كشفت دراسة جديدة أن
جدارا أخضر صغيرا يحتوي على مجموعة من
النباتات الداخلية يمكن أن يزيل بفعالية
ملوثات
الهواء السامة من الهواء المحيط في غضون ثماني ساعات فقط.
وقالت
صحيفة
الإندبندنت البريطانية في تقرير لها ترجمته "عربي21" إن منظمة الصحة
العالمية ذكرت أن 6.7 مليون شخص يموتون قبل الأوان في جميع أنحاء العالم بسبب
تلوث الهواء.
وأضافت أن الخبراء قد
دعو إلى اعتماد إستراتيجيات جديدة لتحسين جودة الهواء الداخلي؛ وذلك نظرا لأن
الناس في جميع أنحاء العالم يقضون حوالي 90 في المائة من وقتهم في الداخل، بما في
ذلك في المكاتب أو المنازل أو المدارس.
وفي حين أظهرت
الدراسات السابقة أن النباتات يمكن أن تزيل مجموعة واسعة من ملوثات الهواء
الداخلي، فإن أحدث دراسة لم تتم مراجعتها بعد هي أول دراسة تظهر قدرتها على تنظيف
أبخرة البنزين؛ أحد أكبر مصادر المركبات السامة في المباني في جميع أنحاء العالم،
وفقا للصحيفة.
وأوضحت أن المكاتب غالبا
ما تكون قريبة من مواقف السيارات، ما يجعل من الصعب تجنب المركبات الضارة
المرتبطة بالبنزين التي تتسرب إلى مناطق العمل والسكن.
وأفادت الصحيفة بأن
الدراسات أظهرت أن العديد من المباني تتعرض أيضا لأبخرة البنزين السامة من الطرق
والطرق السريعة القريبة.
ونقلت الصحيفة عن بيان
للمؤلف المشارك للدراسة فريزر توربي، من جامعة التكنولوجيا في سيدني في أستراليا
في بيان: "هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اختبار النباتات لقدرتها على
إزالة المركبات المرتبطة بالبنزين، وكانت النتائج مذهلة".
اظهار أخبار متعلقة
وأشارت الصحيفة إلى أن
البحث الجديد، الذي تم إجراؤه بالشراكة مع شركة أمبيوس لحلول إزالة النباتات، وجد
أن جدارا أخضر صغيرا يحتوي على مزيج من النباتات الداخلية يمكن أن يزيل بشكل فعال
الملوثات الضارة المسببة للسرطان.
وذكرت الصحيفة أن
العلماء اختبروا قدرة نظام جدار نبات أمبيوس الموضوعة داخل غرف مع كمية صغيرة من
البنزين المتبخر بالداخل، وقارنوها بالتأثير الملحوظ في الغرف التي لا تحتوي على
نباتات بداخلها.
وبينت الصحيفة أن
الباحثين أعربوا عن ثقتهم في أن النباتات لا تزال تزيل أكثر من 40 في المائة من
إجمالي المركبات العضوية المتطايرة في فترة الاختبار التي استمرت ثماني ساعات.
وأشاروا إلى أن جميع
المواد الكيميائية الضارة تقريبا مثل الألكانات ومشتقات البنزين والسيكلوبنتانات
تمت إزالتها.
وقالت إنه على الرغم
من أن الدراسات السابقة أظهرت أن النباتات يمكن أن تزيل المواد الكيميائية السامة
من الهواء، إلا أنها غالبا ما نظرت في أنواع كيميائية واحدة وليس في قدرتها على
تصفية المخاليط المعقدة.
وقال الباحثون إن
الجدار الأخضر الذي صممه أمبيوس يمكن أن يزيل 97 في المائة من أكثر المركبات سمية
من الهواء المحيط في غضون ثماني ساعات فقط.
وأشارت الصحيفة إلى أن
الجدار الأخضر اشتمل على نباتات مثل لبلاب الشيطان، ونباتات رأس السهم وكذلك
نباتات العنكبوت، ووجد العلماء أنه خلال يوم العمل المعتاد يمكن للنباتات أن تقلل
من مستويات بعض المركبات الضارة المسببة للسرطان إلى أقل من 20 في المائة من
بدايتها.
ونقلت الصحيفة تصريح
الدكتور توربي الذي قال فيه: "لا تستطيع النباتات إزالة غالبية الملوثات من
الهواء في غضون ساعات فحسب، بل إنها تزيل أكثر الملوثات الضارة المرتبطة بالبنزين
من الهواء بكفاءة".
ونقلت عن يوهان
هودجسون، المدير العام لشركة أمبيوس قوله: "نحن نعلم أن جودة الهواء الداخلي
غالبا ما تكون أكثر تلوثا بشكل ملحوظ من الهواء الخارجي، ما يؤثر بدوره على الصحة
العقلية والبدنية، لكن النبأ العظيم هو أن هذه الدراسة أظهرت أن شيئا بسيطا مثل
وجود نباتات في الداخل يمكن أن يحدث فرقا كبيرا".