سياسة تركية

هل تعكس استطلاعات الرأي المختلفة نبض الشارع في تركيا؟

تركيا تخوض انتخابات مصيرية في 14 أيار/ مايو- جيتي
تركيا تخوض انتخابات مصيرية في 14 أيار/ مايو- جيتي
تتباين نتائج شركات استطلاعات الرأي في تركيا، بشأن الانتخابات بشكل كبير، وسط تساؤلات عن ما إذا كانت تعكس نبض الشارع في البلاد.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في وقت سابق، قال إن استطلاعات الرأي يمكن استخدامها كأداة للتلاعب، مشددا على أن الأرقام المتداولة في وسائل الإعلام غير حقيقية.

وأكد أردوغان، أنه إذا كان الأمر متروكا لاستطلاعات الرأي الحالية، لكان حزب الشعب الجمهوري قد فاز في كل انتخابات منذ 21 عاما.

نعمان كورتولمش نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، أكد في تصريحات صحفية، أن معظم استطلاعات الرأي تظهر تقدم الحزب بفارق من 10 إلى 5 نقاط عن الحزب الذي يليه، مشيرا إلى أن "تحالف الجمهور" قد يفوز بالأغلبية البرلمانية.

وتظهر أغلب استطلاعات الرأي المقربة من المعارضة التركية، تقدم مرشح "تحالف الأمة" كمال كليتشدار أوغلو، على الرئيس رجب طيب أردوغان، أما الاستطلاعات القريبة من الحزب الحاكم فتشير إلى عكس ذلك.

الباحث باقي لالي أوغلو، أشار في مقال مطول على مجلة "كريتر" الشهرية، أن بعض شركات المسح تقوم بإجراء بحث خاطئ تماما من الناحية المنهجية، يحتوي على أخطاء القياس والتمثيل، لاسيما في اختيار العينة، مشيرا إلى أن سبب ذلك يعود إلى دوافع الشركات التي أصبحت مسيسة لتحقيق نتائج موازية.

اظهار أخبار متعلقة


وأكد أن الزيادة العددية مع قرب الانتخابات، لا تعكس جودتها، خاصة أن الاختلافات بين نتائج المسح والبحث المختلفة التي لا يمكن تفسيرها بالأخطاء والاختلافات المنهجية تلفت الانتباه. وعلى سبيل المثال، يمكن أن يصل الاختلاف في مقياس التصويت لحزب سياسي إلى 12 نقطة في دراسة أجريت في ذات الفترة الزمنية من قبل شركتين مختلفتين. لذلك، فإن الشكوك حول مصداقية ونجاح الاستطلاعات، التي نوقشت لفترة طويلة في كل من تركيا والعالم، تزداد بشكل طبيعي مرة أخرى.

وأوضح الكاتب أن بعض شركات المسح تعمل بدوافع مختلفة، خاصة في تركيا. وارتبطت معظمها بحزب سياسي أو بلدية أو تم تمويلها من قبلها.

وفي كل من العالم، عند تقديم كل دراسة استقصائية أجريت للجمهور، يجب أولا وقبل كل شيء الكشف عن المنهجية والأسئلة والعينة. وهذا هو المطلب الأساسي للشفافية. ومع ذلك، فإنها لا تكشف أي شركة مسح تقريبا في تركيا عن كل هذه المعلومات، وبعضها لا يشارك شارتها.

وأوضح أن شركات المسح في تركيا، تظهر فقط معلومات عن عدد الأشخاص في العينة، وتاريخ إجراء الاستطلاع، وعدد المحافظات التي شملت عملية المسح، ومع ذلك فإن هذه البيانات ليست هي التفاصيل التي تعكس كامل الخطأ في مجال القياس والتمثيل. وعلى سبيل المثال، تقوم بعض شركات المسح في تركيا "بتضخيم" حجم العينة لإثبات موثوقية دراستهم.

وتابع بأن بعض استطلاعات الرأي تتعمد إنتاج نتائج خاطئة، تحتاجها الأحزاب التي قد تخسر في الانتخابات، بهدف التلاعب بشكل أساسي في توجيه الناخب إليها، ولكن تحقيق ذلك يعد صعبا بالنظر إلى التفضيلات السياسية وسلوك الناخب في تركيا.

تظهر دراسات أجريت على مجموعات الناخبين في تركيا، بشأن السلوك الانتخابي لهم، أن الأغلبية تذهب إلى صناديق الاقتراع في الغالب مع الهوية أو الدوافع الأيدولوجية، ولذلك فإنه من غير المحتمل أن تتغير تفضيلات التصويت لمجموعات الناخبين المذكورة ما لم يحدث تطور غير عادي.

اظهار أخبار متعلقة


أيهما يعكس نبض الشارع.. التجمعات أم الاستطلاعات؟

الكاتب تونجا بينغين قال في تقرير على صحيفة "ملييت"، إن الساحات ممتلئة في الأيام التي تسبق الانتخابات، ويتجول القادة كل يوم في مقاطعة واحدة على الأقل. وهناك تضارب بشأن عدد الحشود التي تتوافد إلى الساحات، والتي لا تعكسها الشاشة من خلال البث المباشر. وتستمر التوقعات والتعليقات التي تركز على نتائج استطلاعات الرأي.

وفي هذا الإطار، من الممكن أيضا رؤية بيانات لصالح أو ضد كل تحالف أو مرشح أو حزب في استطلاعات الرأي التي تنشرها المنظمات البحثية، والتي تضاعفت أعدادها مؤخرا. وهناك ما يظهر فارقا كبيرا بين المرشحين في الانتخابات الرئاسية، وأخرى تتحدث عن فارق ضئيل.

ويرى خبراء السياسة، أنه إذا أجريت استطلاعات الرأي بشكل صحيح، فيمكنها إظهار المعطيات بهامش خطأ زائد أو ناقص 2 و1.5. وآخرون يرون أن الحشود في الساحات والإثارة في التجمعات تتناسب طرديا مع نتيجة استطلاعات الرأي، ولكن هناك حقيقة أخرى بأنه في بعض الأحيان تكون التجمعات مضللة أيضا.

والمشهد الحالي في تركيا، لا يظهر تطابقا بين عدد الحشود في الساحات، وبيانات استطلاعات الرأي، وسبب ذلك أن كل تحالف أو حزب أو حتى مرشح لديه شركة بحثية يتعاقد معها تعمل لصالحه. وقد يكون هناك شركات مسح غير منحازة، ولكن الصورة هنا مختلفة.

ونوه الكاتب إلى أن بعض المستطلعة آراؤهم يمارسون التضليل خلال مشاركتهم في الاستطلاع، والبعض يتعمد ذلك.

وأشار إلى أنه لا يمكن التكهن بمن سيفوز أو سيخسر، وفقا لاستطلاعات الرأي أو الجو السائد في الساحات. كما أن هناك عوامل مفاجئة أخرى قد تظهر خلال العملية الانتخابية، وتغير الحالة المزاجية بأكملها.
التعليقات (1)
أبو فهمي
الخميس، 27-04-2023 06:43 م
أختراع استطلاعات الرأي هي """" فلتة """" أمريكية يسيطر بها - حسب الغرض منها - حزب سياسي على الرأي العام مع هامش "" خطأ "" صغير . الانتخابات في هذه الأيام يلعبون بها """" الكترونيا """" ويدعون أن لاستطلاعات الرأي كان لها دور في التأثير على المواطن في انتخابه فلان عوضا عن علتان وهذه من الألاعيب السياسية المعروفة. حسب ما نقرأ عن الانتخابات التعركية فالطاولة السداسية اتفقت على أن لاتتفق الا على """" طيران """" أردوغان والسيطرة على تركيا لصالح أسيادها الأمريكان وهم "" يشهرون "" بها علنا.