كشفت وسائل إعلام عبرية،
جوانب من حياة إيزابيل بيدرو، إحدى أشهر جاسوسات
الموساد في ستينيات القرن
الماضي، والتي توفيت قبل أيام.
وقالت صحيفة "هآرتس"
الإسرائيلية إنه قبل 60 عاما، استقلت إيزابيل بيدرو طائرة خطوط الطيران
الإسرائيلية "إل عال" التي أقلعت من مطار اللد إلى باريس ومنها إلى
مصر
تحت غطاء عالمة آثار لتبدأ رحلتها الجاسوسية داخل مصر وجمع معلومات دقيقة عن أسلحة
الجيش المصري في هذه الفترة.
ووصف الصحفي
الإسرائيلي شلومو ناكديمون، أن "عملية الفرز" التي نفذتها بيدرو تمت
بسرعة وبدقة، حيث كانت تتلقى الأوامر بصفتها عميلة لجهاز المخابرات الإسرائيلي، من
رجل قصير وواسع وعضلي له شارب، قدم نفسه على أن اسمه ميخائيل، لكن اسمه الحقيقي
كان يتسحاق شامير، وشغل لاحقا رئيس وزراء إسرائيل فيما بعد، وشغل منصب قائد
وحدة عمليات الموساد بالخارج خلال فترة عمل بيدرو في مصر.
وكانت الأوامر التي
أعطاها شامير لبيدرو هي أن مهمتها ستكون التسلل إلى مصر، بحيث تتجول في البلاد
لمتابعة كل حركة عسكرية محتملة، وملاحظة الأحداث غير العادية، والاستماع إلى ما
يحدث في النخب، وإقامة اتصالات مع شخصيات عامة لجمع المعلومات.
وفي وقت لاحق، بعد
عدة لقاءات بين شامير وبيدرو في المطاعم والنوادي الليلية بباريس،غادرت بيدرو إلى
بلد المقصد مصر، وكان رئيس مصر في ذلك الوقت، جمال عبد الناصر.
وقالت صحيفة
"هآرتس"، إن بيدرو أخفت جهاز التجسس الخاص بها في حقيبة خشبية مزدوجة
الجدران، كما أنه تم تجهيزها بجهاز استقبال لاسلكي على الموجة القصيرة لتلقي الأخبار
التي ستحصل عليها إلى الموساد، وحصلت على تأشيرتها لدخول مصر بعد أن أبلغت السلطات بأنها تريد دراسة علم الآثار هناك.
في وقت قصير نشأت في
المجتمع الراقي في مصر، خلال رحلاتها لغرض البحث الأثري، ولاحظت أن الجيش المصري
كان ينقل حمولات أسلحة معبأة في قطارات حربية إلى منطقة السودان. وفي إحدى الرحلات، مرت بمطار كبير حيث تناثرت عشرات الطائرات السوفييتية، وحينها نزلت على الفور
وحفظت اسم المطار وعدت الطائرات".
وأضافت الصحيفة
العبرية أنه في ميناء الإسكندرية كانوا يبحثون عن سفن حربية مصرية لشرائها، وفي
أسوان زارت المنطقة التي كان يتم فيها بناء سد جديد على النيل في ذلك الوقت، وجمعت
معلومات دقيقة عنه.
وأشارت الصحيفة
العبرية إلى أن جذور عائلة بيدرو كانت من جهة والدها في توليدو بإسبانيا، موضحة
أنها قالت في تصريحات سابقة: "وفقًا للتقاليد المتوارثة في عائلتي من جيل إلى
جيل، كان أحد أجدادي، الملقب بالدون بيدرو، مسؤولاً عن شراء خيول أصيلة لأحد ملوك
إسبانيا". ثم غادرت عائلتها إسبانيا بموافقة الملك واستقرت في هولندا، وفيما
بعد انقسمت الأسرة، وبقي البعض في هولندا، وهاجر البعض الآخر إلى بريطانيا وذهب
البعض الآخر إلى بولندا، ثم ولد والدها يتسحاق بيدرو هناك وانخرط في حركة
"عمال صهيون اليساريين"، وخدم في الجيش البولندي، وهرب عام 1921 إلى دولة
الاحتلال.
وعاش والد
الجاسوسة الإسرائيلية
في كيبوتس "جفعات ها شلوش" بالقرب من مدينة يافا، ثم هاجر لاحقًا إلى
أوروغواي، حيث تزوج من قريبته جانيا مالبياك في عام 1934. وولدت ابنتهما
الجاسوسة "إيزابيل" التي درست في شبابها الهندسة المعمارية والرسم في
جامعة الفنون في مونتيفيديو، وشاركت في النشاط الصهيوني.
وقالت بيدرو:
"ذات يوم، وصلت وزيرة الخارجية الإسرائيلية غولدا مئير إلى مونتيفيديو،
وقبلها ظهر ممثلو منظمات الشباب الصهيوني في سلسلة حية وفي وجودها، ناشدت بشدة
زميلتي أن تفعل المزيد من أجل إسرائيل"، مضيفة: "سألتني غولدا مائير عندما
كانت وزير للخارجية: هل تتكلمين اليديشية؟ ثم التفتت إلي وقالت: نريدك معنا".
وفي عام 1961 هاجرت
بيدرو إلى إسرائيل، ودرست العبرية في كيبوتس أوشا، وعاشت في يافا، وفي نفس الوقت
درست الهندسة المعمارية.
وفي عام 1965، بعد
المغامرة التي تم إرسالها إليها نيابة عن الموساد في مصر، عادت إلى إسرائيل،
وبدأت العمل كمهندسة داخلية ورسامة.