يبدأ وزير خارجية
النظام السوري فيصل المقداد زيارة إلى
تونس اعتبارا من الإثنين، تستمر إلى الأربعاء، لأول مرة منذ إعلان تونس قطع علاقاتها مع دمشق عام 2012 بسبب قمع المتظاهرين.
وقالت وزارة الخارجية التونسية في بلاغ إن هذه الزيارة تأتي "تكريسا لروابط الأخوة العريقة القائمة بين البلدين الشقيقين، وفي إطار الحرص على إعادة العلاقات الثنائية إلى مسارها الطبيعي على إثر تعيين سفير للجمهورية التونسية لدى الجمهورية العربية السورية وقرار السلطات السورية إعادة فتح السفارة السورية بتونس وتعيين سفير على رأسها لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين".
والأسبوع الماضي، أعلن النظام السوري وتونس إعادة فتح سفارة دمشق لدى تونس، في أحدث خطوة نحو تطبيع العلاقات بينهما ضمن مبادرة أطلقها الرئيس التونسي قيس سعيّد.
وقال بيان مشترك بين النظام السوري وتونس: "تجاوباً مع مبادرة رئيس الجمهورية التونسية
قيس سعيد بتعيين سفير لدى الجمهورية العربية السورية، فقد أعلنت الحكومة السورية عن موافقتها الفورية على هذا التعيين، وقررت إعادة فتح السفارة السورية بتونس، وتعيين سفير على رأسها في الفترة القريبة القادمة".
وكانت الرئيس التونسي الأسبق محمد المنصف المرزوقي أعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا في 4 شباط/ فبراير 2012 احتجاجا على قمع مظاهرات تطالب بالديمقراطية في عام 2011 والتي تصاعدت لاحقا إلى صراع مسلح أودى بحياة مئات الآلاف من المدنيين ودفع الملايين إلى الفرار.
وأعادت تونس تركيز بعثة دبلوماسية محدودة في سوريا في عام 2017 للمساعدة في تعقب أكثر من 3000 مقاتل تونسي سافروا إلى سوريا للانضمام إلى "تنظيم الدولة"، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.
ويبرر الرئيس التونسي سعيّد موقفه من إعادة تطبيع العلاقات مع دمشق بالقول إن "مسألة النظام السوري تهم السوريين وحدهم ونحن نتعامل مع الدولة السورية ولا دخل لنا في خيارات الشعب السوري"، مضيفا أن "هناك جهات كانت تعمل على تقسيم سوريا لمجموعة من الدول منذ بداية القرن 20 ولن تقبل بذلك".
ورغم قرار قطع العلاقات، افتتحت تونس في تموز/ يوليو 2014 مكتبا للخدمات الإدارية والقنصلية لفائدة الجالية التونسية في سوريا، قبل أن تُعيّن وزارة الخارجية التونسية قنصلًا عامًا (دون رتبة السفير) في دمشق، عام 2015، في عهد الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي.
وعقب الزلزال الذي ضرب شمال سوريا وجنوب تركيا في 6 شباط/ فبراير الماضي، أرسلت السلطات التونسية مساعدات وفريق إنقاذ إلى دمشق لإغاثة المتضررين، عبر طائرة وصلت إلى مطار حلب الخاضع لسيطرة حكومة الأسد.
وعقب ذلك، أجرى وزير الخارجية التونسي السابق عثمان الجرندي مكالمة هاتفية مع وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، في أعقاب الزلزال الذي ضرب شمال سوريا وجنوب تركيا، قبل أن تتم إقالته في وقت لاحق.
وقبل إقالته بساعات، كتب الجرندي عبر حسابه الرسمي على "تويتر": "مكالمة مع أخي د. فيصل المقداد وزير خارجية سوريا. أبلغته تعاطف وتضامن تونس رئيسا وحكومة وشعبا مع سوريا الشقيقة".
وقال: "نسقنا بخصوص المد التضامني التونسي الذي أذن به سيادة الرئيس لمعاضدة جهودها في مجابهة آثار الزلزال. رحم الله الضحايا وعجل في شفاء الجرحى"، خاتما تغريدته بـ"حفظ الله سوريا وشعبها من كل مكروه".
اظهار أخبار متعلقة
وسبق للرئيس التونسي سعيّد أن التقى بوزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، على هامش زيارتهما إلى الجزائر بمناسبة الذكرى الـ60 للاستقلال العام الماضي، حيث وجه سعيّد رسالة لبشار الأسد.
وقال سعيّد للمقداد، بحسب بيان خارجية النظام: "إن الإنجازات التي حققتها سوريا، وكذلك الخطوات التي حققها الشعب التونسي ضد قوى الظلام والتخلف، تتكامل مع بعضها لتحقيق الأهداف المشتركة للشعبين الشقيقين في سوريا وتونس"، بحسب ما نقلته صحيفة "حقائق أونلاين" التونسية.
وفي شهر آب/ أغسطس من عام 2021، التقى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين في الخارج السابق عثمان الجرندي، وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، في أول لقاء يعقد بين وزيري خارجية البلدين، منذ إعلان طرد السفير السوري من تونس عام 2012.