نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا؛ سلطت فيه الضوء على توجه
السعودية إلى رياضة
الكريكيت وبطولة "تي 20" المربحة، في أحدث محاولة لحملة
الغسيل الرياضي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"؛ إن المملكة العربية السعودية، بعد رياضة الغولف، وكرة القدم حيث استحوذوا على نادي نيوكاسل وجلبوا النجم كريستيانو رونالدو، تحوّل أنظارها الآن إلى رياضة الكريكيت، في حملتها لتحسين صورة البلاد من خلال الرياضة.
وأشارت الصحيفة إلى أن السعودية قادمة الآن للكريكيت كخطوة أخرى في أكبر حملة غسيل رياضي في التاريخ، مع نظام حاكم يستخدم السجن أو التعذيب أو الإعدام ضد المعارضة السياسية، ويقود حربا في اليمن قتلت مئات الآلاف.
وبحسب الصحيفة؛ فإن المحرك الرئيسي الذي يقود كل هذا، هو "أرامكو السعودية"، أكبر شركة نفط في العالم، وأحد أكثر المتسببين في أزمة المناخ، حيث تعتبر مصدر ما يفوق 4 بالمئة من انبعاثات الكربون العالمية منذ عام 1965، لذلك فإن المملكة تريد سمعة أفضل عن طريق التسويق، حيث رأى المسؤولون أن أفضل طريق لذلك هو الرياضة رفيعة المستوى، مع جمهورها الدولي الواسع وقدرتها الرائعة على توليد النوايا الحسنة.
وأضافت الصحيفة أن الاستيلاء على لعبة الكريكيت بدأ عندما أصبحت "أرامكو" الراعي الرسمي للمجلس الدولي للكريكيت العام الماضي، وهي الآن الممول الرئيسي لكل حدث عالمي لهذه الرياضة، في حين أن هيئة السياحة السعودية تفعل الشيء نفسه مع الدوري الهندي الممتاز. وتعتبر لعبة الكريكيت هدفا سهلا، حيث هناك 12 دولة فقط تلعب في المستوى العالي، 3 فقط منها في وضع مالي جيد، وتأتي في طليعة هذه الرياضة، الهند، في مركز رائد لهذه اللعبة مع جمهور يصل إلى 1.4 مليار.
وأوضحت الصحيفة أن السعوديين يريدون الاستحواذ على الدوري الهندي الممتاز للكريكيت، ربما عن طريق بدء مسابقة تكميلية جديدة تحت إشراف مجلس الإدارة الهندي، ولكن مع وجود فرق مملوكة بثروة خاصة.
ويحظر الدوري الهندي حاليا على اللاعبين الهنود من المشاركة في بطولات أخرى في جميع أنحاء العالم لحماية مصالح البلد. ومن خلال صفقة بث بقيمة 6.2 مليار دولار أمريكي، يتم استخدام عائدات الدوري لشراء فرق في جنوب أفريقيا ومنطقة بحر الكاريبي والإمارات والولايات المتحدة، والسعودية من بين الكيانات القليلة في العالم التي يمكنها الاقتراب من لعبة الكريكيت الهندية، والحصول على صفقات ضخمة.
ولفتت الصحيفة إلى أن المسؤولين السعوديين يجدون الأعذار لتبرير أنشطتهم هذه، من شاكلة أن هذه البلدان تواجه مشاكل مالية وليس مخالفا مساعدتها وتمويلها، ويزعمون أن الانتقاد نابع من العنصرية، بينما يدافعون عن مشروع أساسه التمييز، ويقومون باضطهاد المعارضة.
ووفق الصحيفة؛ يتم الترويج لأرامكو كأداة للمستهلكين كما لو أنها مجرد قوة تلبي الطلب، بدلا من كونها أكبر لاعب في صناعة الطاقة، فالثروة تخلق النفوذ، والنفوذ يدعم الثروة.
إن هذه الثروة، مع وجود اقتصاد تقدر قيمته بالتريليونات، هو الذي يشجع غسيل الرياضة السعودي المتواصل، وفشلهم الوحيد حتى الآن هو رعاية كأس العالم للسيدات هذا العام، وهي محاولة تم التخلي عنها بعد معارضة العديد من اللاعبات والاتحادات، لكن المسوقين السعوديين غير آبهين بذلك، وهم يسعون الآن لاستضافة كأس آسيا للسيدات في 2026.
وواصلت الصحيفة قائلة: بالنسبة للكريكيت؛ فالأمر مشابه تقريبا لكرة القدم، حيث سيتم جذب أبرز اللاعبين الدوليين من خلال منحهم امتيازات، وضمهم إلى بطولة نهائيات كأس العالم "تي 20" القصيرة والمتكررة.
وبغض النظر عن مستوى الاستجابة، سيأتي أفضل اللاعبين لهذه البطولة؛ لأن الإنفاق سيتجاوز أي تصور سابق للأجور. على سبيل المثال، لاعب الغولف الأسترالي كاميرون سميث، الفائز ببطولة رئيسية واحدة فقط، حصل على 100 مليون دولار أمريكي للانضمام إلى بطولة "غولف ليف" المدعومة سعوديا. ونظرا لأن موارد الدوري الهندي الممتاز للكريكيت محدودة، فإنها مسألة وقت فقط للسعودية، لتعيد تشكيل لعبة الكريكيت، فأي لاعب سيبرز سيتم تجنيده قريبا في مثل هذه البطولات التي ترعاها.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول؛ إن حملة الغسيل الرياضي في السعودية مستمرة، وأيا كان ما يريدون الوصول إليه، فإن جرائم هذا النظام من المفروض أن تمنعه من الحصول عليه، لكنْ للمال رأي آخر، المال يقول إنهم سيفعلون ذلك.