تحدثت صحيفة "
هآرتس" العبرية، عن قضية المستوطنة الإسرائيلية المختفية في
العراق منذ أشهر، ولمحت لإمكانية "اختطافها" من قبل جهات لها أهداف سياسية، متسائلة: " هل ستتحرر الإسرائيلية المختطفة بالعراق في إطار الاتفاق النووي؟".
ورأت الصحيفة في مقال نشرته للكاتب تسفي برئيل، أنه "من الأفضل التعامل بتشكك مع نفي كتائب "حزب الله" في العراق اختطاف المستوطنة الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف (تحمل الجنسية الروسية أيضا)، وحديث رئيس الحكومة العراقي، محمد شياع السوداني، عن فتح تحقيق للعثور على تسوركوف".
وزعمت أن "السوداني كان يعرف عن قضية الاختطاف منذ الأيام الأولى، لقد تم تقديم التفاصيل له من جهات استخبارية أجنبية وعربية، منها؛ الإمارات، وتركيا، وأمريكا، وروسيا التي تحمل جنسيتها أيضا، فمؤامرة الصمت تم تحطيمها فقط مؤخرا بعد النشر عن الاختطاف في عدد من المواقع الغربية، علما أن مراسلين أجانب يعملون في العراق طلب منهم عدم النشر عن عملية الاختطاف، وتم فرض الرقابة على وسائل الإعلام في العراق، إضافة إلى التهديد بعدم النشر عن القصة".
وأضافت: "مع ذلك، لا يوجد أي تفسير لحقيقة أنه أيضا في الشبكات الاجتماعية في العراق لم يتم نشر أي شيء عن عملية الاختطاف، ففي عمليات سابقة لاختطاف أجانب كانت المعلومات تخرج في غضون ساعات، وعندما كان يتأخر النشر لبضعة أيام أو أسابيع، لم يساعد ذلك في إطلاق سراح المخطوفين أو منع موتهم، وفي عمليات اختطاف سابقة في العراق وفي دول عربية أخرى، تأخير النشر دل على وجود اتصالات مع الخاطفين وحتى عن مفاوضات تجري معهم، وفي حالة تسوركوف، من غير المعروف إذا كان هناك أي اتصال مع الخاطفين، باستثناء المعلومات التي تم الحصول عليها بشأن "دليل مؤكد" على أنها ما زالت على قيد الحياة، وأن وضعها جيد، ولكن هذا الدليل لا يرمز لهوية الخاطفين أو إلى وجود مفاوضات".
مسألة أخرى تتعلق بذريعة الاختطاف، "في العراق يتم الاختطاف من قبل مليشيات وجهات استخبارية عراقية رسمية، ففي 2016 تم اختطاف أفراح شوقي، وهي صحفية وموظفة في وزارة الثقافة العراقية، من قبل مجموعة من مسلحين قاموا بالتحقيق معها، وزعمت فيما بعد أنه يوجد للمليشيات سجون خاصة في كل مدينة ومحافظة، فيها بيوت خاصة تظهر مثل بيوت سكنية، لكنها عمليا سجون وغرف تحقيق، قبل ثلاث سنوات قتل الباحث العراقي المعروف هشام الهاشمي، وهو أيضا من الذين ينتقدون المليشيات، وقد نشر أبحاثا عن نشاطاتها وتمويلها".
وقدرت أن "اختطاف الإسرائيلية تسوركوف لا يتعلق بالرغبة في الحصول على فدية مالية كبيرة، لأن مليشيات "حزب الله" تمتلك الأموال، وتحصل علي التمويل من ميزانية الحكومة العراقية، وخصصت هذه الحكومة في هذه السنة نحو 600 مليون دولار لجميع المليشيات التي تشكل "الحشد الشعبي".
ونوهت الصحيفة بأن "المليشيات تحولت إلى قوة عسكرية تم دمجها في جيش العراق، وهي تخضع نظريا لوزارة الدفاع العراقية"، مضيفة: "يمكن التقدير بأنه لو تم اختطاف تسوركوف على يد مليشيا صغيرة أو عصابة تريد الفدية لكانت القصة قد انتهت منذ زمن".
والافتراض بحسب "هآرتس"، أن "عملية الاختطاف استهدفت خدمة هدف سياسي للمليشيا أو
إيران أو كليهما، لذلك، من الصعب أن يكون هناك تأثير على اطلاق سراح الإسرائيلية من قبل رئيس الحكومة العراقية، الذي هو أيضا رئيس المخابرات، وأجهزة المخابرات التابعة له".
اظهار أخبار متعلقة
وذكرت أن "الولايات المتحدة دخلت مؤخرا في مفاوضات غير مباشرة مع إيران بوساطة سلطان عُمان هيثم بن طارق حول عملية تبادل بين سجناء يحملون الجنسية الأمريكية، ربما هنا يكمن المسار المحتمل لشمل تسوركوف في المفاوضات، لكن نحن لا نعرف اذا كانت إيران، التي لها حسابات منفصلة مع إسرائيل، ستوافق على مناقشة إطلاق سراح الإسرائيلية مع واشنطن".
في المقابل، لم يصدر أي تعليق من قبل السلطات الإيرانية بشأن عملية اختطاف الباحثة الإسرائيلية تسوركوف في العراق.