صحافة إسرائيلية

تحريض إسرائيلي لزيادة العداء تجاه فلسطينيي 48.. امتداد للمقاومة

تحريض يميني إسرائيلي تجاه تزايد التواجد السكاني لفلسطينيي 48 - الأناضول
تحريض يميني إسرائيلي تجاه تزايد التواجد السكاني لفلسطينيي 48 - الأناضول
فيما تتوسع المشاريع الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية، فإنها باتت تمدّ أنظارها إلى الأراضي المحتلة عام 48، وسط تحريض يميني تجاه تزايد التواجد السكاني لفلسطينيي 48، ودعوة لحكومة الاحتلال لاعتبار ذلك "حصارا" للتواجد اليهودي، مما يشكل تحذيرا لهم من التفوق الديموغرافي الفلسطيني.

المعطيات الإسرائيلية تزعم أنه بين البحر والنهر يتوزع الفلسطينيون في ثلاث بقع جغرافية، أولها فلسطينيو 48 المقيمون في الأراضي المحتلة تحت السيطرة الإسرائيلية، بما يشكل 20 بالمئة من مجمل سكان دولة الاحتلال، وثانيها بالضفة الغربية، لا سيما في مناطق (أ- و- ب)، مع تواجد للمستوطنين اليهود، وثالثها بقطاع غزة.

يوسي أحيمائير الكاتب اليميني بصحيفة معاريف، زعم أنه "خلال 75 عاما من عمر دولة الاحتلال، وقعت الكثير من الحالات التي رفض فيها فلسطينيو 48 الخضوع لسلطة الاحتلال، وتسببوا في أعمال احتجاجات، وأهمها تشرين الأول/ أكتوبر 2000 وأيار/ مايو 2021، ولا يخفي الزعماء الدينيون المتحمسون في أم الفحم كراهيتهم للاحتلال، وحرّضوا ودعوا للتظاهرات، وقطعوا الطرق الرئيسية، وظهر الإسلام السياسي عقبة دائمة في طريق التعايش بين العرب واليهود، مما يعيد للأذهان ذكريات تعود لعام 1948 من خلال خطب المساجد".

اظهار أخبار متعلقة



وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "النكبة الفلسطينية تحتل مساحة متزايدة في أذهان الشباب، وفي مناسبات مختلفة يلوحون بالأعلام الفلسطينية كدليل على التضامن مع إخوانهم في الضفة الغربية، وتحديًا لدولة الاحتلال، وظهر من بينهم أكثر من مرة مسلحون مقاومون، ومؤخرا بدأ التحريض الإسلامي يؤتي ثماره، في تزايد لظاهرة تحدي الاحتلال، مع أن الأمر لا يتعلق بأفراد محبطين، بل محاولات فلسطينية تتعمد التسبب بأحداث مقلقة، حتى أنه في كل يوم جمعة يتظاهر عشائر من عرب الجليل الكيبوتسات الاستيطانية في منطقة مجدّو، يطالبون بإعادة أراضيهم لأصحابها الأصليين، وهم فلسطينيو 1948".

وأشار إلى أن "هؤلاء الفلسطينيين المتظاهرين دأبوا على توقيف سياراتهم في الحقول المجاورة، يؤدون الصلاة، يلوحون بالأعلام الفلسطينية، ويحاصرون الكيبوتسات الاستيطانية، وعلى ما يبدو فإن لديهم قضية، لأنهم يعلنون أن هذه الكيبوتسات تم بناؤها على أنقاض القرى الفلسطينية، مما يدفعهم لإغلاقها للمطالبة بإخلائها، كما تأتي أعداد كبيرة أخرى لجامعة تل أبيب، وينظمون تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين للمطالبة بإخلاء الجامعة المقامة على أرض "الشيخ مؤنس"".

وزعم أن "مدينة يافا تشهد العديد من الفعاليات لسكان البيوت الفلسطينية المهجورة تطالب بـتحقيق العدالة، مما يستدعي من الإسرائيليين أن يعتبروا كل هذه الفعاليات والتظاهرات بمثابة تحذير للدولة بشأن ما سيأتي، ومطالبة فلسطينيي 48 أن يستمروا في التعايش مع اليهود، من خلال التخلي نهائيا عن فكرة حق العودة إلى مسقط رأسهم".

اظهار أخبار متعلقة


وزعم أنه "إذا لم يتوقف المدّ القومي العربي والإسلامي بين فلسطينيي 48، فسوف يزداد الوضع سوءًا على دولة الاحتلال، ويعرّضها للخطر، لأن العديد من فلسطينيي 48 بدأوا في السنوات الأخيرة بشكل متزايد في مدّ يد العون للأغلبية العربية المعادية التي تحيط بإسرائيل من مختلف الجهات المجاورة".

يكشف هذا التحريض الإسرائيلي عن مواصلة أوساط الاحتلال الاستعداء بصورة مكثفة على فلسطينيي 48، بزعم أنهم امتداد للمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، لكن الجديد فيه أن التحريض وصل لقياداتهم السياسية، بزعم أنهم يشاركون في مؤتمرات سياسية في الأراضي المحتلة، واتهامهم بمحاولة إشعال النار في القدس المحتلة، في مشهد مكرر لما حصل عشية هبة الكرامة في مايو 2021.

تؤكد هذه المواقف الإسرائيلية العنصرية أن العداء لفلسطينيي 48 ليس مقتصراً على القدماء منهم فقط، ممن عاشوا النكبة، أو سمعوا عنها من آبائهم، بل إن التحريض يشمل اليوم الجيل الأكثر شبابا وثقافة، الذي يواصل مقاومة الاحتلال، باعتبار ذلك جزءا من هويته الفلسطينية.
التعليقات (0)

خبر عاجل