في الوقت الذي يعاني
فيه قطاع
غزة من الحصار المستمر منذ 17 عاما، والذي تسبب في تردي كافة الأوضاع
الإنسانية والحياتية، إضافة إلى التأثير المدمر للحروب والانتهاكات
الإسرائيلية المتواصلة على كافة مناحي الحياة هناك، فما زالت غزة تمثل بحسب التقديرات
الإسرائيلية تحديا كبيرا ومصدر قلق لأجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي، خاصة بعد
استشهاد الأسير
خضر عدنان، ودور ذلك في التصعيد.
وذكرت صحيفة
"
معاريف" العبرية في تقرير أعده تل ليف-رام، أنهم "في جهاز الأمن
الإسرائيلي، يعظمون أحيانا مكانة نشطاء المقاومة ويرفعونهم درجات، بعد التصفية أو
الاعتقال الناجح لهذه الشخصية أو تلك، وذلك كجزء من الرغبة في استخدام النجاحات
كرافعة، وهذه المرة حان دور الفلسطينيين في تعظيم مكانة الأسير خضر عدنان بعد
استشهاده بعد 87 يوما من الإضراب عن الطعام".
ونوهت إلى أن "مركزية
الأسير خضر الذي مات كمضرب منتظم عن الطعام، يسعى الفلسطينيون لأن يجعلوه رمزا حول
إحدى المسائل الأمنية الأكثر حساسية؛ الأسرى، علما بأن خضر عدنان اعتقل 13 مرة وسجن
10 مرات، ودرج منذ 2005 على الإضراب عن الطعام؛ وأصبح رمزا للكفاح، تسعى الفصائل
إلى استخدامه. ومن هنا بالطبع السبب الذي ستكون فيه الأيام القادمة متوترة جدا من
ناحية أمنية، مع إمكانية تدهور سريع في قطاع غزة، وهذا أمر ملزم جهاز الأمن أن
يأخذه بالحسبان".
ورجحت الصحيفة، أن
"تتعاظم بشكل عال جدا في الأيام القادمة محاولات تنفيذ عمليات إطلاق نار في
الضفة الغربية من جانب خلايا منظمة، أساسا للجهاد الإسلامي، تسعى لأن تستغل الحدث
لإحداث تصعيد أكبر في الميدان، وهناك احتمال كبير أيضا لعمليات ينفذها أفراد على
شكل عمليات دهس أو طعن أو إطلاق نار، مثلما في حالات عديدة في السنة الماضية، وأساسا
في ضوء سهولة توفر السلاح".
اظهار أخبار متعلقة
وأضافت: "الافتراض
معقول، أن فصائل المقاومة في قطاع غزة ستسعى لمواصلة إطلاق الصواريخ من القطاع
كتضامن مع الأسرى في السجون في الأيام القادمة، لكن ليس بالضرورة أن يؤدي هذا في
هذه المرحلة إلى تصعيد كبير في قطاع غزة.. فحتى قبل جولة تصعيد كبيرة أو جولة أخرى
في القطاع، لإسرائيل وحماس أسباب عديدة لعدم الانجرار الآن لمواجهة عنيفة في
الجنوب".
ونوهت
"معاريف"، إلى أنه رغم التوتر الأمني الحاصل في الأشهر الأخير في الضفة
والقدس، والأحداث الشاذة مع حزب الله وإيران، فقد بقي قطاع غزة الجبهة التي تكون فيها
احتمالات حملة عسكرية بقوى عالية لدرجة شبه حرب، وحتى لو لم تؤد جولة الضربات
الحالية إلى تطور عسكري كبير، فإن استمرار التصعيد الأمني في الضفة كفيل بأن يؤدي
في نهاية المطاف إلى مواجهة في غزة مثلما سبق أن حصل مرات عديدة منذ فك الارتباط قبل
18 عاما".
وذكرت أن "تصعيدا
أمنيا في الضفة، في السجون أو في المسجد الأقصى، آجلا أم عاجلا، كفيل بأن يصل
لحملة أخرى لإسرائيل في القطاع، وهذا ما يتطلب من الجيش الإسرائيلي أن يكون جاهزا
لها.. وفي الأشهر الأربعة الأخيرة، كان ممكنا تشخيص ميل تعاظم واستئناف نار
الصواريخ من القطاع ردا على احداث شاذة تقع في جبهات أخرى. وإن كان هذا الاتجاه لا يزال غير واضح، فإنه ميل يؤشر إلى الاتجاه".
وأفادت الصحيفة، بأن
"حربا في غزة أو حملة كبيرة، حتى وإن لم تقع صباح غد، فهي السيناريو الأكثر
معقولية الذي يواجهه رئيس الأركان هرتسي هليفي كالتحدي المركزي لولايته".
ورغم ذلك، فإن إمكانية أن
تؤدي "مواجهة واسعة في الجنوب مع غزة إلى حرب في الساحة الشمالية مع حزب الله أيضا، ليست السيناريو المعقول أو المتصدر حتى الآن، لكنها بحسب "معاريف"
هي "الإمكانية الخطيرة التي يتعين على الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن أن يكونا
مستعدين لهما بالخطط والتدريبات وكفاءتهم التشغيلية".