كتاب عربي 21

غادة والي.. هل دخل الفنان الروسي "سوق الحرامية"؟!

سليم عزوز
- تويتر
- تويتر
مشهد في مقابلة الشابة "غادة والي" ذكّرني بواقعة عمرها أكثر من 35 عاماً، وذلك عندما طرح عليها "عمرو أديب" الاتهام بأنها سرقت رسومات للفنان الروسي جورج كوراسوف، فقالت إنهما نقلا عن مصدر واحد هو الحضارة الفرعونية!

كنت في بداية حياتي الصحفية، وكان رئيس التحرير الأستاذ وحيد غازي، رحمه الله، يتلذذ بتسفيه أفكار الجميع إلا واحداً من الزملاء، وذلك في الاجتماع اليومي كل صباح، وعندما تذكرت الموقف الآن، وفكرت في أسبابه، تذكرت أسباباً كانت خافية علينا وقتئذ، وهي أننا استقبلنا تعيينه رئيساً للتحرير بحركة تمرد، وكان قرارنا لا بد من إفشاله، بعدم تقديم مواد صحفية للنشر، وذهبنا للكاتب الكبير مصطفى أمين في مكتبه، وعرضنا عليه موقفنا، فحذرنا من مغبة ذلك، فلا يوجد صحيفة لم تصدر ذات صباح لأن المحررين امتنعوا عن تقديم المواد الصحفية، ومما قاله إن الإضراب قد يربك رئيس تحريرنا في البداية، لكن إذا صدر عدد بدوننا فسوف يستمرئ الأمر. ولم يكن الكلام على هوانا، فخرجنا من عنده نقول: كبر الرجل وأصابه الخرف.

بيد أننا، ومع الأيام، تأكدنا من أهمية فارق الخبرة فقد فشلت الخطة، وقررنا العمل، لكن رئيس التحرير قرر أن يخضعنا للتأديب بعض الوقت، وكان قد دأب على تسفيه الأفكار المطروحة منا، ودائماً ما يقول إن هذه الفكرة تصلح لـ"المسا"، يقصد جريدة "المساء"، ليعني قوله أنها فكرة خفيفة لا تصلح للنشر في صحيفتنا. وهذا طبيعي لأنه قادم من ذات المؤسسة التي تصدر "المساء"؛ إذ كان يشغل موقع رئيس قسم التحقيقات بجريدة "الجمهورية" التي تصدر من مؤسسة دار التحرير الصحفية.

أحدنا كان يوفر عليه الأستاذ وحيد عناء تكرار نفس السبب، فكانت لديه لزمة: "هو كان فيه موضوع.."، فيقاطعه قبل أن يكمل: ما دام (كان) فلماذا نعمله الآن؟! وهكذا، وذات صباح حدثت مفاجأة من زميل انقطعت صلته بالصحافة بعد هذا الموقف!

فبعد أن عرض فكرته، كان تعليق رئيس التحرير مختلفاً:

- هذا الموضوع نشر في مجلة روزا اليوسف!

ليكون الرد الصدمة من قبل الزميل:

- لا، لقد نشر في مجلة أكتوبر!

وأدهشنا الاعتراف، فرانَ الصمتُ في المكان، فحتى الأستاذ وحيد غازي، مع سرعة بديهته التي عُرف بها شاركنا الصمت، ولم يعلق، فقد كان مذهولاً، ومن شدة ذهوله أنه عندما تكلم تجاوز الموضوع، مع أنها فرصته ليصول ويجول، ويمارس عادته في السخرية والتسفيه!

حالة من الفكاهة خلّفها هذا الحوار، مع شابة مغامرة، وجدت من يحمي ظهرها، فتمادت في الأمر، وذهبت في دفاعها عن نفسها إلى حد أنها مثلت تعبيراً حياً لمقولة: "شر البلية ما يضحك"!

الاعتراف بالسرقة:

فالشابة غادة والي لم تنفِ السرقة، إنما قالت إنها والفنان الروسي نقلا عن مصدر واحد، وليس أكثر فكاهة من هذا الرد إلا قولها: ولماذا لا تقول إنهم لم يسرقوا مني؟ وذلك عندما واجهها عمرو أديب بالاتهام أنها سرقت غلاف كتاب قامت بتصميمه من أحد الأفلام، فلما أخبرها أن الفيلم كان سابقاً على كتابها قالت إنها لم تشاهده!

حالة من الفكاهة خلّفها هذا الحوار، مع شابة مغامرة، وجدت من يحمي ظهرها، فتمادت في الأمر، وذهبت في دفاعها عن نفسها إلى حد أنها مثلت تعبيراً حياً لمقولة: "شر البلية ما يضحك"!

أما أن ظهرها محمي، فلأن الدولة المصرية تعاملت معها، واشترت منها لوحات استخدمتها في مترو الأنفاق، مع أنها ليست من فناني مصر الكبار، فليست مثلاً الفنان أحمد نوار، ولا يمكن تصور أن العسكري المغامر، وزير النقل، لديه خبرة في الفن التشكيلي ليحدد جودة اللوحات المشتراة من الشابة غادة، ولماذا هي دون غيرها، ما دام القوم رأوا أن يتم استخدام لوحات فنية في المترو، تماشياً مع ذوقهم الفني الرفيع كخبراء في كل شيء!

لقد أعلن الفنان الروسي أنها لوحاته المسروقة، وكانت "فضيحة بجلاجل"، ترتب عليها أن تم رفع المسروقات من المحطات. وكان اللافت في وقت الرفع أنها ليست لوحات كما هو معلن، ولكنها لافتات بلاستيك كتلك التي تستخدم في الدعاية الانتخابية، تم لصقها على جدار إحدى محطات الخطوط الجديدة للمترو، وقيل إن المدفوع فيها هو 120 مليون جنيه، وقد أذيع نفي من غير مسؤول، فلم نسمع من السلطة المتورطة (عن جهل أو عن عمد) في هذه العملية، ما يفيد بقيمة المبلغ المدفوع، وإن كان قد تم استرداده، أم ترك للشابة غادة "عربون محبة"!

وقد سبق للسيسي أن كرّمها، وللإنصاف، فليس منطقياً أن يكون على علم بقصة حياة كل من يكرّمهم، لكن السؤال المهم هنا: من رفع اسمها للتكريم، ليضع رأس السلطة في هذا الحرج، فيتبين أنه يكرّم متهمة بالسرقة وقد صارت الفضيحة عالمية نظراً لكون أحد أطرافها الفنان الروسي؟!

إن الأمر له علاقة بالفن التشكيلي، وهو من أصعب الفنون إن لم يكن أصعبها، فهل من رفعوا اسمها للتكريم هم من أهل الاختصاص، أم أن الاختيار كان من جانب العسكر الذين يعرفون كل شيء، ولا يرون أحداً أمامهم، وإني لأغمض عيني حين أغمضها على كثير، ولكني لا أرى أحداً؟!

فإذا تجاوزنا هذه النقطة المفصلية، أفَلَيس تعدد الأجهزة الأمنية، كان يمكن من خلالها معرفة تفاصيل عنها، وهي التي سبق لزملائها في الجامعة اتهامها بسرقة أعمالهم ونسبتها لنفسها؟ والأمر ليس بسيطاً، فالأستاذة لن تكرم من جانب وزير ولكن من رأس السلطة الذي لا يجوز التعامل مع من سيلتقيهم بهذه الخفة؟!

كان أهل الحكم قد أقروا بصحة ما ذكره الفنان الروسي، وعليه قاموا برفع الملصقات، فلماذا لم تُحل واقعة التعامل معها للنيابة الإدارية؟ ولماذا لم تُحل هي للنيابة العامة بجريمة جنائية هي النصب على الدولة، والشق المالي في الموضوع هو فعل جنائي أيضاً؟!

ولعل هذا يقودنا لسؤال مهم، وهو إذا كان أهل الحكم قد أقروا بصحة ما ذكره الفنان الروسي، وعليه قاموا برفع الملصقات، فلماذا لم تُحل واقعة التعامل معها للنيابة الإدارية؟ ولماذا لم تُحل هي للنيابة العامة بجريمة جنائية هي النصب على الدولة، والشق المالي في الموضوع هو فعل جنائي أيضاً؟!

المسكوت عنه، أن هذا التكريم وهذا التعامل بالأمر المباشر، هو لأن الشابة غادة والي قريبة للوزيرة السابقة ووكيلة الأمم المتحدة غادة والي.. أيضاً، وبهذا التعامل وهذا التستر لا يمكن فهمه إلا في هذا السياق!

وإذ قالت الشابة إنها لا تمت بصلة قرابة لأحد، وليست قريبة لأي والي، فإن نشر صور لها مع الوزيرة، في مواضع مختلفة وليس صورة واحدة بوضع واحد، يحتاج إلى بيان من الوزيرة السابقة نفسها!

لكن مهما كانت قرابتها للوزيرة، فالأصل أن مقام الرئاسة أكبر من أن تسيء إليه محتالة، سبق لها أن نشرت اعترافاً بما فعلت واعتذاراً عنه، لكنها في اللقاء قالت إنها كانت مريضة، وإن من اعتذر كان شخصا غيرها، فلماذا سكتت عليه وقد منّ الله عليها بالشفاء قبل هذا اللقاء؟!

المسنودة:

هي مسنودة، لأن بلاغ الفنان الروسي لم يأخذ مجراه أمام القضاء المصري، على النحو الذي قاله عمرو أديب. فمن عطّل سير العدالة؟ ومن يحمي هذا الاحتيال إلا إذا كانت صاحبتهم مسنودة، وإلى حد أن الروسي هدد هذه المرة باللجوء للقضاء الأمريكي؟!

مصر فيها كليات عدة للفنون الجميلة بالجامعات المصرية المختلفة، وأن مصر فيها فنانون تشكيليون كبار، وفيها نقابة للتشكيليين، ومع ذلك لم تكن هناك دعوة للنفير العام، دفاعاً عن سمعة الفن المصري، بل ودفاعاً عن مصر نفسها من أن تسيء إليها محتالة، ولو بفحص الأعمال، والرد على دفاع غادة والي من أنها والفنان الروسي نقلا عن مصدر واحد، وأن بعض لوحاتها قد تكون بسبب التأثر بآخرين تأثّر بهم الفنان الروسي؟!

إن اللافت هنا، أن مصر فيها كليات عدة للفنون الجميلة بالجامعات المصرية المختلفة، وأن مصر فيها فنانون تشكيليون كبار، وفيها نقابة للتشكيليين، ومع ذلك لم تكن هناك دعوة للنفير العام، دفاعاً عن سمعة الفن المصري، بل ودفاعاً عن مصر نفسها من أن تسيء إليها محتالة، ولو بفحص الأعمال، والرد على دفاع غادة والي من أنها والفنان الروسي نقلا عن مصدر واحد، وأن بعض لوحاتها قد تكون بسبب التأثر بآخرين تأثّر بهم الفنان الروسي؟!

إن هذا الصمت مشين، فلا مسؤول يتدخل، ولا جهة اختصاص كالنقابة والجامعات تقول الرأي العام، ولا قضاء يحرك القضية، فيبدو الفنان الروسي أمام العالم كما لو كان دخل برجليه لسوق الحرامية.

وبالمناسبة، فإن سوقاً في إحدى الدول العربية يطلق عليه "سوق الحرامية"، وكنت مع مجموعة من الزملاء عندما دخلناه بأرجلنا بدون سابق معرفة، وقد استقبلنا الباعة فيه بما يشتت الأذهان، فأكثر من واحد يكلمك في نفس الوقت، وكنت قد امتنعت عن التجاوب معهم بالحديث وفحص المعروضات التي هي هواتف محمولة، لكن زميلاً تورط واستبدل جهازه بجهازين من نفس النوع، وقد دفع الفرق المطلوب، وعند العودة للقاهرة، كانت المفاجأة أنهما لا يعملان، فلما سألنا عن هذا السوق، وكنا لا نعرفه، قالوا لنا "سوق الحرامية"!

فهل وقع الفنان الروسي في "سوق الحرامية"، لأن هناك جهات تسبغ حمايتها على المذكورة؟!

twitter.com/selimazouz1
التعليقات (5)
الكاتب المقدام
الأربعاء، 24-05-2023 01:25 ص
*** 5- وقال عنها الكاتب الدكتور عمار علي حسن: "محامي غادة والي، لم يجد تبرير لاتهام فنان تشكيلي روسي لها بالسرقة سوى القول: إنها تنتمي إلى عائلة تعادي الإخوان، فيشوهونها"، ولكنه لم يذكر لنا ماهي المعارك الوطنية التي خاضتها أسرة غادة والي المجاهدة ضد الإخوان، وما هي التضحيات التي قدموها. وكمثال لمثل تلك البطولات المزعومة، فقد شهدت موت شاباً صغيراً من جرعة مخدرات زائدة، فاستغل أبوه القيادي السابق في حزب مبارك موت ابنه ليشيع في الإعلام، تقرباً من السيسي، بأن ابنه البطل قد قتله الإخوان، بعد أن كشف مؤامرة خطيرة لهم، ومثل هذه الأكاذيب المكررة عن البطولات المزعومة للمجاهدين ضد الإخوان، تدل على أن غادة هي أحد الأذرع الإعلامية الجديدة المصنوعة الموجهة، مثلها مثل المذيعة التي قتلها وقطع جثتها زوجها المستشار القضائي السيساوي، والتي كانت قد جندتها الشرطة السرية لشهادة الزور في قضية كرداسة، ثم كافئتها بتعيينها كمذيعة في إحدى قنواتهم الإعلامية، فأجهزة الدعاية التابعة لأجهزة المخابرات والتجسس والشرطة السرية، والتي يشرف عليها السيسي بنفسه، الذي يظن بتفكيره الضحل وشخصيته المهزوزة وثقافته السطحية، بأنه يمكنه بها أن يغير أفكار الناس ويجندهم لخدمته، والترويج لنجومية غادة والي في الإعلام المحلي والعربي والدولي، بالإضافة إلى إدراجها في قوائم كبار المؤثرين عالمياً، يذكرنا بالشاب "وائل غنيم" الذي روج له الإعلام الغربي باعتباره مفجر ثورة يناير 2011 وزعيمها المخطط لها، ووضع في قوائم الإعلام كأكثر الشخصيات المؤثرة في العالم، ثم هرب إلى أميركا وأدمن المخدرات، وظهر في فيديو له عارياً وهو يهذي، ومثله ثورية مصرية سحاقية هلل لها ولبطولاتها الإعلام الغربي، ثم هربت إلى كندا، وحصلت على اللجوء فيها كمضطهدة، وانتهى بها الأمر بانتحارها هناك. أو كباسم يوسف صاحب البرنامج الشهير، الذي اكسبوه شعبية طاغية، والذي انفق عليه عشرات الملايين لتشويه السلطات الشرعية المنتخبة ورئيسها المدني، والتمهيد للانقلاب العسكري، ثم هرب إلى اميركا حيث تفرغ فيها للطبيخ. والأهم في موضوع غادة والي، هو إظهارها للسفه الذي تهدر به أموال الشعب في مشروعات مظهرية، في غياب أي رقابة فعلية أو محاسبة عليها، ونتيجة ذلك متوقعة ومعروفة، والله أعلم.
الكاتب المقدام
الأربعاء، 24-05-2023 12:13 ص
*** 4- بعد جولة سريعة على مواقع الانترنت الإعلامية، ومقاطع الفيديو المصورة، تدرك بسهولة من الكم الهائل من المواد الإعلامية عن غادة والي، أنها من الشخصيات التافهة الفارغة المصنوعة كخيال المآتة وعرائس الماريونيت (التي تحرك بالحبال) التي فرضت على الإعلام كنجمة لشغل الجماهير بها، ومثال لنوعية مئات المقالات التي نشرت عنها، في صحيفة الشروق مقال بعنوان: "11 معلومة عن المعبود حورس تجاهلتها غادة والي"، (شفت الكفر والتجديف!!)، وقد تمت استضافتها في أشهر البرامج الإعلامية الحوارية، كبرنامج المذيعة "منى الشاذلي" والمذيع "عمرو أديب"، وقالت أن السيسي قد كرمها مرتين، وأن السيسي قد تبنى أفكارها، ولم توضح ما هي أفكارها العظيمة تلك التي تبناها السيسي، وقد عزت لنفسها ألقاب فخمة مثل "مصممة المشروعات القومية"، رغم حداثة سنها، ولم تصرح ماهي تلك المشروعات القومية العظيمة التي صممتها؟ بخلاف فضيحة مفارش المشمع الملطخة بصور رديئة مقتبسة لأعضاء بشرية لفتيات نصف عاريات، التي ألصقت في بعض محطات المترو ثم تم تمزيقها بعدها، وإلقائها في المزابل، بعد أن دُفِع فيها من مال الشعب المنهوب ملايين لغادة، ترفعت العصابة الحاكمة عن تحديد تكلفتها للشعب استخفافاً به، وباعتباره مال قد ورثوه عن أبيهم تاجر المينيفاتورة في حارة اليهود وكسبوه بعرق جبينهم، كما أن زوجها "أبو الروس" يصف نفسه بأنه ممثل (كومبارس) ويعمل في مجال الإعلان، ولكن الإعلام يتتبع حكاياتهم وكأنهما روميو وجولييت العصر والأوان.
الكاتب المقدام
الثلاثاء، 23-05-2023 10:14 م
*** 3- نما إلى علمي من صحفي استقصائي مطلع نحرير، بأن قارئ لتعليقاتي السابقة، قد شكك فيها، وادعى أنه كلام مرسل لا دليل عليه، كموضوعات التعبير والإنشاء التي يكتبها تلاميذ المدارس، ولذلك فقد كلفت صديقي جوجل بأن يبحث لي عن لوحة الفنانة السياسوية الشهيرة غادة والي، لأقارنها بنفسي - بما لي من خبرة فنية غير معروفة ودون وسيط - بلوحة الفنان الروسي الدعي ابن كوراسوف، وبعد أن صال وجال صديقي العزيز جوجل عاد إلي بكلتا اللوحتين، ولم يكن من الصعب لي التمييز بينهما، فغادة والي قد غطت جزءاً أكبر من فخذيها، أقصد بالطبع فخذي المرأة التي صورتها في لوحتها، وقد يكون سبب ذلك ما تدعيه غادة بأن تلك هي صورة لإحدى جداتها الفرعونيات، فتخوفت أن ينتقدها الإخوانجية المتزمتين على عرض جسد جدتها النصف عاري، كما أدعت غادة بأنها لكونها مصرية فرعونية، فلها حقوق النشر لصورة جدتها، وليس ذلك حق لهذا الروسي المقتبس اللئيم، رغم أن هناك قول آخر بأن حقوق النشر محدودة المدة، وبأن جدة غادة الفرعونية تلك في لوحتها، التي هي في الواقع من عبداته الذين يرقصون لفرعون لإسعاده ليرضى عنهم، هي حيزبون قد ماتت وشبعت موتاً من زمن بعيد. والواقع أن الاقتباسات الفنية والأدبية (التزوير) لها في بلادنا تاريخ تليد، فقد كان ملوك الفراعنة يمحون أسماء من سبقهم من الفراعنة من على المسلات، ويضعون مكانها أسمائهم التي تمجد انتصاراتهم الحربية المكذوبة، وهكذا فعل مبارك في متحف حرب 1973، حيث محى صورة رئيس أركان الجيش وقتها الفريق سعد الدين الشاذلي قائد حرب 6 اكتوبر، وهو واقف في غرفة العمليات بجوار أنور السادات أمام خرائط العمليات العسكرية، والصق مكانها صورة ملفقة له هو، وهناك من وثق اقتباسات كبيرة لألحان عبد الوهاب من الحان عالمية، أما في عالم السينما والمسرح، فالأفلام والمسرحيات لكبار المؤلفين والمخرجين والممثلين المصريين، المقتبسة بحذافيرها وحواراتها من قصص أفلام أجنبية بالمئات، وحتى لانشكك القارئ في كل ما ينشر، فأؤكد لعمنا عزوز وقرائه، أن كل تعليقات "الكاتب المقدام" على مقالاته هي مادة أصلية، بكل ما فيها من هبد ورقع واستعراض ومشاكسة، وهل من مبارز، وهي مفتوحة المصدر وبغير حقوق نشر، أي متاح الاقتباس منها، والنقل عنها، والتعديل لها، لمن شاء أو لم يشأ، بتنويه أو بدون تنويه لكاتبها، فهي سبيل مفتوح لوجه الله تعالى.
الكاتب المقدام
الثلاثاء، 23-05-2023 08:19 م
*** 2- لأعداء النجاح نقول أن السيسي الذي لا بديل له، بما له من بصر ثاقب، وبما يعلمه وحده ويجهله غيره (ولذلك استحق أن ينصبوه وحده على عرش مصر)، قد أبصر في الفنانة غادة والي ومنها، ما لم نبصره، وللمشككين في موهبتها الفنية المصرية الأصيلة، التي ورثتها وحدها عن اجدادها الفراعنة، نقول لهم بأن غادة والي "مصممة المشروعات القومية" قد درست في فلورنسا بإيطاليا مهد الفنون، وهناك اعترفوا بموهبتها، وأكد لنا إيطاليون ثقات بأنها لو عاصرت "مايكل أنجلو" لأسندوا إليها بدلاً منه رسم وزخرفة سقف "كنيسة سيستينا" للكنيسة البابوية في الفاتيكان بروما رائعة عصر النهضة، ولتغير وجه التاريخ، ولهتفت أوروبا معنا (المصريين أهمه، حيوية وعزم وقوة، يوم بعد يوم متقدمين). كما نما إلينا بأن السيسي لديه خطة سرية لإزالة تمثال "نهضة مصر" للفنان "محمود مختار"، بعد أن مل منه المصريون "وزهقوا منه" بعد قرن من الزمان، ليكون مفاجأة يسعد بها السيسي المصريين، بوضع تمثال جديد حديث راقي للفنانة غادة والي، ليناسب عظمة جمهورية السيسي الجديدة التي يشيدها السيسي لأتباعه المخلصين وحدهم، ليشرفهم وحدهم بخدمة بلاطه هو وانتصار، ودعك من تُرهات الفنان الروسي الدعي "جورجي كوراسو?"، فهو فنان مغمور حاقد على غادة، لأنها قد حظت من دونه بإعجاب السيسي المهدي المنتظر المبعوث بعلوم نبي الله سليمان، فأراد أن يشوه سمعتها أمام سيسييها، وقد اكتشفت عيون بصاصين السيسي ومخابراته التي لا تنام، بأن هذا الروسي الخبيث ابن كوراسوف، هو دسيسة إخوانية حاقدة، وسيقدمه قضاء السيسي الشامخ لمحكمة الإرهاب بأدلة دامغة، وسيحضره رجال الصاعقة المصرية، كما فعلوا مع قائد الأسطول الاميركي من قبل، مكبلاً في القيود، ليمثل أمام قضاء مصر العادل، لإدانته المعدة سلفاً على عضويته في جماعة الإخوان المسلمين التي تُرهِب السيسي، ليكون عبرة لغيره من الكوراسوفيين الحاقدين على عظمة مقام السيسي، المشوهين لسمعة غادته الحبية إلى قلبه. وقد وصل الأمر بكارهي السيسي وغادته، بأن نشر الخبثاء بأن غادة بعد أن تقطعت بها السبل، تزوجت "بحسن أبو الروس" وهو الفتوة المصري المشهور الذي جسد حكايته الممثل "فريد شوقي"، وهذه فرية دنيئة، وأكذوبة خبيثة، فذلك فتوة جدع، والجديد فتوة ثاني خالص.
الكاتب المقدام
الثلاثاء، 23-05-2023 06:51 م
*** 1- الأمر جد لا هزل فيه، فتاريخ مصر وفنها في خطر، وجثامين الفراعين تنتفض في مثواهم الأخير، الذي أوسدهم فيه السيسي، بعد أن أيقظهم من بين الأموات، ليسيروا في حفل تتويجه على عرش الفراعنة، ليكونوا شهوداً عليه وعوناً له، بعد أن قدم لهم القرابين في ممر الكباش بين معابدهم، وفنانات مصر الفاتنات العظام، يناشدن كل مصري نحرير غيور بأن يصد عنهن غائلة الهجمة الدنيئة عليهن، فمن غيرهن سيقفون للترويج لمشروع السيسي العظيم "تمكين المرأة" من رقابنا؟. فلا تستهينوا بأمر الفنانة "غادة والي"، فهي "غادة" السيسي، والسيسي هو "الولي" عنها، بعد أن وضعها تحت ولايته، لأسباب وعلاقة نجهلها، واختصها بالتكريم، وشملها باهتمامه الخاص، ولم نعلم بمكانتها الفنية وموهبتها الفذة، إلا بعد أن قدمها إلينا بنفسه، واحتضن فنها، تاركاً مسئولياته الجسيمة في مطاردة وقمع معارضيه، حفاظاً على عرش مصر، فالسيسي يحتفظ بحقه في اكتشافها، بما للسيسي من موهبة فنية فذة، يعلمها عنه القاصي والداني، ويعترف بها العدو قبل الصديق، فبعينه الفاحصة المبحلقة، المعروفة عنه كطبيب للفلاسفة، اكتشف "غادته" المفضلة، ونقول لذوي النوايا الخبيثة من القراء، أن اكتشافه الفني هذا لا علاقة له بانتصار، فتلك حرمة فنانة، والأخرى حرمة أخرى خالص، والسيسي وحده هو الذي فتح لها أبواب المجد والشهرة والمال، ولا تسأل عن أصلها وفصلها، فلدى الفنانات الفاتنات والغيد الحسان (جمع غادة)، فالمظهر أهم من المخبر، وحسب ما جاء في موسوعة المعرفة عنها: "فغادة مثلت المرأة المصرية في منتدى شباب العالم الذي عُقد في نوفمبر 2017 في مدينة شرم الشيخ، بحضور الرئيس الألمعي المفُدَىَ السيسي، "وكان لها كلمة حينها عن مفهوم التواصل"، ولم تقل لنا من الذي تواصلت معه وكيف، وقدمت مع شقيقتها ياسمين مشروع «هوية مصر البصرية»، وطالب السيسي بإلحاح الفريق أول محمد زكي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، بتبني مشروعهما، بعد أن افتتن السيسي بمشروعها (وليس بها)، وجند الجيش المصري وقائده في خدمتها.