شكل انتقال المقاومة الفلسطينية في
الضفة
الغربية، إلى استخدام
العبوات الناسفة، وإقامة بنية تحتية نحو أسلحة أكثر فاعلية،
مفاجأة لجيش
الاحتلال، الذي وقع في إخفاق استخباراتي، نتيجة فشله في تقييم ما تقوم
به المقاومة.
يوني بن مناحيم الضابط
الاسرائيلي السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية - أمان، أكد أن "قوات الاحتلال
لم تكن مستعدة لهذا الاحتمال، ففي الأسابيع الأخيرة، دخلت المقاومة المسلحة في حرب
باستخدام عبوات ناسفة متطورة، يتم تفعيلها عن بعد باستخدام الهواتف المحمولة ضد
قوات الجيش الإسرائيلي التي تقتحم أو تخرج من المناطق (أ)، لأننا أمام عملية لبننة
لمنطقة
جنين، ما يعني أن الفلسطينيين يغيرون قواعد اللعبة التي تم استخدامها حتى
الآن في محاولة لإلحاق إصابات بجيش الاحتلال".
وأضاف في مقال نشره
موقع زمن اسرائيل، وترجمته "عربي21" أن "إصابة سبعة جنود جراء عبوة
ناسفة كبيرة في جنين تعتبر في نظر الفلسطينيين انتصاراً عظيماً على الجيش
الإسرائيلي، وهم يمجدون الجماعات المسلحة في وسائل الإعلام وشبكات التواصل، وسط
تسريبات إسرائيلية بأن المقاومة الفلسطينية حصلت بالفعل على معلومات عن إنتاج عبوات
ناسفة كبيرة في جنين، خاصة عقب تسلل مسلح من حزب الله مؤخرًا بتفجير عبوة ناسفة
كبيرة ومتطورة عند مفرق مجدّو".
وزعم أن
"المقاومة الفلسطينية أنتجت العديد من هذه الأجهزة في معامل المتفجرات، ما
يجعل من تغيير قواعد اللعبة ليس فقط في مجال تخريب إنتاج العبوات الناسفة، ولكن
أيضا في محاولة إنشاء بنى تحتية لإنتاج الصواريخ في منطقة جنين، حتى البدائية في
المرحلة الأولى، من أجل تهديد العمق الإسرائيلي على مدن الخضيرة والعفولة. وقد
اعتقل الجيش عددا من المسلحين الذين اعترفوا بأن المعرفة الفنية نقلت إليهم من
قطاع غزة، وكذلك تعليمات بناء البنى التحتية من حركة الجهاد الإسلامي، وتحاول
تحويل طائرات بدون طيار عادية لطائرات مسيّرة هجومية من خلال إرفاق عبوات ناسفة
بها بغرض مهاجمة قوات جيش الاحتلال".
وأكد أن "قواعد
اللعبة تم تغييرها من قبل الخلايا المسلحة في جنين، ما يتطلب من الجيش الإسرائيلي
تغيير قواعد اللعبة من جهته أيضاً، ويحتاج لإعادة فحص طرق اقتحامه للمدن
الفلسطينية ومخيمات اللاجئين لتجنب الدوس على الألغام أو العبوات الناسفة التي
زرعها المقاومون، ولهذه الغاية يحتاج الجيش لزيادة جهوده الاستخباراتية، وتحديد
مواقع المعامل التفجيرية".
وأوضح أن "مسؤولي
الأمن الاسرائيلي يوصون بزيادة نشاط الوحدات السرية حتى تقوم بالاعتقالات، ما
يعني أن أي اقتحام للمناطق الفلسطينية سيكون مصحوبًا بشكل وثيق بالجرافات والمعدات
الهندسية لإزالة الألغام والشحنات".
بالتزامن مع تغيير
أساليب عمل جيش الاحتلال، فإن الدعوات تتوجه إليه لمزيد من قمع الفلسطينيين بشكل
حاسم من أجل ما يصفه بتغيير وإعادة حرق وعي جيل فلسطيني شاب يتم تجنيده في قوى المقاومة،
وهذا الجيل يسمى باللغة العربية "جيل الـ2000"، لم يعرف اتفاقيات أوسلو،
وولد بعد اندلاع الانتفاضة الثانية، وهذا الجيل لا يعرف جيش الاحتلال عن كثب، ولم
يجرب قواته العسكرية الكبيرة، ويعاني من ارتفاع معدلات البطالة، ويكره السلطة
الفلسطينية وآلياتها الأمنية.. بزعم أن ذلك ضروري لبناء توازن ردع جديد ضد الجيل
الفلسطيني الجديد.