أخبار ثقافية

وفاة الأديبة الفلسطينية سلمى الجيوسي عن عمر ناهز 95 عاما

الراحلة ولدت عام 1928 في مدينة صفد الفلسطينية - تويتر
الراحلة ولدت عام 1928 في مدينة صفد الفلسطينية - تويتر
توفيت الأديبة والشاعرة والمترجمة الفلسطينية، سلمى الخضراء الجيوسي، عن عمر ناهز 95 عاما، في العاصمة الأردنية عمان.

ونشرت عائلة الأديبة الراحلة بيان تعزية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أعلنت فيه رحيل الشاعرة والمترجمة، التي ولدت عام 1928 في مدينة صفد الفلسطينية.

درست سلمى الجيوسي المرحلة الابتدائيّة في مدينة عكا، وانتقلت بعدها إلى القدس في أعقاب عام النكبة 1948، ودرست هناك في كلية شميت للبنات، وتابعت دراستها بعد ذلك في الجامعة الأمريكيّة في بيروت، ثمّ في مدرسة العلوم الشرقية والأفريقية في جامعة لندن، حيث تحصلت منها على شهادة الدكتوراه، في تخصص الأدب العربي.

وعملت سلمى الجيوسي كاتبة في الصحافة والإذاعة، ودرّست في عدد من الجامعات العربية والعالمية.

أسست الأديبة الراحلة في عام 1980 مشروع "بروتا" للترجمة وأشرفت عليه، والذي قدم الثقافة العربية في العواصم الغربية، حيث أنتجت من خلال المشروع كتبا في الحضارة العربية والإسلامية وروايات ومسرحيات وسيرا شعبية وغيرها.

اظهار أخبار متعلقة


وحصلت الجيوسي على عدد من الجوائز، منها جائزة شخصية العام الثقافية للدورة 14 من "جائزة الشيخ زايد للكتاب" عام 2020، وجائزة "الإنجاز الثقافي والعلمي" الصادرة عن مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية عام 2007، وجائزة "سلطان بن علي العويس" عام 2006، بالإضافة إلى وسام القدس للإنجاز الأدبي، كما حصلت على "جائزة محمود درويش للإبداع" عام 2023.

ولم تنشر سلمى الجيوسي بعد ديوانها الأول إلا القليل مما كتبته.

ومنحت الشاعرة سلمى وسام القدس للثقافة والفنون سنة 1990.

وصدر للأديبة الراحلة ديوان شعر العودة من النبع الحالم في بيروت 1960، كما أنها ترجمت أكثر من 9 مؤلفات أدبية وشعرية إلى اللغة العربية.

وحصلت سلمى الجيوسي على وسام القدس للإنجاز الأدبي 1990، ووسام اتحاد المرأة الفلسطينية الأمريكية للخدمة الوطنية المتفوقة 1991.
التعليقات (1)
نسيت إسمي
الخميس، 20-04-2023 05:06 م
'' الأديبة والشاعرة والمترجمة الفلسطينية، سلمى الخضراء الجيوسي '' من هي تلك المرأة.. الأم.. المبدعة.. التي استطاعت أن تتجاوز نفسها وعصرها وجغرافية المكان، لتسبق الزمن بنتاجها وتقدم ما عجزت هيئات ومنظمات عن تقديمه؟ وكيف استطاعت نقل روائع الأدب العربي إلى العالم الغربي وجعلت أكبر دور النشر في الغرب ترحب بنشر أعمالها وكيف أقنعت العديد من كبرى الجامعات في الولايات المتحدة بدعم مشاريعها ونقل ثقافة العرب التي تعتمد حسب قولها على الثقافة السماعية كمرجع أساسي؟ إنها الشاعرة والأستاذة الجامعية والناقدة والمترجمة سلمى الخضراء الجيوسي التي ولدت لأب فلسطيني وأم لبنانية، وعاشت في بيت معروف بوطنيته وثقافة أبناء عائلته وتعلمت في القدس، وبعد أن أكملت دراستها الثانوية في مدرسة شميت الألمانية، أرسلها والدها إلى الجامعة الأميركية في بيروت، حيث تخرجت متخصصة باللغات. وهي التي برزت موهبتها الشعرية مبكرا، إلا أنها التزمت بنصيحة والدها بأن لا تكتب الشعر إلا بعد أن تتعلم العربية جيدا وتمتلك نواصي الشعر، وهكذا بدأت بالكتابة والنشر في مجلة الآداب البيروتية قبل عام 1960، حيث صدر ديوانها الأول «العودة إلى النبع الحالم». وبعد زواجها من دبلوماسي أردني طافت العديد من البلدان أهمها العراق في مرحلة ازدهار حركة الشعر فيه في الخمسينات، وهناك التقت بنازك الملائكة وبدر شاكر السياب. ثم حصلت على الدكتوراه من جامعة لندن عام 1970، لتبدأ تدريس الأدب العربي في العديد من الجامعات العربية مثل السودان والجزائر. أما تميزها في العطاء والإنتاج الذي كان له الدور البارز في نقل ثقافة العرب إلى الغرب، فقد تزامن مع انتقالها للتدريس في جامعات الولايات المتحدة في يوتا وجامعة مشيغان وواشنطن وتكساس، حيث لمست خلال إقامتها هناك ضعف تواجد الثقافة العربية، وعليه أنشأت بدافع غيرتها على عروبتها وهاجس قضيتها مشروع« بروتا» لنشر وترجمة الثقافة والآداب العربية إلى العالم الناطق بالانجليزية وبدأت من خلاله مد جسور الثقافة العربية إلى الولايات المتحدة ودول الغرب .. هذه السمفونية الفلسطينية الجميلة الحزينة.. تحمل في أفيائها موناليزا الأدب العربي الحداثي قاطبة، وصوت المرأة المُرهفة والمُرهقة.. إنها المرأة التنويرية الموسوعية المبدعة، الرائدة في نقل أصوات المبدعين العرب للقراء الأجانب، وهي الشاعرة المائية الصافية اللغة الدائرية الشعر المسكونة بالينابيع، بدأ من «العودة من النبع الحالم» ورُجوعا إليه في «العودة إلى النبع» من ديوانها «القصيدة المائية». وهي رحالة سندبادية التغريبة، حروفها نازفة وجعا «لقد جُبتُ في الكون، يا منهل العمر، ضعتُ/ وعريْتُ قلبي لعصف الرياحْ / وعانقت مأساة شعبي، عشقتُ حنين الجراح /وسالتْ دمائي دمعا من الصبر واليأس لكن رجعت».