افتتحت الجمعة، الحملة الدعائية الممهدة للانتخابات النيابية والمحلية بموريتانيا، التي ستجرى في 13 أيار/ مايو المقبل.
ويشارك في العملية الانتخابية 25 حزبا سياسيا معترفا بهم، لانتخاب برلمان من 176 عضوا، حيث تتنافس هذه الأحزاب في 2071 لائحة في عموم البلاد.
ووفقا لمراسل "
عربي21"، فقد نظمت الأحزاب السياسية تجمعات في مختلف مدن البلاد، استمرت حتى صباح اليوم الجمعة.
وينتظر أن تكون الحملة الانتخابية الحالية الأكثر سخونة في تاريخ البلد، نظرا لحجم التنافس بين الأحزاب السياسية.
منافسة شرسة بين الحزب الحاكم وأحزاب معارضة
ويتوقع أن يحتدم التنافس بشكل خاص بين حزب "
الإنصاف" الحاكم، وأحزاب معارضة، أبرزها حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" (إسلامي) وحزب "الصواب" المعارض.
ويطمح حزب "الإنصاف" الحاكم لتحقيق أغلبية مطلقة في البرلمان المقبل، واستمرار هيمنته على المجالس المحلية والجهوية في الولايات.
وأثارت ترشيحات الحزب الحاكم جدلا واسعا في أوساط منتسبيه، ما تسبب في استقالات كبيرة من أوساطه، لكن متابعين يرون أن الحزب سيتمكن من تحقيق أغلبية مريحة في البرلمان.
إظهار أخبار متعلقة
ودفع الحزب بالوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين في حملته الانتخابية، في محاولة للتصدي لأي تأثير قد يتسبب به، ما يعرف بـ"المغاضبين" وهي مجموعة من كوارد الحزب انسحبوا منه اعتراضا على قائمة الترشيحات التي دفع بها لخوض
الانتخابات.
أما حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (الواجهة السياسية للإسلاميين)، فيسعى هو الآخر للحفاظ على موقع، كثاني أكبر حزب ممثل في البرلمان بعد الحزب الحاكم.
وسيخوض الحزب معركة انتخابية قوية في العاصمة نواكشوط، ومدن الطينطان وكرو (شرق) وودا الناقة (غرب).
وسيواجه الحزب منافسة شرسة في أبرز معاقله مقاطعة عرفات بالعاصمة نواكشوط، التي استطاع أن يهزم فيها الحزب الحاكم في ثلاثة انتخابات متتالية.
وقرر حزب "الإنصاف" الحاكم تركيز جهوده في مقاطعة عرفات بالعاصمة نواكشوط من أجل هزيمة "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية"، ما يعني أن المنافسة ستحتدم بين الحزبين بقوة في الأيام القادمة.
ويدخل حزب "الصواب" المعارض، أيضا الانتخابات بقوة، مستفيدا من الشعبية الواسعة التي يمتلكها الناشط الحقوقي والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية بيرام الداه اعبيد.
ويرى عدد من المتابعين، أن الحزب سينافس حزب "الاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم" (موالاة) على المرتبة الثالثة في هذه الاستحقاقات.
إحصائيات رسمية
ووفق إحصائيات نشرتها اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات (جهة الإشراف)، بلغ عدد المسجلين على اللائحة الانتخابية 1.785.035 ناخبـا.
وأشارت اللجنة إلى أن 16 حزبا سياسيا لم تتجاوز ترشيحاتها 20 بالمئة فقـط، فيمـا تراوحـت 6 أحـزاب مـا بـين 20 و40 بالمئة، و3 أحـزاب مـا بـين 40و 70 بالمئة.
وأوضحت أن حزبا واحـدا تمكن مـن ترشـيـح لـوائح على امتداد الـتـراب الـوطني بلـديا وجهويا ونيابيا، في إشارة لحزب "الإنصاف" الحاكم.
ولفتت اللجنة إلى زيادة عدد المسجلين على اللائحة الانتخابية بـنسبة 27.48 بالمئة، مقارنة بالانتخابات الأخيرة التي جرت عام 2018.
إظهار أخبار متعلقة
رسالة للأحزاب
وبالتزامن مع انطلاق الحملة الدعائية، وجه الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني رسالة للأحزاب السياسية، وصف فيها الانتخابات الحالية بأنها "عتبة بالغة الأهمية في التجربة السياسية المعاصرة لموريتانيا، حيث يجد الشعب فرصته كاملة غير منقوصة ليقول كلمته، ويختار إداراته المحلية، وسلطته التشريعية".
ولفت إلى أن هذه الانتخابات "تشكل استثناء لم يتقدم له نظير في تاريخ البلاد، فهي أول انتخابات تجرى بتوافق تام بين كل القوى السياسية، يؤسسه إجماع موثق على قواعدها وأسس تسييرها".
وشدد على ضرورة "صيانة الهدوء السياسي الحاصل خلال الحملة الانتخابية" مضيفا: "فلنختلف باحترام، ولنعبر عن تباين آرائنا برقي، ولنتنافس بقوة لكن في إطار من المسؤولية الأخلاقية والالتزام الأدبي".