قالت
صحيفة "
وول ستريت جورنال" إن المقاتلات الروسية حلقت قرييا من المقاتلات
الأمريكية في
سوريا بطريقة زادت من مخاطر التصعيد.
وأضافت
الصحيفة في تقرير إن المقاتلات الروسية خرقت وبشكل متكرر الاتفاقيات مع الولايات المتحدة
وحلقت قريبا من المقاتلات الأمريكية فوق سوريا وفوق القوات الأمريكية.
وقال
الجنرال أليكس غرينكويتش الذي يشرف على العمليات العسكرية الأمريكية في هذه الأجواء
فوق سوريا و 20 دولة أخرى في الشرق الأوسط كقائد لسلاح الجو في القيادة المركزية
"إنه جو مشحون بالنسبة لنا ولا نستبعد ارتكاب خطأ"، مضيفا أن "هذا يؤشر
إلى انهيار في الحرفية بطريقة لم أرها في سلاح الجو الروسي".
وتقول
الصحيفة إن الولايات المتحدة وروسيا احتفظتا بترتيب غير مريح في سوريا، حيث دعم البلدان
أطرافا في حرب الوكالة. ووفرت القوات الروسية الدعم العسكري الحيوي لنظام بشار الأسد
بشكل سمح له باستعادة السيطرة على معظم البلاد وهزيمة المعارضة المسلحة التي حاولت
الإطاحة به في انتفاضة عام 2011.
وقاد
البنتاغون في 2014 جهدا لم يدم طويلا لتسليح المعارضة وكانت في القيادة لهزيمة تنظيم
الدولة الذي سيطر على مناطق واسعة في سوريا.
وتحتفظ
الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا بحوالي 900 جندي يعملون في عدد من القواعد العسكرية
بما فيها واحدة في جنوب البلاد تعرضت عدة مرات لهجمات صاروخية من الجماعات الموالية
لإيران.
ووافقت
الولايات المتحدة وروسيا على مجموعة من القواعد لتجنب المواجهة المباشرة في سوريا.
وأنشأ الطرفان خطا ساخنا وذلك لتجنب الأخطاء عندما يقومان بعمليات عسكرية في سوريا.
وقال
الجنرال غرينكويتش إنه منذ الأول من آذار/ مارس خرق الطيران الروسي الاتفاق أكثر من
60 مرة. وحلقت المقاتلات الروسية التي من المتوقع أن تبقى بعيدة مسافة ثلاثة أميال بحرية على مدى 500 قدم من الطيارين الأمريكيين مرتين خلال الأسبوع الماضي. والأكثر إثارة
للقلق هو تحليق المقاتلات الروسية فوق القوات الأمريكية في سوريا عدة مرات منذ بداية
الشهر الحالي. وقال إن مقاتلات روسية ومسيرات حلقت فوق قاعدة التنف. وزادت القوات الروسية
من التصرفات المستفزة في محيط وجود القوات الأمريكية ومنذ العام الماضي.
وفي
حزيران/ يونيو شنت
روسيا غارات جوية قرب التنف حيث تقوم قوات أمريكية بتدريب وتوجيه
حملات للمقاتلين المحليين بهدف منع عودة تنظيم الدولة. وأخبرت روسيا الولايات المتحدة
بالغارات من خلال خط خفض
التوتر، إلا أن المسؤولين الأمريكيين وصفوا الغارات بأنها
تحرش.
وقال
الجنرال ماثيو ماكفرلين، القائد الأمريكي للقوات التي تلاحق تنظيم الدولة في سوريا
والعراق، إن تحليق الطيران الروسي فوق القوات الأمريكية جار منذ عدة أسابيع. وقال:
"لا نزال نشاهد نشاطات غير آمنة وغير حرفية من الروس، ونستخدم خط خفض التوتر والتأكد
من سلامة قواتنا وتخفيف أي زيادة في المخاطر نظرا للنشاطات".
ولا
يعرف سبب زيادة الطلعات الجوية للمقاتلات الروسية، كما يقول المسؤولون.
وزاد
التوتر بين الروس والأمريكيين منذ قرار موسكو غزو أوكرانيا العام الماضي.
واشتكى
المسؤولون الأمريكيون أكثر من مرة للروس الذي رفضوا الشكاوى وقالوا إن من حقهم القيام
بعمليات فوق سوريا.
وزادت
مخاطر المواجهة عندما أضرت مقاتلات روسية بمسيرة قتالية أمريكية فوق البحر الأسود،
الشهر الماضي. ونشرت الولايات المتحدة شريط فيديو للحادث وشجبت الطيارين الروس الذين
تسببوا في تحطم المسيرة. وقالت روسيا إنها لم تلمس أبدا المسيرة ووصفت الهجوم بأنه استفزاز.
ووصف الجنرال غرينكويتش حادث البحر الأسود بأنه
"تهريج" وأنه نال إعجاب الروس وشجع طيارين في سوريا لتقليده.. "لو شاهدت
أصدقاءك يتلقون ميداليات فلربما بدأت بالتفكير وعمل نفس الشيء".
وتعتبر
سوريا هي المكان الذي تستطيع فيه القوات الروسية تحدي الجيش الأمريكي مباشرة، وهو الذي قدم
أسلحة مهمة لكييف كي تواجه الغزو الروسي.