مدونات

وفي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ

محمد صالح البدراني
جيتي
جيتي
النفس
النفس الآدمية خلق دال على العظمة الإلهية في خلق يحمل القدرة على التعلم والإبداع، من تشييد أبنية لا يُرى الإنسان إن وقف قربها لفرط فرق حجمهما، إلى إصلاح الإنسان بالطب والعلوم التي ما انفكت تتوسع وتُذهل. النفس هي أنت وأنت خلق الله. ألم تر أن الإنسان ما كُتب له الخلود في الأرض ومع هذا يعمرها، لا يغلبه إلا قضاء الله. وإبداعه يأتي بحسن إدارة أقدار الله باتباع سنن الكون؛ فالنفس الآدمية غير الجسد البشري، إنها أنا وأنت وكل كينونة حية من بني آدم. ولعل ما ذهب إليه المفسرون في أغلب الأحيان هو الأفعال الحيوية الموجودة في كل الأحياء المعروفة تقريبا، فهي ليست ميزة، وإنما التمييز للنفس التي تفكر وتقرر وتستوعب وترتقي درجات، وكلما تقدمت في العلم تجددت فكرا بازدياد المعرفة والخبرة والتفكر بها وهضمها.

علينا أن نوضح التباسا دارجا بين النفس وبين الروح التي تعني الأمر بالتكوين لكل الخلائق، فخلق جبريل أمر وخلق آدم أمر وكل صنف بأمره واسمه، فالروح لم تأت إلا مفردا في القرآن، وتعني أمر الخلق والحديث عن النفس بمفردة النفس وجمعها.

عمل النفس ومنظومتها العقلية

المنظومة العقلية التي هي النفس الآدمية حقيقة الأمر، والنفس لتقريب الصورة كالخزان الرئيس للحاسوب، لكنه فاعل يعقل ويتخذ قرار أي له مساحة العزيمة والإرادة، فلا بد إذن أن يمتلك الأهلية كاملة ليحكم عليه، وفق ما يملك من معلومة ويحللها فيستقرئ أو يستنبط أو يضيف لها الجديد، وهذه المنظومة تفقد الأهلية عندما لا يُتاح لها التفكير أو القرار حتى وإن فكرت، فالنفس تعتمل في منظومتها العقلية مسارات (سيناريوهات) متعددة لكل أمر وكل شيء، ومشاهدات يحللها الفؤاد وكذلك نزوات وغرائز وحاجات تحكم صلاحيتها معايير أخلاقية، وتستقر السيطرة لأحدها فتتحول إلى إرادة التنفيد، فإما أن تنفذ أو لا يكون لها فعل، بيد أن للزمن دورا كبيرا في إحياء النوايا بتكامل الأسباب.

الوعظ لا يصلح النفوس:

مع الزمن تتطور المدنية وتفرض محددات ومتطلبات سلوك، فليست الأخلاق منفردة تعمل في واقعنا كمعايير، وإنما هنالك عامل إضافته الحداثة، لكنه حوّل المعايير الأخلاقية إلى شعارات تُزعم، لكن لا تطبيق لها في أرض الواقع، ربما تستغل في التنمر على الآخرين، فهي ليست منكرة ولكن لا بيئة لتطبيقها. وفي أقوام أخرى تعتبر النفعية معيارا يحدث السلوك الحسن، فيكون الإنسان في دور العبادة شيئا، وعندما يغادرها يعود لحياة أخرى ولا يشذ الواعظ نفسه عن هذا الوصف؛ وهذا الأمر خلق ازدواجا وتنحية للقيم عن الواقع، فلم يعد الوعظ والواعظون وسيلة إصلاح أو قدوة، بل نحتاج إلى نموذج على الأرض من خلاله يجري الخطاب الأخلاقي. وهذا النموذج ليس قالبا يفرض فوقيا، وإنما ينمو مع خطط التنمية في الحياة المدنية.

علاقات النفس:

في النفس هنالك دولة كاملة بوزاراتها الرئيسة، فهنالك وزارة تعنى بالداخلية ممكن أن نسميها الإدارة المحلية، وهي تدير تعاملات الداخل وتطوير الذات ومراجعة المعلومات وتقديم التقارير لاتخاذ القرار، تتعامل مع المعلومة والحاجات والغرائز والقيم المكتسبة، وما يأتي من الخارجية التي تتعامل مع العادات والتقاليد وعلاقات الإنسان مع الآخرين، ومدى قوة العلاقة وأبعادها وتتفاعل الأفئدة هنا لتشكيل ردود الأفعال، ومدى انضباط المنظومة العقلية في ترشيد الأفعال وردود الفعل.

هنالك تصويب للتفكير ومتانة المعايير والمتغيرات، فالآدمي السليم هو من ملك قلبا سليما أي منظومة عقلية سليمة تتفاعل مع المعطيات وتحسن التعامل.

الإنسان مخلوق يمتلك أدوات إصلاح ذاته وتتطور، ورضا الإنسان عن ثبات ذاته موت سريري ومباهاة بإشهار التخلف بسوء فهم معنى الثبات والحقيقة، لهذا فكر المفكر ليس في كتاب أو مقال منشور بل في كتاب يكتبه.

كيف تعرف نفسك:

النفس (أنا) لها استقلالها، وتندمج مع اسمها في مرحلة متقدمة عندما تعلم أن الاسم الذي ينادونها به يحمل تصور الآخرين لها وليس تصورها، ثم تعتاد أن تكون كما تريد البيئة أو تفهم البيئة نظرتها لذاتها فتقول أنا، وفي البداية لا تقول أريد وإنما فلان أو فلانة تريد. والتربية مهمة في تصويب النفوس، فمن تربت نفسه على الشك بالبيئة، لا يستقيم له حال ولا تجد له عِشرة دائمة ناجحة، ومن زادت ثقته بالناس تعرض لامتحان سفه الآخرين، لكنه يبقى برقي الإنسانية يألف ويؤلف، وهي صفة ممدوحة في الإسلام.. والنفس تستعبد بما تعتاد عليه ما لم تثبته عندما تراجعه، فتحررها هو تحرر من تصوراتها وقيودها، ووضع مسارات لأحداث ليست حقيقية فيتملكها الخوف المعطل، بينما التغيير هو نوع من إبدال المسارات أو التراجع عن المتاهات المسدودة لخيارات أخرى، وسنة الكون الحركة والبقاء في ذات الدوار، هو تضييع لأمور أفضل قد تكون وراء الجبل الذي ينبغي أن ترتقي سفحه.

ميزان الحكمة

النفوس التي لا تتوسع فكرا ولا تتطور علما ولا ترشد رأيا، نفوس ميتة لن تتمكن من الارتقاء بالبشرية، والنفوس التي لا تحب ولا تهدي للرشاد، والنفوس التي ملكتها الأنا فقيرة مهما ملكت من مال ووضيعة مهما أحاطها الجاه، فلا يمكن أن يُستعبد الإنسان، وإن استعبد، ما لم تستعبده ذاته بالأنا، فلننظر إلى أنفسنا كيف صنعها الله وهي تدير ذاتها بأدواتها وكيف تشح عن غنى وكيف تعف عن فقر وكيف ترتقي بالمعرفة عندما تتفكر ويكون لها عزم، تلك النفس التي نُبهنا إليها أن نبصر ببصيرة المنظومة العقلية ولم يقل أفلا تنظرون؛ لأن النظر يرى السلوك والظاهر، أما البصيرة فهي تفكر وتدبر ترى القيم في ظاهر السلوك وباطن العزم والإرادة، اللتين يعبر عنهما الفعل والفاعلية في المجتمع.
التعليقات (1)
نسيت إسمي
الجمعة، 30-06-2023 10:45 م
'' الشعبية و الأرقام(5) '' رسالة الله تعالى إلى الإنسان والبشرية جمعاء بالبناء والإعمار بنشر الخير في الأرض لكن ما يحدث في السنين الأخيرة عكس ذلك تماماً، ترى من يوقف ذلك الأسلوب الوحشي لبعض الفئات البشرية؟ 1 ـ (لغة الأرقام) لقد كان برناردشو محقاً حين قال في سخرية: إنها غزارة في الإنتاج و سوء في التوزيع. و يقصد بذلك أن قلة تعيش في رغد العيش و الغالبية العظمى مطحونة و تعاني الفقر و العوز و سوء التغذية و الأنيميا، و أرقام منظمة الأغذية و الزراعة الفاو خير دليل، حيث ذكرت أن 500 مليون فقط يعيشون في سعة من الرزق، و أن 5،5 مليار نسمة تعيش تحت خط الفقر رغم أن الإنتاج العالمي يزيد عن حاجة العالم بمقدار 10% ، خذ مثلاً أميركا تستهلك نصف المواد الخام على كوكب الأرض و هم جزء من 15 جزأً من سكان العالم ، كذلك تفيد الإحصاأت أن ثلاثة من أغنياء العالم يملكون ما يزيد عن الإنتاج الوطني ل 48 دولة بحسب تقرير الأمم المتحدة. 2 ـ (الوجه الآخر للقصة: تيتانيك.. حكاية «صعلوك» أمريكي وضع ضحية «الأرستقراطية» الخانقة على أول طريق الحرية) عشش فيلم «تيتانيك» في وجدان الملايين ممن شاهدوه سواء عند عرضه في دور العرض أو من خلال الأقراص المدمجة بعد سنوات قليلة من عرضه، وأصبح جزءًا من ذكريات باقية تثيرهم كلما شاهدوه، وأضحى طرفا قصة الحب التي ارتكز عليها الفيلم، حلمًا بالنسبة لكثير من المراهقين، يتمنون أن تمنحهم الأقدار شريكًا يناظر جاك أو شريكة تشبه روز. صدّر الفيلم في قشرته الخارجية أن الرجل أحد نقيضين، إما فقير لكنه «نبيل»، إن أحب ضحّى بكل ما لديه حتى حياته من أجل أن تتحرر حبيبته وتعيش لسنوات تزيد عن المئة تستمتع بالحياة، وإما ثري وأناني ومتعجرف، يقيد المرأة ويحرمها حرية الاختيار والقرار ليضمها إلى ممتلكاته. أما المرأة في هذا الفيلم فقد انحصرت في ثلاثة نماذج؛ الأول وتمثله شخصية الأم وهي سيدة أرستقراطية متغطرسة وعابسة في أغلب الأوقات، ملتزمة بالقالب النمطي المحدد لبني جنسها في ذلك الوقت، ولا يشغلها سوى المظاهر الاجتماعية، وقد تضحي بأي شيء لتحافظ على بقائها في بروجها العالية. أما النموذج الثاني تجسده سيدة تدعى مولي براون، وهي امرأة ثرية لا تحظى بتاريخ بين طبقة النبلاء، ولذلك يعاملونها باحتقار ويصفونها بـ«السوقية»، إلا أنها تبدو أكثر إنسانية وعفوية منهم، وتتسم بالنبل وخفة الظل الذين يتميز بهما أبناء طبقة العمال الفقراء عمومًا، على عكس «النبلاء» الذين تندر بينهم مثل هذه الصفات، وفق وجهة نظر المخرج والمؤلف جيمس كاميرون التي ترجمها سينمائيًا عبر الحوار والصورة معًا. النموذج الثالث تمثله البطلة، روز ابنة الـ17 ربيعًا، الأمريكية التي تنتمي إلى الطبقة الأرستقراطية، ومع ذلك تبغض كل مظاهر التكلف والاصطناع التي تعيشها هذه الطبقة، وتكره القيود الاجتماعية والأخلاقية المفروضة عليها بسبب انتمائها إليها. كن النموذج الأخير يظل إشكاليًا بالنسبة لكثيرين، ممن اهتموا بتحليل الفيلم وشخوصه، والسؤال الذي يثار من حين إلى الآخر، بين من لا يزال معنيًا بالتنقيب فيما حمله الفيلم من رسائل تشبعت بها عقول الملايين: هل كانت بالفعل الشخصية الرئيسة في الفيلم فتاة متمردة نشدت التحرر وبلغته أم أنها فتاة طائشة وهبتها الحياة مُخلّصًا ومحررًا، من دون كلماته التي وجهتها ويديه التي أنقذتها أكثر من مرة، ما كانت لتمطي الخيل من دون السرج الجانبي المخصص للنساء، وتدرك الحرية التي كانت تتوق إليها؟ وفي حقيقة الأمر، فإنه من الصعب قراءة فيلم «تيتانيك» من زاوية نسوية، بمعزل عن الأبعاد الطبقية والسياسية والثقافية المتشاكبة في هذه الملحمة السينمائية، لأن التعقيدات التي صنعها التقاطع بين كل منها، تدفعنا إلى إعادة النظر في سمات الشخصيات وملامحها، والدلالات التي أراد صانع الفيلم إيصالها، وتساعدنا على معرفة مدى تأثير الإشباع البصري والسمعي الذي تحقق لمشاهدات ومشاهدي الفيلم، على استدراجهم للدلالات المتوارية. 3 ـ (بعد 25 سنة.. كيت وينسلت تكشف سر جديد عن فيلم“تيتانيك”) قالت النجمة الإنجليزية كيت وينسلت إنها تعرضت للتنمر بعد فيلمها “تيتانيك”، إنتاج عام 1997، وذلك فى إشارة إلى الأشخاص الذين علقوا فى ذلك الوقت على أن وزنها كان سبب عدم قدرة ليوناردو دى كابريو على الركوب بجانبها على الباب الذى كانت تطفو عليه أثناء غرق السفينة. وكشفت كيت وينسلت فى تصريحات تليفزيونية عن التنمر الذى تعرضت له ولم تكن تجاوزت الـ21 عاما فى ذلك الوقت، قائلة :" لقد كانوا لؤماء للغاية معى، فلم أكن بدينة على الإطلاق، أتمنى إعادة عقارب الساعة إلى الوراء حتى أستطيع التعامل مع هذا الأمر بالطريقة الصحيحة". أضافت :" هذا تنمر وهو أمر مسيء وغير مقبول ويتخطى الحدود، والتعليقات على النساء وأجسادهن تتحسن فى الوقت الحالى ولكن أعتقد بالتأكيد أنه يمكننا القيام بعمل أفضل"، وبسؤالها عما إذا كان الباب كان يحتمل أن يصعد عليه ليوناردو دى كابريو فى الفيلم، قالت:" مرة وللأبد.. الباب قد يتسع لجاك وروز معا ولكنه لن يستطيع أن يطفو لفترة طويلة". 4 ـ (فيلم “تيتانيك” وصمة عار في تاريخ الإنسانية؟!) بقلم "جمال نصرالله" شاعر وصحفي جزائري: بالتأكيد أن الذين شاهدوا فيلم تيتانيك الشهير أيام عروضه الأولى، وتأثروا به أيما تأثر، ثم أعادوا مؤخرا مشاهدته بالكاد كانوا قد غيّروا رأيهم بتاتا، ولن يعودوا إلى مشاهدته ولو لمرة أخرى؟ لا لشيء سوى أنها ترسبت في رؤوسهم أفكار ومعلومات عن مفاصل هذه القصة الإنسانية وما حوته من فواجع وتآزر لدى كل شعوب العالم. والأقلام والمقالات التي سارعت للكتابة عن إضافات كانت غائبة عن الناس كونها أكبر كارثة بحرية في القرن العشرين،لأن المخرج "جيمس كاميرون" سامحه الله أراد أن يمرر لنا فكرة خاطئة كونها مغامرة عاطفية ليس إلا. مُركِزا على الجانب الرومنسي والعاطفي فيها أكبر من دون المسائل الأخرى، والحقيقة هي غير ذلك تماما..لأنها مأساة تؤرخ لمصرع 1500 شخص من بين الـ2200 ونجاة قرابة الـ700كما أسردت لنا ذلك الشهادات والوثائق التي عُثر عليها.الأغرب من كل هذا أن غالبية شبابنا العربي لازال جد متأثر بحيثيات هذه القصة ويعتبرها نبراسا لكل مغامراته ويومياته العاطفية.. دون أن يعي الحقيقية الدامغة عن التركيب الارتجالي الذي قام به المخرج حتى لا نقول التزوير في حق هذه التراجيديا التي كانت تستحق وقفة إنسانية وشفاعة روحية من الجميع وليس التباهي بإحدى جزئياتها ونقصد الشق المتعلق بما عاشته روز البطلة مع عشيقها جاك فقط ؟! الفئة التي تأثرت بهذا الفيلم وتعتبره مرجعا أساسيا لكل علاقاتها هي فئة المراهقين وممن لا يفقهون حقائق الأشياء، بحيث انخرطوا جملة وتفصيلا ضمن تأثر عميق عن أنها من أنجح القصص وأعظمها على الإطلاق،هذا بالفعل ولكن يا حبذا لو أراد لها المخرج أن تكون من الجانب الإنساني والحضاري .ونحن هنا لسنا بصدد إجراء قراءة نقدية للفيلم القصد منها تبيان الأخطاء الفكرية والأدبية التي وقع فيها ..ولا حتى التقنية التي تم اكتشافها وتُعتبر كارثة ،إنما نريد أن نكشف الفهم الخاطئ لكثير من الناس وتأثرهم بالفيلم بطرائق سلبية وهو أن محور الحكاية كان منذ بدايته يشجع على الخيانة لأن فتاة مخطوبة تخون خطيبها بطريقة باردة، ومستخفة غير مبالية بما يدور حولها ويحيط بها من قامات ذات قيم وأصول..لكن البطلة داست على هذا وتعاطف المخرج وكاتب السيناريو عن ذلك ،من باب التضحية والتأسيس للحب الحقيقي،وهذا لا يتفق مع المأثور والمتروك لنا من حقيقية هذه القصة ؟! السؤال الآخر لماذا شبابنا لا يهتم بالتراث العربي ولا حتى المحلي فهناك عشرات القصص التي يزخر بها تراثنا،حتى أشهر القصص في الجزائر.لكنه يتغاضى عنها ويزيحها نهائيا من مخيّلته، وهي التي كانت قصصا خالصة خلوص الذهب، وبها الكثير من المبادىء الإنسانية الخالدة، بل تراهم دوما يذوبون ويتباكون مع كل ما هو آتِ من الغرب.وكأن الذي كان وظل يحدث بديارنا مجرد تقليد أعمى وتكرار للمتمركزين في العالم، هذه مشكلة عويصة والتي مردها عقدة احتقار النفس والإنقاص من القدرات الشخصية.يتبع 5 ـ (قارب المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط.. من هم الضحايا ومن هم المسؤولون؟) "ياسين أقطاي" عن صحيفة يني شفق التركية: مع اقتراب عيد الأضحى وذبح الأضاحي، يتساءل المرء عما يضحّي به العالم الإسلامي بهذه الوفيات. والأهم من يدفع الثمن ولمن يُدفع ومن المسؤول عن ذلك؟ وبكل أسف، الأشخاص الذين يخاطرون بحياتهم على متن قوارب المهاجرين مع علمهم باحتمالية الموت الكبيرة، جميعهم يريدون الفرار من دول العالم الإسلامي. بالطبع، نقول العالم الإسلامي لكن لا يوجد أي أثر للإسلام فيه. إنه عالم لا يوجد فيه أثر للعدالة والرحمة أو للنظام الإسلامي، ولكن للأسف يطلق عليه العالم الإسلامي. وقادة هذا العالم الإسلامي يطلق عليهم ملوك وأمراء وزعماء، ناهيك عن وجود العلماء والمفتيين. هؤلاء الناس يفرون من هذه البلدان ويشرعون في رحلة الموت على أمل حياة أفضل. فإما أن يتعرضوا للتعذيب في سجون هذه البلدان أو يفقدوا داخلها، أو يعيشوا حياة بائسة في ظل الاقتصادات الفاسدة، لذلك يبحرون مخاطرين بحياتهم إلى مكان يأملون فيه أن يعاملوا بشكل أفضل. إن العالم الذي يأمل المهاجرون أن يعيشوا فيه حياة أفضل، عبر معاملة أكثر إنسانية وبيئة أكثر استحقاقًا للكرامة الإنسانية، يستقبلهم في بداية طريقهم بأكثر الظروف إثارة للاشمئزاز من خلال معاملة غير إنسانية تقوم على الإذلال. في الواقع، هذا هو الوضع الذي يواجهه مسافرو الأمل بانتظام. تتناثر جثث المهاجرين غير الشرعيين في مياه البحر الأبيض المتوسط. يجب أن تكون هذه القضية الأكثر أهمية على جدول أعمال منظمة التعاون الإسلامي. فمشكلة المهاجرين ليست مشكلة أوروبية فق

خبر عاجل