نشرت صحيفة
"
فزغلياد" الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن سعي دولتين مختلفتين من حيث
الثقل
الاقتصادي الاقتراب من مجموعة
البريكس.
وقالت، في تقريرها
الذي ترجمته "عربي21"، إن السعودية انطلقت في مفاوضات الانضمام إلى بنك
مجموعة البريكس، بينما تطمح
فنزويلا إلى أن تصبح عضوا دائما في المجموعة.
وذكرت الصحيفة
الأربعاء، أن الاجتماع السنوي لمجلس المحافظين ومجلس إدارة بنك التنمية الجديد الذي
أنشأته دول البريكس، احتضنته شنغهاي الثلاثاء المنقضي. وخلال الافتتاح، قال الرئيس
البرازيلي السابق ديلما روسيف، باعتباره رئيس بنك التنمية الجديد، إن "هدف
المستقبل واضح بالنسبة لنا، وهو توسيع نطاق أنشطتنا، وتعزيز دور البنك كمنصة
للتعاون"، مشيرا إلى ضم البريكس خمس دول، هي
روسيا والبرازيل والهند والصين
وجنوب أفريقيا.
اظهار أخبار متعلقة
وقال وزير المالية
الروسي أنطون سيلوانوف، إن بنك التنمية الجديد ينبغي أن يفتح الباب لقبول أعضاء جدد، في إشارة إلى الأخبار المتداولة بشأن دخول المملكة العربية السعودية في محادثات
للانضمام إلى البنك.
ونقلت الصحيفة عن نائب
رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الروسي السيناتور أندريه كليموف، أن واشنطن
وحلفاءها ينظرون إلى توسع البريكس على أنه جبهة ثانية موجهة ضدهم، مقترحا انضمام
الدول، التي ترغب في الاقتراب من مجموعة البريكس، إلى صيغ مختلفة من أعمال المجموعة.
وأضاف كليموف: "هناك صيغة مثالية على ما أعتقد، وهي مجموعة بريكس بلس، أي الحفاظ على بريكس
الحالية، مع ضمان انضمام دول أخرى إليها للعمل في صيغ مختلفة تتناول قضايا مختلفة، مثل السيادة التكنولوجية والقرارات السياسية".
وتابع بأن
"الاتصالات بمجموعة البريكس متنوعة ومتعددة، إلا أنني غير متأكد من أن ذلك
يعني حتما التوسع غير المقيد لهذه المجموعة؛ لأن التكوين الحالي لا يعتمد فقط على
المساواة في السيادة بين الدول، بل أيضا على مواقف كل دولة. وعليه، كلما زاد عدد
أعضاء البريكس الجدد، زادت صعوبة الامتثال لهذا المبدأ".
وأشارت الصحيفة إلى أن
أعضاء البريكس سيناقشون انضمام دول جديدة إلى المجموعة، بما في ذلك فنزويلا. وفي
تعليقه على طلب فنزويلا قبولها في المجموعة، قال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي
دميتري بيسكوف: "طيلة العام الماضي، أبدت العديد من البلدان اهتمامًا بالانضمام
إلى المجموعة، وتعزيز الاتصالات معها".
ويعتقد المحلل
الاقتصادي فاسيلي كولتاشوف، أن "السيناتور كليموف غير ملم بالكيفية التي
ستتطور بها العمليات في الجغرافيا السياسية والاقتصاد العالمي في السنوات العشرين
القادمة، التي ستختلف عن السنوات الأربعين الماضية. المجموعة ليست كتلة عسكرية، بل
نادٍ قراراته غير ملزمة، تضم لاعبين مستقلين جادين يعارضون "الكبار
السبعة". نعم فنزويلا دولة تواجه مشاكل اقتصادية، لكن لها خلفية مختلفة
تمامًا عن العديد من الدول الأخرى".
وتابع كولتاشوف: "في سياق أزمة الأمم المتحدة وعلى خلفية السلوك العدواني لواشنطن، ينبغي
الترحيب بتشكيل مثل هذا النوع الجديد من الأندية. لذلك لا أرى مشكلة في انضمام
فنزويلا"، مؤكدا أن مكانة البريكس آخذة في الازدياد، ونفوذ روسيا آخذ في
الازدياد في العالم أيضا.
وأضاف أن "مجموعة
السبع" هي نادٍ مغلق لحكام العالم تقوده الولايات المتحدة، وبقية الأعضاء
مجرد لاعبون تابعون. على عكس من ذلك، تتبع مجموعة البريكس نهجًا مختلفًا كونها
تجمع الدول القوية التي تركز على علاقات التجارة الحرة، العامل الذي يفسر توسعها.
وتعتبر مجموعة البريكس كتلة تضم قادة الاقتصاد العالمي، الذين ينتهج كل منهم سياسة
اقتصادية مستقلة عن رأس المال الأمريكي".
وحسب كولتاشوف، فإن
"الولايات المتحدة هي مصدر الاختلال. في المقابل، تعتبر البريكس مصدر التوازن
في الاقتصاد العالمي. وفي الوقت الحالي، يعتمد النمو على دول البريكس أكثر من
اعتماده على الولايات المتحدة، بينما يعتمد الركود الاقتصادي على الولايات المتحدة
كونها تفتعل المشاكل".
اظهار أخبار متعلقة
ونقلت الصحيفة عن
الخبير الاقتصادي الروسي ميخائيل ديلاجين، أن تأثير دول البريكس في العالم آخذ في
الازدياد من الناحية الاقتصادية والسياسية. إن البريكس لا تمثل روسيا وحدها، بل
الهند والصين، التي يتزايد نفوذها، خاصة بعد دخول المملكة العربية السعودية في
مفاوضات مهمة حول التجارة المتبادلة باستخدام اليوان".
وأشارت الصحيفة إلى
إعلان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو رغبة بلاده في أن تصبح جزءًا من مجموعة
البريكس في مواكبة النظام الجيوسياسي المتغير. ووفقًا لمادورو، يمكن أن تساعد
البريكس في بلورة وحدة أمريكا الجنوبية، ذلك أن المجموعة مثل المغناطيس تجذب الدول
التي تبحث عن السلام والتعاون، بعد إرسال أكثر من 30 دولة طلباتها للانضمام إلى
البريكس.
ولفتت إلى أن بنك
البريكس يضم اليوم ثماني دول، برأس مال مصرح به يناهز 100 مليار دولار، مخصص لتمويل
مشاريع البنية التحتية في دول البريكس والبلدان النامية. وفي سنة 2021، انضم أربعة
أعضاء جدد إلى البنك، وهم بنغلاديش ومصر والإمارات وأوروغواي.