شن كاتب بريطاني، هجوما على رئيس الوزراء
السابق، بوريس
جونسون، واعتبره "يمارس ألعابا، من أجل العودة إلى السلطة،
وأداء دور شبيه بترامب".
وقال الكاتب سايمون جنكينز، بمقال في
صحيفة
الغارديان، ترجمته "عربي21" إن جونسون مخرب سياسي، قام بتحطيم الكثير من
الشخصيات السياسية العمالية، من أجل الوصول إلى داونينغ ستريت، لكنه حول المكان
إلى قاعة موسيقى وحالة من الفوضى بفضيحة "بارتي غيت"، وانتهك القانون
خلال إغلاقات كورونا.
وأضاف جينكينز أنه "مثل أي ممثل كوميدي
موهوب، يمكن لجونسون قيادة المسرح العام. إنه شخصية محبوبة أداؤها مُسل لأولئك
الذين يجدون معظم السياسيين مملين ومشهد السياسة مملا. لكن بعيدا عن الأنظار، فإن
جونسون في حالة من الفوضى غير مناسب تماما للمناصب الرفيعة، لقد تسبب في تشويه
سمعة داونينغ ستريت في عيون العالم، وأولئك الذين عملوا معه ويعرفونه أفضل من
غيرهم أخبروه قبل عام أنه يتعين عليه التنحي".
وقال
إن جونسون "ينتمي إلى صف المنشقين الشعبويين الذين وجدوا أنفسهم على خلاف مع
المؤسسة الأساسية للديمقراطية والبرلمان البريطانيين. لقد استقال الآن من مقعده،
متذمرا أن هذا فقط للوقت الحالي، وصدر بيان استقالته فوق رؤوس زملائه النواب
بعبارات تظلم مجازية حيث صور نفسه على أنه ضحية عملية استهداف سياسية ومطاردة
ساحرات محكمة هزلية وصور لجنة الامتيازات البرلمانية بقسم الظلم الفيدرالي على حد
قول دونالد
ترامب".
اظهار أخبار متعلقة
ولفت
الكاتب إلى أن هذا التكتيك لصالح ترامب، بسبب طبيعة جمهوره، ومن غير المتوقع أن
يقوم سكان المقاطعات الجميلة ولا الناخبون العماليون، ولا الناخبون المتقلبون
بالانضمام إلى جونسون، في زحفه على البرلمان.
وقال
الكاتب، إنه على ما يبدو تم التخطيط لعودة مبكرة لجونسون بينه وبين كبير مؤيديه،
نادين دوريس، والتي استقالت من مقعدها في وسط بيدفوردشاير في صفقة غامضة أحاطت
بفشلها في الحصول على مقعد في اللوردات.
وسيشمل
ذلك أنه على فريق ريشي سوناك أن يقرر ما إذا كان جونسون يستحق رعاية حزب المحافظين، حيث
يهدف سلوكه الحالي بوضوح إلى تقويض فرص الحزب في الانتخابات المقبلة، ولم تستطع
سلطة سوناك الاستمرار في منح جونسون هذه الفرصة وقد يبدو الطرد من دورتين
انتخابيتين على الأقل مناسبا.
وأشار الكاتب إلى أن "
بريطانيا ليست
ديمقراطية شعبوية، لكنها ديمقراطية برلمانية، والبرلمان قائم لضبط الإرادة الشعبية
لواقع السلطة وضروراتها، والعيوب التي سقط بسببها جونسون، لم تكن في السلطة بل في
تعامله مع البرلمان، فربما نجا من خرق قانون الإغلاق. وربما اعتذر للجمهور والملك،
لكن الكذب على البرلمان كان بمثابة كذب على الناس في مكان واحد، حيث يجب أن يحاسب
ممثلوهم السلطة".
وقال
جنكينز في ختام مقاله: "في النهاية أهان جونسون البرلمان، ومن غير المرجح أن
يغفر له أعضاؤه، من المؤكد أنه من الأفضل أن يفعل ما يفعله بشكل أفضل، التقاعد
بشكل مربح، وتسلية العالم من الهامش".