين دقيقة يوميا، كما نالت توبيخا من رئيسها بسبب تغيبها عن العمل لهذه الفترة، وعندما فسرت له ذلك، تفاجأ السيد هاريسون -رئيسها- بوجود هذه الظواهر في وكالة ناسا، فقام بتحطيم لوحات المرحاض المكتوب عليها (Colored Only -للملوّنين فقط) وهو يقول: "نحن في ناسا نتبوّل بلون واحد"، ومثّلت فعلته هذه حركة بطولية للسود العاملين في ناسا، إلا أنها لم تكن كذلك بالنسبة للبيض.

لم تكن العنصرية بالأفعال الصريحة فقط، بل ظهرت في الإيماءات والنظرات، والتحركات والأقوال، وحتى على اللافتات في الشوارع والمدارس والجامعات، وعكس الفيلم هذه الظاهرة الحساسة بكامل الجرأة والواقعية، فاستطاع المشاهد أن يشعر بمشاعر ذوي البشرة السوداء وهم في منتصف مجتمع لا يميزهم إلا على لونهم، ولا يأبه بما لديهم من مهارات وقدرات أو طموحات.

اظهار أخبار متعلقة


أبطال الفيلم
عكس الفيلم معاناة السود في أمريكا من خلال كاثرين، ماري، وفون، نساء ببشرة سوداء وعقول لامعة، حاربن العنصرية بذكاء، يعملن في وكالة ناسا والتي ما كان يتوانى فريقها في تذكيرهن بأنهن يفتقرن إلى أقل الحقوق الإنسانية يوميا.

ماري جاكسون: رغبت بالانضمام إلى قسم الهندسة في وكالة ناسا، لكنها لم تتمكن من ذلك لعدم التحاقها بمدرسة (هامبتون) الثانوية، فلم تتلقّ الدروس الخاصة التي تمكنها من العمل في ناسا، ولم تلتحق بها لأن هذه المدرسة لا تستقبل سوى الطلاب البيض، كما أنها موجودة في ولاية "فرجينيا" والتي كانت لا تزال تفصل بين الأعراق، فرفعت دعوى قضائية لتتمكن من دخول المدرسة، وبالفعل كانت ماري جاكسون أول امرأة سوداء تلتحق بهذه المدرسة لتكون جسرها إلى وكالة ناسا. 

دوروثي فون: مُنعت فون من الدخول إلى قسم حساس في ناسا لكونها امرأة سوداء، لكن واجه هذا القسم مشكلة واستطاعت فون فقط حلها، لذلك طلبوا منها العمل فيه، لكنها رفضت العمل دون مجموعتها المكوّنة من عشرات النساء ذوات البشرة السوداء، حتى وافقت الوكالة على ذلك.

كاثرين جونسون: كانت كاثرين سيدة عبقرية في الرياضيات، لا تستصعب القيام بأي نوع من أنواع الحسابات الرياضية المعقدة وبأسرع وقت ممكن، وتم إخفاء البيانات عنها أكثر من مرة، إلا أنها حاربت كثيرا لتحصل على البيانات التي تمكّنها من المشاركة المباشرة في إطلاق الكبسولة إلى الفضاء.
كما كانت السيدة كاثرين أول امرأة تشارك في مؤتمر البنتاغون، إذ أنه كان مخالفا للبروتوكول، فسادت ملامح الدهشة على الأعضاء منذ أن دخلت كاثرين غرفة الاجتماع، لكنها سرعان ما أدهشتهم أكثر بقدراتها على الحساب وحل المشكلات بعبقرية ليس لها مثيل.

قامت كاثرين بحساب إحداثيات الصعود والهبوط، وحددت المنطقة التي من المفترض أن تهبط بها الكبسولة، إلا أن الحواسيب وسرعتها وقفت عثرة في طريق كاثرين، فقررت ناسا إقالتها من عملها، لتكمل الحواسيب العمليات الحسابية المتبقية، لكن حدث خطب بالأرقام التي قام بها النظام الحاسوبي، ولم يوافق "جون غلين" -العقيد الذي سيقلع بالكبسولة- على الإقلاع إلا بعد أن تتحقق كاثرين بالذات من الحسابات وتحديد الإحداثيات، فلجأ الرئيس هاريسون لكاثرين، وبهذا أُعيدَت إلى عملها مرة أخرى.

وهكذا جرت أحداث الفيلم إثر حياة الأبطال، ومشاركتهم في إنجاح عملية الصعود إلى الفضاء.
وانتهت أحداثه بانتهاء رحلة جون غلين، والتي سميت بـ (الصداقة 7) وهبوطه في جزر (الباهاما)، وإعادته إلى أمريكا من قبل البحرية الأمريكية بأمان. 

اظهار أخبار متعلقة


أما نهاية الأبطال فقد أصبحت ماري جاكسون أول أمريكية من أصل أفريقي ضمن طاقم ناسا في قسم الهندسة، وفي عام (1979) عُينت مديرة برنامج "لانغلي" للنساء، حيث قاتلت لتقدم النساء من كل الأعراق.

ودوروثي فون أصبحت أول مديرة أمريكية من أصل أفريقي في ناسا كخبيرة في لغة "الفورتران" عن حدود الحوسبة الإلكترونية.

وكاثرين جي جونسون استمرت في إنجاز حسابات بعثة أبولو- 2 إلى القمر، وفي عام 2016 خصصت ناسا لكاثرين مبنى حوسبة، على شرف عملها الرائد في السفر إلى الفضاء، وفي عمر الـ 97 مُنحت كاثرين وسام الحرية الرئاسي.

كانت قصة كاثرين وصديقاتها ملهمة للمشاهدين الذين تأثروا بمشاهد العنصرية، أو الفصل العنصري التي عرضها الفيلم، واستطاع الفيلم أن يطرح موضوعا حساسا كهذا بجرأة واضحة وبخطابات صريحة، كما استطاع أن يثبت أنه على اختلاف ألواننا وأعراقنا فحقوقنا واحدة، وأن ما يصنع وجودنا ليست ألواننا إنما ما نحن عليه.
التعليقات (1)
نسيت إسمي
الأربعاء، 12-07-2023 10:52 م
'' فتي الشاشة الأسمر '' وبالنسبة للقب "فتي الشاشة الأسمر"، فحصل عليه "زكي" من قبل الجمهور وبعض العاملين في المجال الفني بسبب بشرته السمراء، وكان يطلق عليه صاحب "السمار الراقي" و يقول وائل عبد الفتاح: أحمد زكي كان أسطورة قاهرية. وعلى الرغم من نجوميته الطاغية فقد ظل مرتبطًا بلون بشرته “النجم الأسمر“… اللون شريكه في الأسطورة. هو ليس فقط “وحش تمثيل” كما يقولون في مديح موهبته، بل هو أسمر… أي استثناء، كسر قواعد وتقاليد نجومية تتوارث فيها مواصفات وسامة تنتمي إلى صورتنا عن أنفسنا كقرين للمستعمر الذي نود أن نشبهه أكثر مما نشبه ذواتنا… لنكن كما كان عبد الحليم “عندليبًا أسمر“… اللون علامة الخصوصية المصرية “سمار الشمس… طمي النيل… إلخ“. اللون هو الدرجة الخفيفة من الأسود … والمنطقة بين سيادة الأبيض وعبودية الأسود… وهو جزء يشير إلى مفارقة الصورة النمطية للسيادة، والتفوق للأبيض… لكنها في الوقت ذاته مفارقة تكتفي بالمحافظة على الحصة. أو إعادة إنتاج الصور القديمة بعد إضافات تقلق الاندماج العمومي في أساطير التفوق. 1 ـ (أسود وشعره أكرت.. حكاية استبعاد أحمد زكي من "الكرنك": شكلك وحش) شارك أحمد زكي بدور صغير في فيلم "أبناء الصمت" 1974، إلى أن تم اختياره لبطولة فيلم "الكرنك" 1975، ولكن رفضه المنتج رمسيس نجيب، بعد أن بدأ التحضير للفيلم، لكونه أسمر اللون وشعره أجعد، معتبراً أن وقوفه كحبيب أمام سعاد حسني، سيكون غير مقنع على الإطلاق للمشاهدين، وسيعرقل تسويق الفيلم، وهو ما أكده الموزع حسين الصباح، فاعتذر له السيناريست ممدوح الليثي، قائلًا له: "الموزعين اليومين دول يا أحمد زكي بيتحكموا في السينما المصرية". و قد حاول أحمد زكي الإنتحار بسبب ضياع تلك الفرصة منه لكن أنقذته سعاد حسني وعلي بدرخان من الانتحار في حجرته على سطوح البناية الضخمة وسط القاهرة. وأصبح “الأسود المحروق” بطلاً وفتى أحلام، وأسطورة ترفرف في سماء القاهرة. 2 ـ (“ضد الحكومة”.. الضرب تحت الحزام) السينما تؤرخ الفترة التي تُنتج فيها الأفلام، وقبل “ضد الحكومة”، الذي أُنتج عام 1992، كانت عناوين الأفلام المصرية التي تعالج قضايا اجتماعية بإسقاطات سياسية رمزية وغير مباشرة في مصر، مثل فيلم “شيء من الخوف” عام 1969، وفيلم “الكرنك” عام 1975، وفيلم “إحنا بتوع الأتوبيس” عام 1979، وفيلم “البريء” عام 1985، إلا أن “ضد الحكومة” هو عنوان واضح وصريح، يضرب تحت الحزام في فكرته وإخراجه، وطريقة انتقاده للفساد الحكومي في المجتمع، وكان سابقة في تاريخ السينما المصرية. نسج كاتب الفيلم بشير الديك شخصيات حية يصادفها كل فرد عربي في حياته، أبرزها شخصية “مصطفى”، وهو محامٍ يعيش من استغلال التعويضات وثغرات القانون "لعب دوره أحمد زكي". يكسب المحامي “مصطفى” الكثير من تزييف القانون، وتعمية العدالة، لينفقه على الملذات والأهواء، يرى المشاهد مبادئ هذه الشخصية التي ماتت منذ زمن بعيد في كل تفصيل ضمن حياته، ولكن خلال خط أحداث القصة، يصطدم المحامي بواقعة تدفعه إلى تعديل سلوكه، ورؤية مستقبله يُذبح أمامه. يقع حادث لحافلة رحلات تقل مجموعة كبيرة من الشباب وطلاب المدرسة، خلال قصة الفيلم "142 دقيقة"، حين كان يتعاطى السائق بعض حبوب المخدرات، تستمر السيارة منطلقة بسرعة في طريقها، حتى تقطع شريط السكك الحديدية فيهرسها القطار. يحاول أن يفيق من سكرته في ليلته الماضية، يتنقل مع زميله في التحقيقات بين مآتم ضحايا الحادث، يلتقي بشركائه من المحامين وتجار التعويضات، كي يتقاسموا حصصهم من هذه الحادثة، وتأتي المفاجأة التي تعلن بداية التحول العجيب في حياة “مصطفى”، ليبدأ صراع في داخله. سيناريو الفيلم يجمع بين الواقعية والتشويق، ينبض بالتغيرات التي تتدفق أمام المشاهد من مرحلة إلى أخرى، ضمن رؤية إخراجية متمكنة بكاميرا المخرج عاطف الطيب. مشهد التحقيق في فيلم “ضد الحكومة”، كان من المقرر أن يرد على المحقق بمونولوج طويل عن فساد الدولة ولكنه فاجئ الجميع بأنه استكفى فقط “بصوت اسكندراني”، وعندما سألوه أين المونولوج المتفق عليه، قال لهم : “هذا يكفي أنا لا أحتاج كل هذه الصفحات”. 3 ـ (إشادة نخبة من نجوم السينما العالمية بقدرات أحمد زكي) ومن هؤلاء النجوم، النجم العالمي الراحل عمر الشريف، الذي دائماً ما كان يشيد بأحمد زكي، وأكد، في العديد من الحوارات واللقاأت الصحفية، أنه أعظم ممثل أنجبته السينما المصرية، وفنان حقيقي وعبقري، إلى جانب امتلاكه رؤية خاصة في تقديمه لأعماله السينمائية، مؤكدا: "لولا اللغة لسبقني للعالمية". أما النجم الأمريكي العالمي، روبرت دي نيرو، الذي شاهد فيلم "زوجة رجل مهم" لأحمد زكي، ضمن فعاليات مهرجان موسكو، وكان رئيسا للجنة التحكيم وقتها أما النجم الأمريكي العالمي، روبرت دي نيرو، الذي شاهد فيلم "زوجة رجل مهم" لأحمد زكي، ضمن فعاليات مهرجان موسكو، وكان رئيسا للجنة التحكيم وقتها، أشاد بالفهد الأسمر، واصفا إياه بـ"العبقري". كما توجه إليه وجلس بجانبه وقال له: "أنت ممثل ممتاز"، وعبر دي نيرو عن حزنه لعدم إجادة أحمد زكي للغة الإنجليزية، مؤكدا أنه لو كان يمتلكها لانطلق بسرعة الصاروخ في هوليوود. 4 ـ (عمر الشريف حقق حلمه بالعمل مع الزعيم وتوقع العالمية لـ أحمد زكي) ورغم الشهرة العالمية التي حققها عمر الشريف، وعمله مع عدد كبير من نجوم هوليود، إلا أنه كان يحلم طوال حياته بالعمل مع الزعيم عادل إمام، وذلك كما صرح في مداخلة هاتفية مع الزعيم والإعلامي محمود سعد عام 2008 في برنامج البيت بيتك، وقد تحقق حلم عمر بالعمل مع إمام عام 2008، عندما عرض عليه الزعيم مشاركته في فيلم حسن ومرقص، ولم يتردد الشريف وقتها في قبول العرض، وشهدت كواليس تصوير الفيلم تأثر كبير من النجمين، حتى أن دموعهما تساقطت أمام الجميع في آخر يوم تصوير. إلا أن الحلم الآخر الذي لم يحققه لورانس العرب، هو العمل مع أحمد زكي، الذي كان يرى أنه يستحق العالمية، وقال عنه في أحد اللقاأت : للوصول إلى العالمية أهم شيء اللغة، فلن نصل للعالمية بدون التحدث باللغات الحية المعروفة على المستوى العالمي، ويوجد في مصر ممثلين أكثر قدرة مني في التمثيل واكن من الممكن أن يحققوا نجاح في السينما العالمية، ولكن كانت تنقصهم اللغة مثل الفنان أحمد زكي، رحمه الله، كان يمثل أفضل مني، وكان من الممكن أن يصل للعالمية.