في أحد مقالات الرسام
الأمريكي آندي وورهول في ستينيات القرن الماضي، تنبأ بظهور ما يشبه الإعلام التقليدي الذي سيحقق شهرة سهلة سريعة للأشخاص العاديين: "في المستقبل، سيتمكن الجميع من أن يصبحوا
مشهورين شهرة عالمية خلال 15 دقيقة فقط".
كلنا يتفق على أن
المحتوى الهادف يجد صعوبة في الانتشار؛ وهذا يطرح سؤالا: هل علينا مسؤولية تجاه
ذلك؟
وجدت هذه الكلمات
للكاتب عزام الخالدي، لتجيب على ما نفكر فيه: "إن المسؤول
الأول عن انتشار المحتوى التافه هو أنت وليس الصانع، فالاهتمامات اليومية للشعوب
تُحدد المحتوى الأكثر انتشارا، حيث ترتبط شبكات
التواصل الاجتماعي بأرض الواقع،
وجمهورها يختار نوع المحتوى المنتشر الذي يُعرض على شاشتك "الفيسبوكية"
أو "اليوتيوبية"، فلا تكن مُروِّجا للمحتوى التافه ولا تساعد على نشره
دون المحتوى الهادف".
يوما ما قال لي صديقي: أذهب
دقايق من عمري إعجابات ولايكات ومشاهدات للمحتوى الهادف نصرة للإسلام ومساعدة للموهوبين
ولتكثير سواد المسلمين..
نية طيبة مطلوبة
ونحن نمسك هواتفنا نقضي الساعات على مواقع التواصل.
يقول عبدالله بن
عباس في سبب نزول قول الله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ
الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ"، إن قوما من المسلمين كان المشركون
يخرجون معهم لا ليقاتلوا المسلمين، وإنما ليكثروا سواد المشركين، ويظهروا عظيم
جيشهم، وكثرة عددهم في أعين المسلمين، فكانوا يُقتلون بما يصيبهم من رمي السهام
وضرب السيوف، فآخذهم الله لمجرد تكثيرهم سواد المشركين، وإن لم يشاركوهم في
القتال، ولا حضروه طائعين، وأنزل الآية الكريمة فيهم.
وكم بذل الحبيب
المصطفى صلى الله عليه وسلم في سبيل تشجيع الموهوبين فكان يقول لأبي موسى الأشعري
رضي الله عنه عندما سمعه يقرأ القرآن الكريم: "لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود"
(متفق عليه).
وقال صلى الله
عليه وسلم لأشج عبد القيس رضي الله عنه: "إن فيك لخصلتين يحبهما الله، الحلم
والأناة".