الجيش السوداني يعلّق المفاوضات مع "الدعم السريع".. ما مصير الهدنة؟

ذكرت تقارير إعلامية متطابقة أن الجيش السوداني قرر، صباح الأربعاء، تعليق المفاوضات مع قوات الدعم السريع بشأن وقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر سوداني، طلب عدم ذكر اسمه، أن الجيش اتخذ هذا القرار "بسبب عدم تنفيذ المتمردين البند الخاص بانسحابهم من المستشفيات ومنازل المواطنين وخرقهم المستمر للهدنة".

وتستضيف السعودية، برعاية أمريكية، محادثات بشأن هدنة إنسانية بين طرفي النزاع المستمر في السودان منذ 15 آذار/ مارس الماضي، أسفرت عن إعلان مبادئ ينص على الالتزام بحماية المدنيين، كما أنها أسفرت عن اتفاق الطرفين على وقف إطلاق النار لفترتين قصيرتين أفادت تقارير بانتهاكهما مرارا.

والاثنين، وافق الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية على تمديد وقف إطلاق النار الذي استمر أسبوعا لخمسة أيام أخرى قبل ساعات موعد انتهائه.

ويثير قرار تعليق المفاوضات بين الجيش وقوات الدعم السريع مخاوف بشأن مصير اتفاق وقف إطلاق النار، الذي ساهم في تخفيف حدة القتال.

وانتهك الطرفان كل فترات وقف إطلاق النار منذ بدء الصراع الواحدة تلو الآخر ما أثار مخاوف من استمرار العنف الذي قد يزعزع استقرار دول أخرى في المنطقة.

وأسفر النزاع بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، عن مقتل المئات ونزوح 1.4 مليون شخص داخليا، ولجوء نحو 350 ألفا آخرين إلى دول الجوار.

وبحسب بيانات موقع النزاعات المسلحة ووقائعها (إيه سي إل إي دي)، فإن حصيلة القتلى بلغت منذ اندلاع المعارك 1800، سقط معظمهم في العاصمة وفي مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.

اظهار أخبار متعلقة

وفي إقليم دارفور غرب البلاد، تزداد الأوضاع تدهورا، إذ كتب المدير الإقليمي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالسودان طوبي هارورد في حسابه على موقع "تويتر" الاثنين: "يتجاهل القتال بشكل صارخ التزامات وقف إطلاق النار، ويمنع وصول المساعدات الإنسانية"، وأضاف: "أدت موجات القتال المتكررة خلال الأيام الماضية في الفاشر وشمال دارفور، بما في ذلك معسكر أبو شوك للنازحين، إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين ونهب منازل ونزوح جديد".

وتشهد عدة ولايات بالسودان، منذ 15 نيسان/ أبريل الماضي، اشتباكات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، بعدما تبادل الطرفان الاتهامات ببدء أحدهما مهاجمة مقار تابعة للآخر.