رجحت تقديرات أمنية إسرائيلية، اشتعال الأوضاع مع
حزب الله اللبناني ودخول الشمال في موجة تصعيد ومواجهة عسكرية، في ظل عدم اكتفاء الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بالتصريحات بل يقوم بأعمال حقيقية على الأرض.
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، في مقال كتبه معلقها العسكري، يوسي يهوشع، أن المسؤولين الإسرائيليين في شعبة الاستخبارات "أمان"، وأثناء تقويم الوضع السنوي، زاد لديهم احتمال الحرب، وأحصوا ثلاثة أسباب أساسية: الأول؛ ما يعد في نظر إيران وحزب الله كضعف أمريكي في المنطقة وانخفاض واضح في مستوى التدخل.
أما السبب الثاني؛ الأزمة بين واشنطن وتل أبيب مع التشديد على العلاقات المهزوزة بين الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
والسبب الثالث؛ الشرخ الداخلي الخطير في دولة
الاحتلال، الذي أدخل الجيش الإسرائيلي في دوامة.
ورأت الصحيفة أن تردي العلاقات بين بايدن ونتنياهو، سيؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي الإسرائيلي. ويتوقع أن تشتد الاحتجاجات ضد حكومة نتنياهو خلال أيام قليلة، مع إطلاق نداءات متجددة لعدم الامتثال لخدمة الاحتياط في الجيش.
وأشارت إلى أن نصر الله هو الشخص الأكثر سعادة من التطورات الحاصلة في دولة الاحتلال، بعد الزعيم الإيراني علي خامنئي.
اظهار أخبار متعلقة
وتابعت بأن نصر الله مؤخرا لا يكتفي بالخطابات؛ وهذه السنة غير كل انتشاره في خط الاشتباك مع "إسرائيل"، لدرجة وضع ينظر فيه رؤساء السلطات في الشمال بعيون تعبة مع تواجد مقاتلي حزب الله مرة أخرى على مسافة ضئيلة.
واتهمت الصحيفة حزب الله بخرق التفاهمات الدولية، وأنه يقوم باستفزازات ضد المستوطنين في شمال فلسطين المحتلة، وخاصة في منطقة "المطلة" من خلال ضجيج التفجيرات والإشارة بأشعة الليزر، والجرأة المتزايدة في النشاطات التي تدل على تآكل في الردع الإسرائيلي، من التسلل إلى تفجير مجدو، وإطلاق الصاروخ المضاد للدروع على مركبة عسكرية إسرائيلية قرب "أفيفيم"، ونصب
الخيام.
وطالب حزب الله الخميس الماضي، إسرائيل بإلغاء "الضم" لقرية الغجر، بما في ذلك إلغاء إمكانية إدخال إسرائيليين بجموعهم للقرية التي أصبحت موقع جذب سياحي، فتهديد حزب الله، إذا كانت "إسرائيل" تخرق التفاهمات في "الغجر"، فمن حقه أيضا أن يفعل هذا في "هاردوف" وفي جبهات أخرى.
وأما إطلاق الصاروخ المضاد للدروع، هو بحسب الصحيفة "إشارة من حزب الله؛ "أنتم تعيدون الحاجز في "الغجر" ونحن نسحب الخيام""، مشيرة إلى أنه من الطبيعي أن تعارض تل أبيب ذلك، وعليه فالمداولات في هذه اللحظة تعنى بمسألة "متى وكيف تخلى الخيام؟.. هل نواصل الاتصالات الدبلوماسية أم نتجه إلى الإخلاء بالقوة ونخاطر بالمواجهة".
وفي قيادة جيش الاحتلال تنطلق المزيد من الأصوات وتقول إنه لا مفر من
مواجهة محدودة في ضوء التطورات على
الحدود؛ وإذا لم تتطور المواجهة إياها حول الخيمة فستكون فرصة أخرى لحزب الله كي ينفذ عملا استفزازيا سينجح أيضا.
اظهار أخبار متعلقة
وفي ذات السياق، أكد النائب الإسرائيلي السابق عن حزب "إسرائيل بيتنا"، أليكس كوشنير، أن "عدم رد الحكومة على استفزازات حزب الله، يطلق رسالة خطيرة لأعداء آخرين؛ بأن إسرائيل هي هدف سهل، وهي ضعيفة وعديمة القدرة على أخذ القرار، وسيادتها قابلة للخرق بسهولة".
ورأى في مقاله بصحيفة "معاريف" العبرية، أن إقامة حزب الله لتلك الخيام، هو "خرق فظ لسيادة إسرائيل، وعمليا فإن حزب الله أقام مستوطنة في الداخل الإسرائيلي".
ونوه إلى أن سلسلة الأحداث في الأشهر الأخيرة، تثبت أن نصر الله يفحص من جديد حدود اللعب مع "إسرائيل"؛ بدأ هذا بالعملية في عمق المناطق الإسرائيلية، والآن نشهد نصب خيام بها عناصر مسلحة من حزب الله في المناطق.
وأضاف: "الحكومة الحالية التي هاجمت الحكومة السابقة على توقيع اتفاق الغاز مع دولة لبنان، تستسلم الآن لحزب الله، هذه الحكومة غير قادرة على أن تخلي خيمتين وتستجدي محافل دولية لممارسة الضغط على حزب الله ليتفضل بإخلاء خيمة واحدة، لا شك أن هذا الاستسلام من قبل إسرائيل، لا يغيب عن عيون العدو، يسحق الردع ويعزز مكانة حزب الله في لبنان".
ونبه كوشنير، بأن "انعدام الرد من الحكومة على الأرض يطرح سؤالا جديا حول قدرتها في الدفاع عن مصالح إسرائيل وحماية سيادتها"، معتبرا أن استفزازات حزب الله لا تشكل فقط مسألة أمن قومي بل "عزة قومية"، بحسب وصفه.
وختم النائب مقاله بالقول: "هذا واقع لا يمكن لإسرائيل أن تسمح به لنفسها، هذا خط أحمر، واحة نصر الله يجب أن تمحى"، وفق قوله.