قال مدير
المخابرات الأردني
الأسبق، أحمد عبيدات، إن الملك الراحل الحسين بن طلال، رد له اعتباره بعد أن طلب منه
تقديم استقالته من مجلس الأعيان في تسعينيات القرن الماضي.
وأشار عبيدات إلى
الأسباب التي دفعت بالملك إلى طلب الاستقالة منه، عقب معاهدة وادي عربة وبعض
الأحداث في الأردن.
وقال إن "اعتراضي
على معاهدة وادي عربة له أسباب ثلاثة. السبب الأول هو موقف الوفد المفاوض من
المياه.. كنت أعتقد وما زلت أعتقد أن الوفد المفاوض فرط بحقوق الأردن،
والإسرائيليون من جملة ما فرضوه علينا أنهم أخذوا حصتنا من مياه الشتاء، وقاموا
بتخزين مياه السماء عندهم وأعطونا مياها مكررة من موقع الدياجنة".
وأوضح أن "السبب
الثاني هو موضوع الوصاية على القدس والمقدسات، كنت أعتقد أن هذه نقطة بارزة في
الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى وغيره في القدس، وأننا اكتفينا بما سمي
الوصاية، بينما السيادة في الجانب الآخر، أي أننا فرطنا بموضوع السيادة"،
مبينا أن "السبب الثالث يتعلق بموضوع اللاجئين.. من ثوابت السياسة الأردنية
التمسك بحق العودة، لكن في المعاهدة عولج الموضوع من الناحية الإنسانية فقط، بما
في ذلك توطينهم بالنص الصريح، ولم يشر إلى حق العودة.. هذه النقاط الثلاث كانت
كافية لأن أعارض المعاهدة".
اظهار أخبار متعلقة
وكشف عبيدات أنه
"بعد سنوات وقبل وفاة الملك بشهرين، تلوثت مياه عمان من المياه المكررة،
وكانت هناك ضجة كبيرة فاضطر الملك كما قال لي أن يتدخل من فراش المرض مع الأمير
حسن، وأقيل وزير المياه.. اكتفوا بإقالة وزير المياه"، مشيرا إلى أنه "بعد
أن سجلت معارضتي ألقيت محاضرة في الجامعة الأردنية ضد المعاهدة وطلب مني أن أقابل
الأمير حسن، وقابلته بحضور أحمد اللوزي رئيس مجلس الأعيان، وبلغني على مضض أنه
مكلف بطلب استقالتي من مجلس الأعيان بسبب هذا الموقف، ولأن جميع مؤسسات الدولة
وافقت على المعاهدة، من الصعب بقاء أحد في المجلس وهو ضدها".
وأفاد بأن رده كان:
"هذا الأمر بسيط، موقفي سيبقى واحدا.. ودعته وانصرفت"، لافتا إلى أن
"اللوزي طلب أن أقدم استقالتي بسرعة، فقدمتها وصدرت الإرادة الملكية في نفس
اليوم بإعفائي من مجلس الأعيان، وقبلت استقالتي".
وأضاف: "بعد هذه
الفترة الطويلة ومرض الملك، طلب إعادتي إلى المجلس بعد تلوث المياه. بعث لي الأمير
حسن وأبلغني برغبة الملك، فقلت له ما الذي جد؟ فقال أرجوك نغلق هذا الموضوع،
وسنزور الملك"، موضحا أنه "بعد عودتي من السفر زرت الملك وكان هذا
اللقاء وهذه الإشارة منه. الحقيقة أعترف بأنني لم أدرك في تلك اللحظة أنه أراد أن
يذكرني بموقفي من هذه النقطة، ولم أنتبه يومها أن هذا رد اعتبار لي، وبعد مغادرتي
أدركت ذلك".