لم يكن غرق أربعة من من عناصر الاستخبارات الإيطالية والإسرائيلية حدثا عاديا، بل ارتبط بنشاط وعمليات
تجسس لتعقب كبار المستثمرين الروس "الأوليغارش" في شمال
إيطاليا.
ونشرت صحيفة "
كورييره دي لا سيره الإيطالية" تفاصيل مثيرة حول حادث غرق أربعة أشخاص في بحيرة إيطالية قبل أيام، بينهم أحد رجال
الموساد، وثلاثة آخرون من الاستخبارات الإيطالية..
وربطت الصحيفة في تقرير لها ترجمته "عربي21" تزامن حادث الغرق الذي وقع في بحيرة ماجوري السياحية مع اجتماع للموساد عقد في المنطقة للتنسيق مع المخابرات الإيطالية بهدف مراقبة وتعقب عدد من أفراد النخبة الروسية الذين يسكنون في شمال إيطاليا ويعتقد أنهم يساعدون روسيا في الالتفاف على
العقوبات الغربية.
تفاصيل الحادث
وكشف الصحيفة تفاصيل تنشر لأول مرة حول الاجتماع الذي جرى بين الطرفين، وقالت إنه في صباح يوم الأحد 28 أيار/ مايو، نزل 21 عميلا سريا إيطاليا ومن الموساد الإسرائيلي من يخت مسجل في سلوفينيا، وهبطوا في جزيرة إيزولا، أصغر الجزر في بحيرة ماجوري.
وأضاف أن هؤلاء كانوا يلبسون أحذية رياضية وغير رسمية تتوافق مع ما يرتديه السياح في المنطقة في تكتيك يمثل جزءًا لا يتجزأ من المهمة نفسها.
اظهار أخبار متعلقة
ولفتت الصحيفة إلى أن الجزيرة التي نزل بها الفريق المشترك كانت مزدحمة، ومنها حددوا نقطة انطلاق في المهمة من أحد المطاعم، بمساعدة قبطان القارب، كلاوديو كارميناتي، والذي توفي في حادثة غرق القارب الذي انقلب بسبب عاصفة على بعد مائة متر من ساحل فاريزي، شرق البحيرة، حيث غرق أربعة من أفراد الفريق الاستخباري.
وقالت الصحيفة إن كلاوديو كارميناتي هو جهة اتصال قيّمة وموثوق بها للخدمات اللوجستية، لذلك فوجوده كان غير عادي في المكان، وكان في المهمة برفقة زوجته آنا بوزكوفا، 50 عامًا، وهي إحدى الضحايا أيضا.
وآنا بوزكوفا تقيم في إيطاليا بتصريح إقامة غير محدود، وهي من الجنسية الروسية، ويعتقد أن مهمتها كانت تقديم خدمات الترجمة الافتراضية أو الحوارات مع المواطنين.
وربطت الصحيفة بين وجود هذا الفريق الاستخباري وبين ما تشهده منطقة فيربانيا (على ضفة بحيرة ماجوري)، إذ زاد في الآونة الأخيرة عدد الوافدين من الشخصيات الروسية "الثقيلة"، وركزوا على إعادة تطوير وفتح الفنادق في وسيلة لتحويل الاستثمارات الروسية والالتفاف على العقوبات الغربية.
ولفتت الصحيفة في هذا الصدد إلى أن مستثمرين روسا اشتروا فنادق وفللا في المنطقة بمبالغ هائلة، حيث ينشطون بشكل غير مسبوق في قطاع الاستثمار العقاري، ويعملون على جذب مزيد من الاستثمارات إلى المنطقة.
وقالت الصحيفة إنه من السهل التحايل على العقوبات منذ بداية الحرب في أوكرانيا، فمن السهولة الآن تصدير رأس المال من روسيا بفضل الودائع في سويسرا، لشركات الأصدقاء الإيطالية والأجنبية، أو عبر عشيقات أباطرة المال الروس.
اظهار أخبار متعلقة
وقبل أيام قضى أربعة أشخاص، بينهم عنصران في الاستخبارات الإيطالية ورجل إسرائيلي، في انقلاب قارب سياحي؛ إثر هبوب رياح قوية في بحيرة ماجوري بشمال إيطاليا.
وانقلب القارب الذي يبلغ طوله 16 مترًا مساء الأحد، قبالة ليسانزا في الطرف الجنوبي من البحيرة، حين هبت عاصفة فجأة.
وجاء في بيان رسمي لأجهزة الأمن الإيطالية: "مساء 28 أيار/ مايو، عقب حادث بحري تسببت فيه زوبعة عنيفة، فُقد كلاوديو ألونسي (62 عامًا) (...) وتيتسيانا بارنوبي (53 عامًا). وهما ينتميان إلى جهاز الاستخبارات وكانا في المنطقة للمشاركة في حفلة تم تنظيمها بمناسبة عيد ميلاد أحد المشاركين".
وأحد الضحايا إسرائيلي "خمسيني"، وفق وزارة الخارجية الإسرائيلية التي أوضحت أنّ القتيل الإسرائيلي هو "عنصر سابق في قوات الأمن".
أمّا الضحية الرابعة، فهي مواطنة روسية، وفق موقع "فاريسي نيوز" الإخباري المحلي.
وتحدّث رئيس منطقة لومبارديا أتيليو فونتانا مساء الأحد عن "حادث خطير جدًا" نجم عن "زوبعة".
وذكرت وسائل إعلام إيطالية أن نحو 20 ناجيًا انتشلتهم قوارب أخرى، أو تمكنوا من السباحة إلى الشاطئ، مشيرة أيضا إلى أن القارب الذي انقلب كان يقلّ سياحًا إيطاليين وأجانب، وغرق بسرعة.
وبحيرة ماجوري الواقعة في جنوب جبال الألب، هي ثاني أكبر بحيرة في إيطاليا، وتُعدّ وجهة سياحية شهيرة.