أخبار ثقافية

صدر حديثا.. الإعجاز الاقتصادي في حل البيع وحرمة الربا (دحض 16 شبهة)

د. أشرف دوابة: حرمة الربا قضية محسومة والتلاعب بالألفاظ خدعة لإباحة فوائد البنوك- عربي21
د. أشرف دوابة: حرمة الربا قضية محسومة والتلاعب بالألفاظ خدعة لإباحة فوائد البنوك- عربي21
صدر حديثا عن دار الظاهرية بالكويت كتاب "الإعجاز الاقتصادي في حل البيع وحرمة الربا" لأستاذ الاقتصاد الإسلامي بجامعة إسطنبول صباح الدين، أشرف دوابة.

يتناول الكتاب، في أربعة فصول، شرحا عميقا لحل البيع وحرمة الربا بأسلوب مميز ومبسط مدعوم برسوم وأشكال بيانية تساعد في الإلمام بجوانب الإعجاز الاقتصادي للآية الكريمة: "وأحل الله البيع وحرم الربا".

واستعرض الفصل الأول من الكتاب مفهوم البيع وحكمه الشرعي والتكليفي، وقسم البيع إلى أربعة أقسام من حيث (المبيع، المثمن، طبيعة المبادلة، الحكم الشرعي).كما استعرض الفصل الثاني مفهوم الربا والحكم التكليفي لها، وقسم الربا إلى قسمين رئيسيين هما (ربا النسيئة، ربا البيوع)، وقسم ربا البيوع إلى قسمين هما (ربا الفضل، ربا النساء).

وكان الفصل الثالث أكثر إمتاعا، حيث تناول بشكل عميق وسلسل جوانب الإعجاز الاقتصادي في حل البيع وحرمة الربا من خلال 12 بندا، اعتبر خلالها المؤلف أن البيع هو ذروة سنام المعاملات المالية، ، ويمثل مع الإجارة جناحي العائد في الاقتصاد وأفضل الكسب، وأن بيع السلع والخدمات ينتج قيمة مضافة وتنافس بين المنتجين مما يؤدي إلى خفض الأسعار ورفع جودة البضائع، وزيادة فرص العمل ونمو الاقتصاد ككل. 

ودحض المؤلف بالأدلة مقولة أهل الشرك (إنما البيع مثل الربا)، واستعرض الفرق بين الزمن في البيع والزمن في الربا، والحكمة من توسيط النقود وتحجيم المقايضة، كما لفت إلى عظمة التدرج القرآني في تحريم الربا وعقوبات الربا الإعجازية وآثارها الاقتصادية والاجتماعية، وسلط الضوء على الخدع التي يستخدمها البعض للتحايل على الربا.

وخصص المؤلف الفصل الرابع والأخير من الكتاب للرد على 16 شبهة أثيرت حول الربا، ومنها إباحة فوائد البنوك، وكذلك الادعاء بقصر الربا على ربا الإنتاج لا الاستهلاك، والادعاء أيضا بأن سعر الفائدة هو تعويض عن التضخم محرفين الكلم المعجز عن مواضعه باسم مجاراة الواقع.



وقال دوابة، إن الكتاب جاء للوقوف على الإعجاز التشريعي الاقتصادي في حل البيع وحرمة الربا من خلال التعريف بالبيع، والتعريف بالربا، والكشف عن جوانب الإعجاز الاقتصادي في حل البيع وحرمة الربا، وتفنيد الشبهات التي أُثيرت حول الربا. 

وفي رده على شبهة من يقول بأن  الفوائد البنكية غير ربا الجاهلية المحرم، قال دوابة إن تغيير الاسم والصفة لا يعني تغيير المضمون، لافتا إلى أن المرابين اعتادوا على مر العصور تغيير اسم الربا.

وأكد دوابة أن فوائد البنوك هي نفسها ربا الجاهلية المحرم شرعا، ولكنه بشكل منظم من قبل مؤسسات مالية ومصرفية وبقوانين حديثة.

وانتقد دوابة من يدعي بأن الربا أصبح ضرورة وأن الضرورات تبيح المحظورات، قائلا إن الضرورة هي التي تطرأ على الإنسان وتؤدي إلى ضرر ومشقة شديدة في نفسه أو ماله أو عرضه، ولا ينطبق ذلك على المقترض من البنوك الربوية في حال لم يقترض.

وأوضح دوابة أن ما يثير القلق في الصناعة المالية الإسلامية في واقعنا المعاصر هو‬‎ ‎‫ التوجه المحموم نحو الحيل المذمومة باسم الهندسة المالية وفي مقدمتها التورق المنظم، وبيع الدين والعينة، معتبرا أنهم يرسخون بهذه الحيل للهندسة  ‬‎المالية الشيطانية وأولى بهم الالتزام بما شرع الله دون تحايل على الحرام".

اظهار أخبار متعلقة


وشدد دوابة، على أن سعر الفائدة من أهم العوامل المخلة بالاستقرار الاقتصادي، ويجعل الناس كسالى في مهنهم، موضحا أن تقلبات معدل الفائدة تحيط السوق المالي بكثير من الشكوك يصعب معها اتخذا قرارات الاستثمار بثقة ما يؤدي إلى هبوط الإنتاجية وانخفاض معدلات النمو.

وأشار إلى أن سعر الفائدة تزيد من البطالة وتولد الأزمات الاقتصادية وتؤدي إلى تدهور قيمة النقود وارتفاع الأسعار وسوء تخصيص الموارد وتوزيع الدخل، كما تسبب في انخفاض معدل نمو الاقتصاد القومي وتقف حجر عثرة في طريق التنمية ويسلب من الدول حريتها وإرادتها ويهوي باقتصادها ويراكم مديونياتها.

قال دوابة، إن "حرمة الربا قضية محسومة، والتلاعب بالألفاظ خدعة لإباحة فوائد البنوك، وهو أمر لا يستقيم مع أصحاب الفطرة السليمة، فلا يغركم فتاوي إباحة فوائد البنوك التي صدرت من علماء رسميين خلافا لما أجمع عليه علماء الأمة، مؤكدا أن العلماء الذين ما زالوا يجاهرون بإباحة فوائد البنوك إنما هي جرأة على الله، وقول بغير علم، وضعف في الدين، وتزلزل في اليقين.   

التعليقات (1)
نسيت إسمي
الإثنين، 22-05-2023 03:18 م
'' صناعة الفقر للتحكم في الشعوب '' الفقر عجز عن تحقيق الطموحات والتطلعات البشرية في هذه الحياة وقد ينتهي بصاحبه ليكون محطم الكرامة وكسير الفؤاد وذليل القامة ولهذا كان قرين الكفر وبريده ولذا تعوذ منهما النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أعوذ بك من الكفر والفقر" سنن أبي داوود. وقال الإمام علي رضي الله عنه: "لو كان الفقر رجلا لقتلته" والفقر ينسي الإنسان حقيقة مهمته في الحياة بل ووجوده المادي والمعنوي ولذا تعوذ النبي صلى الله عليه وسلم منه بقوله: "وأعوذ بك من فقر ينسي" مسند البزار . بجعل المجتمع طبقات متفاوتة غاية التفاوت تغيب معه الطبقة الوسطى العازلة بين الفقر المنسي والغني المطغي هذا التفاوت الذي يؤدي للغبن والعداوات بين المجتمع ثم الاحتراب المنتهي بالخراب. وعالم اليوم تسوده الرأسمالية الجشعة التي تتحكم فيها الشركات الكبرى والتي لا تعرف الرحمة في قيمها وأخلاقها وتتحكم أقلية في مجمل ثروات العالم ونشاهد بجلاء كيف يسحق في ظلالها الفقراء والمساكين وكيف يموتون على ضفاف تلك البلاد التي نهبت ثروات بلادهم وحولتهم لشعوب متسولة على موائد المترفين. بل صار تجويع وافقار الشعوب سياسة ممنهجة للتحكم فيها واشغالها عن قضايا السيادة والتحرر من الاستبداد والفساد والاحتلال على قاعدة "جوع كلبك يتبعك" وفعلا من يبحث عن قوت يومه لن يفكر فيما هو أبعد من ذلك. ولعل من أكبر المفاهيم المغلوطة التي تسوق للناس مفهوم الندرة في الثروات بينما الحقيقة هي أن الثروات كافية للبشر إذا كان التوزيع عادلا ولكن الندرة صناعة مقصودة للتحكم في الأسعار العالمية وثم التحكم فى الشعوب قال تعالى: "وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا? أَق?واتهَا فِي? أَربعَةِ أَيَّام سَوَا?ء لِّلسَّا?ئلِينَ" فصلت/10. والإسلام جاء في تشريعاته بما يقلل التفاوت ويقرب الفجوات ويعزز روح التكافل الاجتماعي ويمنع الاستغلال والظلم ويحقق التوزيع العادل للثروات دون أن يدمر روح العمل والإنتاج والفاعلية الإنسانية والتحفيز للعاملين تقديراً لجهدهم بعيداً عن الاحتكار في التداول للمال في طبقة الأثرياء دون سواهم فشرع الزكوات والصدقات وفرض المواريث وندب للوصايا والهبات كل ذلك لتوسيع دائرة التداول المالي وتفتيت التكدس في الثروات و الحيلولة دون نمو الطبقات الاجتماعية المترفة "مَّا? أَفَا?ءَ ?للَّهُ عَلَى? رَسُولِهِ مِن? أَهلِ ?ل?قُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ?ل?قُربَى وَ?ل?يَتَمَى وَ?ل?مَسكِينِ وَ?بنِ ?لسَّبِل كَي لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ ?ل?أَغْنِيَآءِ مِنكُم وَمَآ ءَاتَاكُمُ ?لرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُم عَنْهُ فَ?نتَهُوا وَ?تَّقُوا? ?للَّه إِنَّ ?للَّهَ شَدِيدُ ?لْعِقَابِ" الحشر/7. ولهذا جعل الكواكبي الفقر ابن الاستبداد حيث قال:"لو كان الاستبداد رجلا، وأراد أن ينتسب، لقال: "أنا الشر، وأبي الظلم، وأمي الإساءة، وأخي الغدر، وأختي المسكنة، وعمي الضر، وخالي الذل، وإبني الفقر". بقلم الدكتور حسن سلمان .