صحافة إسرائيلية

حيرة إسرائيلية في التعامل مع حماس.. 4 بدائل كلها سيئة

عيران: تثبت حماس مكانتها كصاحبة السيادة في قطاع غزة
عيران: تثبت حماس مكانتها كصاحبة السيادة في قطاع غزة
كشف باحثان إسرائيليان عن تصاعد الحيرة واستمرار فشل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في التعامل مع التحديات التي يمثلها قطاع غزة المحاصر والذي تديره حركة "حماس".

وأكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، في تقرير أعده الباحثان في "معهد بحوث الأمن القومي" الإسرائيلي كوبي ميخائيل وعوديد عيران، أنه بعد العدوان الأخيرة على قطاع غزة الذي استمر 5 أيام وتوقف مساء السبت الماضي تحت عنوان "درع ورمح"، "تبرز الفجوة الكبرى بين الإنجازات في المستوى التكتيكي وبين الميزان الاستراتيجي حيال قطاع غزة، فإسرائيل لم تحاول بلورة استراتيجية متماسكة حيال غزة منذ 2006، عندما فازت حماس في انتخابات المجلس التشريعي، وتتدحرج من جولة إلى جولة، والفصل الإضافي في السمفونية التي لا تنتهي، يبشر بالفصل التالي ويقصر المسافة الزمنية إليه".

ونوهت إلى أن " حركة حماس تتعزز وتحسن مكانتها في المنافسة مع فتح والسلطة الفلسطينية، في ظل تعزيز قدراتها في جبهات أخرى، وبينما تنجح في أن تصب مزيدا من المضمون والمعنى في استراتيجية تعدد الجبهات، والتي كان تعبيرها البارز في حملة "حارس الأسوار" (معركة "سيف القدس" عام 2021) أن تنخرط استراتيجية حماس في استراتيجية تعدد الجبهات الإيرانية، بينما تتعزز العلاقات بينهما فقط والدعم الإيراني لحماس يتعاظم، تمويلا،ووسائل قتالية وعلما وتكنولوجيا، إضافة إلى إلهام حزب الله لتثبيت الجبهة في جنوب لبنان".

وأضافت الصحيفة: "فوق كل شيء، تثبت حماس مكانتها كصاحبة السيادة في قطاع غزة، علما بأن إسرائيل تبذل كل جهد مستطاع لمنع معركة عسكرية"، مشيرة إلى أن "حركة "الجهاد الإسلامي" نجحت في نفس الوقت، أن تثبت قدرة انتعاش سريعة نسبيا بعد حملة "بزوغ الفجر" (العدوان على غزة في 2022)، ربط بين الساحات باختياره الرد بنار الصواريخ من غزة على موت أسير (خضر عدنان) في السجن الإسرائيلي، أجبر إسرائيل على عدوان أطول مما أرادت تل أبيب، وشوش سير الحياة لعدد كبير من الإسرائيليين في غلاف غزة".

وقدرت أن "نتائج العدوان تضعف السلطة الفلسطينية أكثر حيال حماس والجهاد الإسلامي، كما أن عودتها لحكم فاعل في قطاع غزة تبدو خيالية أكثر من أي وقت مضى، فلا مصر ولا أي دولة عربية أخرى ستكون مستعدة لأن تدخل لتتسلم السيادة في القطاع، كما أن الأسرة الدولية لن تتمكن من خلق جواب في شكل نظام وصاية، وقوة حفظ السلام وبناء دولة أو أي آلية مشابهة أخرى".

اظهار أخبار متعلقة


والمعنى؛ أن "إسرائيل بقيت وحدها أمام تحدي غزة، وأمامها 4 بدائل أساسية هي؛ استمرار الوضع القائم، أو عدوان عسكري واسع النطاق لغرض القضاء على البنية التحتية العسكرية لحماس، أو تصميم مسيرة سياسية بالتعاون مع الدول العربية الهامة وبإسناد الولايات المتحدة والأسرة الدولية لغرض إعداد البنية التحتية لبناء دولة فلسطينية تؤدي مهامها كأساس لتسوية الدولتين، أو توسيع التسوية مع حماس من خلال الدخول بمسيرة حوار متسارعة وواسعة تشارك فيها أيضا مصر وقطر ودول "اتفاقات أبراهام" بإسناد سعودي، وأمريكي ودولي".

وزعمت "يديعوت"، أن "الغاية الاستراتيجية من هذا البديل؛ هي هدنة طويلة المدى مقابل إعادة بناء واسع للقطاع، وفتحه للعالم من خلال مطار وميناء، وإنهاء صفقة الأسرى واتفاق على عدم تعاظم عسكري (للمقاومة الفلسطينية) برقابة قوة عربية مشتركة".

ورأت أنه "في اختبار الواقع المتشكل، يحتمل أن يكون البديل الرابع يحتل المكان الأول في الإمكانية الأقل سوءا. ولما كانت إسرائيل على أي حال تدير حوارا متواصلا مع حماس (غير مباشر) في كل ما يتعلق بسير الحياة اليومي لقطاع غزة، فإنها كانت ترى فيها العنوان المسؤول عن إدارة المنطقة وسكانها. ولما كانت حماس، التي اجتازت مسيرة مأسسة، وفي إطارها تبنت أكثر فأكثر ممارسات الدول الضرورية لإدارة المنطقة والسكان، تبدي مسؤولية أكبر أيضا، وتفرض على نفسها مزيدا من الكوابح والقيود، لذا فإنه يبدو أن على إسرائيل أن تنظر في هذه الإمكانية".
التعليقات (0)