كشفت أوساط سياسية ودبلوماسية إسرائيلية عن زيارة وصفتها بـ"التاريخية"، سيقوم به رضا كوريش علي بهلوي لدولة
الاحتلال، حيث يشارك في إحياء ذكرى قتلى
المحرقة بجانب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ، فيما سترحب به وزيرة المخابرات غيلا غمليئيل التي وصفته بـ"وريث العرش"، كونه يرمز إلى قيادة مختلفة، حسب وصفها.
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "
يديعوت أحرونوت"، أكد أن بهلوي، نجل الشاه
الإيراني رضا بهلوي الذي أطيح به في الثورة الإسلامية عام 1979، سيصل الاثنين في زيارة تاريخية لإسرائيل، للمشاركة في احتفالات يوم ذكرى المحرقة بجانب نتنياهو وهرتسوغ، رغم أن الكثيرين يتذكرون في إيران عائلة بهلوي بأنها رمز للاستبداد والفساد وجني الأرباح على حساب المواطن العادي".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الشاه الابن يعيش حاليا في الولايات المتحدة، وسيأتي إلى إسرائيل ضيفا على وزيرة المخابرات غمليئيل، وسيتناول مع مضيفيه الإسرائيليين بحث مستقبل العلاقة مع إيران، وسبق له في 2019 أن أعلن أنه في مستقبل إيران سنكون أصدقاء مرة أخرى مع إسرائيل، وإن الشعب الإيراني يتطلع لحكومة تحترم تراثها، مع استعادة العلاقات السلمية والودية مع إسرائيل والجيران الآخرين، ولا يزال ملايين الإيرانيين يتذكرون أنهم عاشوا جنبا إلى جنب مع أصدقائهم وجيرانهم اليهود الإيرانيين".
وأشارت الصحيفة إلى أن "برنامج بهلوي الابن سيشمل بجانب مشاركته باحتفالات يوم المحرقة، فسيلتقي مع غمليئيل ومسؤولين آخرين، ويزور محطة تحلية المياه للتعرف على تقنيات المياه المتقدمة في إسرائيل، أمام انهيار محتمل على البنية التحتية المائية في إيران، وسيزور
حائط البراق، ومركز الطائفة البهائية، واستضافته في اجتماع مع كبار المسؤولين من جالية المغتربين الإيرانيين في إسرائيل، وعقد أنشطة إضافية".
إظهار أخبار متعلقة
تتزامن زيارة بهلوي لدولة الاحتلال مع ما كشفته أجهزتها الأمنية من إحباطها من عدم نجاح الاحتجاجات الإيرانية الأخيرة في زعزعة استقرار النظام، بسبب ما قالت إنها تفتقر إلى ثلاثة عناصر أساسية، رغم ما كرّسته مناقشاتها وتقييماتها الدورية لبحث تبعات هذه الاحتجاجات، وفي النهاية فإن الأوساط الأمنية الاستخبارية الإسرائيلية باتت تتحدث بحذر وشكّ عن دور هذه الاحتجاجات في إحداث التغييرات في طهران.
المسؤولون الأمنيون والعسكريون الإسرائيليون، يعتقدون أن الاحتجاجات التي شهدتها إيران في الأشهر الماضية ليست ظاهرة عابرة، بعكس الموجات السابقة من الاحتجاجات المناهضة للحكومة على مدى السنوات الأربعين الماضية، لكن الآمال الإسرائيلية تراجعت بشأن ما قد تحدثه هذه الاحتجاجات من تغيير لوجه إيران في المنطقة، حتى المتفائلون الإسرائيليون، لم يعودوا مستعدين للمراهنة على تغيير نظامها في هذه المرحلة القصيرة.
الخلاصة الإسرائيلية، أن استقبال بهلوي في تل أبيب يمثل تدخّلا إسرائيليا لافتا في الشأن الإيراني الداخلي، ويصب مزيدا من الزيت على نار التوتر المتصاعد بينهما من جهة، ومن جهة أخرى يكشف عن محاولة إسرائيلية لتبني ورعاية معارضة لإيران في المنفى، كما كانت الحال مع الخميني عام 1979.