تصدرت قضية نجل الرئيس الليبي الراحل
معمر القذافي المعتقل في
لبنان، المشهد السياسي الحالي في
ليبيا، خاصة بعدما تسببت في وقوع خلافات بين حكومتي طرابلس وبيروت لتترك أسئلة عن تداعيات الأزمة وتأثيرها على علاقات ليبيا بلبنان.
وأعلن هانيبال معمر القذافي، عن إضرابه عن الطعام اعتراضا على استمرار اعتقاله وتعرضه للتعذيب في قضية لا دخل له فيها، ما دفع المجلس الرئاسي الليبي إلى تشكيل لجنة حكومية لمتابعة الملف.
الدبيبة وميقاتي
وانتشر مقطع فيديو لرئيس الحكومة الليبية "الدبيبة" وهو يعلن أنه تواصل مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب
ميقاتي بالخصوص لحل القضية، واصفا نجل القذافي بأنه ليس شخصية عادية.
لكن المكتب الإعلامي لرئيس وزراء لبنان نفى تماما تلقي ميقاتي أي اتصالٍ هاتفي من الدبيبة أو أي جهة ليبية، مؤكدا أن قضية نجل القذافي لدى القضاء وليست محل نقاش بين الحكومات.
وتسبب النفي من قبل الحكومة اللبنانية في إحراج الدبيبة الذي لم تعلق حكومته حتى اللحظة على تصريحات ميقاتي الأخيرة.
اظهار أخبار متعلقة
دور بشار الأسد
وتحدثت عدة تقارير متطابقة عن دور للنظام السوري برئاسة بشار الأسد في القضية وتدخله للضغط على لبنان للإفراج عن هانيبال الذي تم اختطافه من الأراضي السورية.
ويوجه القضاء اللبناني لهانيبال تهمة "كتم معلومات" تتعلق بمصير رجل الدين الشيعي، موسى الصدر، ورفيقيه محمد يعقوب والصحفي عباس بدر الدين الذين اختفوا في العاصمة طرابلس عام 1978.
فهل تسبب القضية خلافا سياسيا ودبلوماسيا بين ليبيا ولبنان رغم مرور عدة سنوات؟
"لا دور للحكومة"
وفي السياق، قال ابن عم هانيبال القذافي والمقرب من العائلة، احميدة أبومنيار، إن "هانيبال دخل في إضراب عن الطعام ويتعرض للتعذيب على يد سجانيه، وحتى الآن لا توجد تهم محددة، وموضوع مصير موسى الصدر لا علاقة له به كون هانيبال كان طفلا عند وقوع الحادثة".
وأشار في تصريحات خاصة لـ"
عربي21" إلى أن "خطوة الرئاسي لتشكيل لجنة برئاسة وزيرة العدل كانت خطوة إيجابية، وتصب في ملف المصالحة ورأب الصدع في ليبيا، أما موقف الحكومات الليبية فكان ضعيفا في التعاطي مع مناشدة العائلة التدخل للإفراج عن هانيبال"، وفق قوله.
وبخصوص دور بشار الأسد في الأزمة، أوضح أبومنيار أن "الرئيس السوري بشار الأسد لا تزال تربطه علاقات جيدة بعائلة الرئيس الراحل معمر القذافي، وهو يولي قضية هانيبال أهمية كبيرة كون الأخير اُختطف من داخل الأراضي السورية، بل إن بشار أخبر حكومة لبنان بأنه لن يتواصل معهم إلا بعد تسليمه هانيبال"، وفق قوله.
"طرق قانونية ودبلوماسية"
في المقابل، قال أستاذ القانون العام بالأكاديمية الليبية، مجدي الشبعاني: "تمنينا أن تكون سرعة رد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي تكذيبا للدبيبة، وأن يصدر بيان يوضح لنا أسباب اعتقال هانيبال 8 سنوات دون بيان التهمة"، متسائلا: "أين هو القضاء اللبناني الذي عجز عن تحقيق العدالة لمواطن ليبي لاجئ في سوريا، حيث يطلق محاميه نداءات إنسانية رأفة بحاله".
وأكد في تصريحه لـ"
عربي21" أن "ميقاتي أساء لحكومته بهذا الرد السريع قبل أن يسيء إلى الدبيبة أو يحاول تكذيبه، لكن أيضا على الحكومة الليبية وكافة السلطات النظر بجدية لقضايا السجناء والموقوفين الليبيين في سجون كثيرة"، وفق قوله.
وتابع: "على الحكومة والمجلس الرئاسي واجب دستوري لحلحلة هذا الملف بالطرق القانونية والدبلوماسية قدر الإمكان، خاصة أن ليبيا ولبنان يرتبطان بعلاقات قوية على مستوى الشعوب هي أقوى وأمتن من أي خلافات سياسية"، كما رأى.
"إحراج وسخرية"
الأكاديمي الليبي المتخصص في إدارة الأزمات، إسماعيل المحيشي، قال من جانبه إن "الدبيبة يتعامل مع القضايا السياسية بشكل فيه الكثير من الهزل واللامسؤولية ما جعل منه محل سخرية، لذا فإن ترك القضايا السياسية خاصة المتعلقة بدول أخرى لوزارة الخارجية هو أفضل للدبيبة وحكومته".
وبخصوص تأثير قضية هانيبال القذافي على العلاقات بين ليبيا ولبنان، قال المحيشي لـ"
عربي21": "لا أتوقع أن تكون هناك أزمة بين حكومة الدبيبة ونظيرتها اللبنانية لأنه ليس هناك أي علاقات أو ارتباطات بين الطرفين"، بحسب تقديره.
اظهار أخبار متعلقة
"طمأنة الرأي العام"
الناشط والمحلل السياسي الليبي، وسام عبد الكبير، اعتبر أن "الغرض من تصريحات الدبيبة هو طمأنة الرأي العام وأنه يتابع القضية، لكن نفي الحكومة اللبنانية لأي تواصل وضع الدبيبة وحكومته في موقف محرج للغاية خاصة أن قضية اعتقال هانيبال تعتبر قضية رأي عام في لبنان خاصة لدى أنصار حركة أمل وحزب الله".
وأضاف: "نفي ميقاتي لمكالمة الدبيبة أو وجود تفاهمات حول الأمر يضع رئيس الوزراء اللبناني في حرج مع خصومه السياسيين، لكن في جميع الأحوال هذا اللغط لن يؤثر على المدى الطويل في العلاقات الثنائية بين البلدين وسيتم تجاوز هذا الأمر"، بحسب تصريح لـ"
عربي21".