نشر موقع "
ميدل إيست آي" مقالا للكاتب والصحفي البريطاني ديفيد هيرست قال من خلاله إن دولة الاحتلال
الإسرائيلي لا يمكن أن تحقق سيطرة تامة بعقيدة التفوق العنصري
اليهودي وبقيادة شخص مثل الوزير المتطرف إيتمار بن غفير.
وتحدث الكاتب عن ظروف قيام دولة الاحتلال، قائلا إنه منذ اللحظة الأولى أنكر المشروع الصهيوني وجود شعب أصلي له حقوق في أرضه.
وأنكر المشروع الصهيوني
النكبة وأنكر جميع الخدع القذرة التي مورست –من التعرف على زعيم القرية واغتياله إلى تسميم آبار المياه – من أجل ضمان مغادرة 700 ألف
فلسطيني لديارهم وبقائهم بعيداً عنها، بحسب هيرست.
وأضاف أن "الأمر احتاج إلى ثلاثة عقود من البحث والتحقيق من أجل كشف حقيقة الدعاية التي زعمت بأن سكان القرى إنما هجروها بتوجيهات من الجيش الأردني الزاحف. واحتاج الأمر إلى أربعة عقود أخرى قبل أن يكشف المؤرخون الجدد عن مدى ما ارتكب بحق الفلسطينيين من مذابح. بل حتى يومنا هذا لم يتم توثيق كل المذابح".
وأشار الكاتب إلى أنه لا مفر من حرب قادمة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في الوقت الذي يطالب فيه بن غفير بنكبة أخرى، فيما يريد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو استعراض القوة بما يكفل له تحقيق الردع اللازم.
وفي السياق، قال ديفيد هيرست: "بينما تتمتع إسرائيل بتفوق عسكري وأمني بالغ، يتمتع الفلسطينيون بعزيمة لا تفتر على الصمود والقتال. وهذه الخاصية تجدها لدى الجيل الحالي أكثر مما كانت توجد لدى جيل آبائهم وأجدادهم".
وتاليا نص المقال الذي ترجمته "عربي21":
يرد مشهد مهم ضمن برنامج وثائقي من إنتاج البي بي سي يتكون من جزءين، اسمه "الأرض المقدسة ونحن"، يسرد الحكاية فيه بالتوازي يهودي بريطاني وراوية فلسطينية بريطانية، لكل منهما ارتباطاته الخاصة بما وقع من أحداث في عام 1948.
لا يسهم المشهد بشيء ذي بال في تعزيز ما يهدف إليه البرنامج من وضع الروايتين جنباً إلى جنب على نفس الدرجة من المساواة. بل بدلاً من ذلك ينتهي به الأمر إلى إثبات انعدام التماثل في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
في هذا المشهد يقف دانيال، أحد ضيوفهم في هذا البرنامج الوثائقي، في موقع المعركة التي دارت رحاها في عام 1948 والتي شارك والده فيها. إنها المعركة التي تمكنت فيها القوات اليهودية من صد القوات الأردنية ومن ثم السيطرة على البلدات القريبة من تل أبيب.
تنهمر دموعه حين يدرك أن والده، الذي لم يسبق له أن تحدث من قبل عن تلك الأحداث، خاطر بحياته في سبيل إقامة إسرائيل.
لم يسأل دانيال عن الخمسين ألف فلسطيني الذين فقدوا منازلهم عندما استولت القوات اليهودية على اللد والرملة أو على المكان الذي كان يقف فيه، حيث كانت توجد قرية فلسطينية اسمها جمزو، والتي محيت آثارها تماماً. عنصر النكبة في حكاية دانيال لا يرد ذكره إلا في التعليق الصوتي. إنه مشهد كاشف جداً.
ففي كل المستويات يتجلى انعدام التماثل في فكرة أن السرديتين الأخلاقيتين تتنافسان في هذا الصراع.
بينما يعي الفلسطينيون جيداً جداً طبيعة الغزو الصهيوني في 1948 ثم في 1967 وحتى هذا اليوم، يعيش الصهاينة من كافة الانتماءات والقناعات في حالة من الإنكار إزاء مشروع إنشاء دولة ذات أغلبية يهودية.
على المستوى العملي، يتحدث الفلسطينيون الذين يعيشون تحت الاحتلال اللغة العبرية لأن كثيراً من العائلات تمر بمنظومة السجن والاعتقال أو تعيش داخل القدس أو أفرادها يحملون الجنسية الإسرائيلية، وما من يوم تطلع شمسه عليهم إلا مروا – كلهم – عبر واحدة أو أكثر من نقاط التفتيش الإسرائيلية. ولذلك فهم يلتهمون الأخبار الإسرائيلية ويتدبرون في كل كلمة أو فكرة تصدر عن سلطات الاحتلال.
إلا أن أعداداً متناقصة من اليهود الإسرائيليين يتحدثون العربية لأنها لم تعد تدرس في المدارس. ولكن لا يعد هذا شيئاً مقارنة بالأساطير التي تأسس عليها مشروع قيام دولة إسرائيل. فهنا يتضخم انعدام التماثل.
اظهار أخبار متعلقة
الأساطير المؤسسة لإسرائيل
منذ اللحظة الأولى أنكر المشروع الصهيوني وجود شعب أصلي له حقوق في أرضه. لم يكن وزير المالية والسياسي الإسرائيلي اليميني المتطرف، بيزاليل سموتريتش، أول من قال: "لا يوجد شيء اسمه الفلسطينيون." بل كانت غولدا مائير أول من قالت ذلك في عام 1969.
أنكر المشروع الصهيوني النكبة وأنكر جميع الخدع القذرة التي مورست –من التعرف على زعيم القرية واغتياله إلى تسميم آبار المياه – من أجل ضمان مغادرة 700 ألف فلسطيني لديارهم وبقائهم بعيداً عنها.
احتاج الأمر إلى ثلاثة عقود من البحث والتحقيق من أجل كشف حقيقة الدعاية التي زعمت أن سكان القرى إنما هجروها بتوجيهات من الجيش الأردني الزاحف. واحتاج الأمر إلى أربعة عقود أخرى قبل أن يكشف المؤرخون الجدد عن مدى ما ارتكب بحق الفلسطينيين من مذابح. بل إنه حتى يومنا هذا لم يتم توثيق كل المذابح.
عمل كل واحد من الأجيال المتعاقبة من اليهود الإسرائيليين بجد واجتهاد للإبقاء على الأسطورة التي تقول إن دولة جديدة أقيمت في حيز شاغر، أو إذا ما أردنا استخدام الشعار الذي يستحق عن جدارة أن يوصف بأنه أخبار كاذبة، الأسطورة التي تقول إن فلسطين "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض.".
حتى هذا اليوم، قلة قليلة من اليهود الإسرائيليين يتلفظون بكلمة "الفلسطينيين". بل يتحدثون بدلاً من ذلك عن "العرب"، كما لو أن سبعة ملايين فلسطيني يعيشون بين ظهرانيهم سوف يذوبون ذات يوم ويختفون في البلاد العربية المجاورة.
غني عن القول أن ثمة جدلاً يدور حول الواقع الديمغرافي (السكاني) أيضاً.
على هذا المستوى، لا ينبغي النظر إلى الإنكار باعتباره حالة نفسية، وإن كان لذلك نصيب من الأمر. فإقامة إسرائيل من وجهة نظر من أنشأوها تعتبر معجزة من معجزات التاريخ اليهودي، والإنكار من هذه الناحية له أسباب عملية، لأن الإقرار ولو بعنصر واحد مما وقع ويستمر في الوقوع كل يوم يعني التشكيك ليس فقط بماضي إسرائيل، بل وبمستقبلها كذلك.
اظهار أخبار متعلقة
الصهيونية التدريجية والمتسارعة
هذه ليست صورة ثابتة، وهناك من يرفع عقيرته بالأمر.
وهذا يوسي بيلين، الوزير السابق وأحد المفاوضين على اتفاقيات أوسلو، يقول مؤخراً إن تصديق التأكيدات الإسرائيلية بأنهم سوف يجمدون بناء المستوطنات كان أحد الأخطاء الكبيرة التي وقع فيها المفاوضون الفلسطينيون.
وقال في تقرير إخباري للقناة 11: "طالب الفلسطينيون بأن نجمد جميع المستوطنات، فقال رابين إن لدينا قرار الحكومة 360 من عام 1992. كل من يتأمل في هذه المادة يرى بأن إسرائيل قررت أحادياً تجميد الاستيطان. عرضنا ذلك على الفلسطينيين فصدقونا. وكان ذلك أكبر أخطائهم. لم يطلبوا بنداً صريحاً في اتفاقيات أوسلو ينص على تجميد الاستيطان لأنهم صدقونا.".
بصراحة، يأتي هذا الاعتراف متأخراً ثلاثين عاماً. ولكن مع مرور كل يوم، ومع ارتفاع صوت طبول الحرب وهي تقرع، تغدو الروابط أوضح بين أولئك الذين يعرفون أنفسهم بأنهم ليبراليون وأولئك الذين يعتقدون بالتفوق العنصري ولا يأبهون بما يطلقه الآخرون عليهم من نعوت.
عندما يتعلق الأمر بالاحتلال، تتبدد الفكرة التي تتحدث عن وجود نزاع بين الديمقراطيين والفاشيين على مساعي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إدخال تعديلات على النظام القضائي.
وليس هناك أدق من الوصف الذي يطلقه دانيال ليفي، رئيس المشروع الأمريكي للشرق الأوسط، على الفرق بين من يسمون أنفسهم ليبراليين من جهة والصهاينة الذين يعتنقون فكرة التفوق العنصري صراحة من جهة أخرى باعتباره فرقاً بين صهيونية تدريجية وصهيونية متسارعة.
يقول ليفي: "كانت التراكمية في ترسيخ استلاب الفلسطينيين والهيمنة عليهم صيغة مجربة ومختبرة على أرض الواقع حتى أصبحت الأصل. ولكن بالنسبة لمعسكر متنام داخل اليمين الصهيوني، يبدو التدرج كسولاً، وغير طموح، بل وحتى محفوفاً بالمخاطر. ومن هنا يأتي الدفع نحو التسارع الصهيوني".
وسائل الوصول متباينة، ولكن يظل الهدف واحداً.
طبقاً لتحليل ليفي فإن اليمين المتطرف يشعر بالإحباط بسبب عدم قدرة إسرائيل على ترجمة هيمنتها العسكرية والاقتصادية التامة إلى ما يشبه النصر الديموغرافي، ومن هنا يأتي استشراء ميليشيات المستوطنين وتزايد الاعتداءات على الفلسطينيين والمطالبات بنكبة أخرى.
يقول ليفي: "عملياً مارس معسكر التدرج الفصل العنصري (الأبارتايد) ولكنه استثمر الكثير حتى يبدو معقولاً في ما يتعلق بالأمن وغياب الشريك الفلسطيني في عملية السلام. أما معسكر التسارع فيبدو أنه يعتنق صراحة جوهر الأبارتايد المنبثق عن فكرة التفوق العنصري.".
بمعنى آخر، أن إسرائيل عبارة عن مشروع متنوع السرعات، ولكنه من الناحية الجوهرية نفس المشروع.
اظهار أخبار متعلقة
نموذج جديد للانتفاضة
لا ينطبق الشيء ذاته على القضية الوطنية الفلسطينية التي مرت بتعديل جوهري عندما خرج إلى شوارع البلدان المختلطة آلاف المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل، والذين يوصفون بأنهم "العرب الإسرائيليون"، للاحتجاج على الاجتياحات المتكررة للمسجد الأقصى في مايو/ أيار 2021.
اعتدت ميليشيات المستوطنين على تمردهم الذي لم يطل أمده، والذي تم سحقه في عملية ضخمة للشرطة التي لا تزال حتى اليوم تحتجز عدداً كبيراً ممن شاركوا في الاحتجاجات.
إلا أن نموذج تلك الانتفاضة ما زال موجوداً حتى هذا اليوم. فمن الآن فصاعداً لن يقف الفلسطينيون متفرجين عندما يتعرض جزء من الكيان الفلسطيني للعدوان، بل سوف تهب كل الأجزاء لنصرة الجزء الذي يُستهدف ويُستفرد به.
لقد سقط مشروع "فرق تسد" الذي يمارسه الاحتلال.
وقد تجلى ذلك في رد الفعل على مقطع الفيديو الذي يظهر فيه الجنود الإسرائيليون وهم ينهالون بالضرب مراراً وتكراراً على المصلين المعتكفين داخل المسجد الأقصى أو على مقطع الفيديو الذي يوثق عملية قتل طبيب فلسطيني تحت التدريب على يد الجنود الإسرائيليين لمجرد أنه هب للدفاع عن أحد المصلين عند بوابات الأقصى. أفضى ذلك الحدث إلى إعلان الإضراب العام من قبل الفلسطينيين داخل إسرائيل.
وكرد فعل على الاجتياحات المستمرة للمسجد الأقصى انطلقت الصواريخ من لبنان، ووقع هجوم مسلح نجم عنه قتل ثلاثة أفراد من عائلة يهودية بريطانية انتقلوا إلى إسرائيل من بريطانيا قبل تسع سنين للعيش داخل مستوطنة إفرات في الضفة الغربية، كما أنه نجم عن ذلك قتل سائح إيطالي في عملية دهم بالسيارة داخل تل أبيب.
اثنتان من تلك الهجمات على الأقل اعتبرتا أعمالاً فردية لا قبل للقوات الأمنية الإسرائيلية بمنعها.
يستخدم جهاز الأمن الشين بيت مغريات يستهدف من خلالها تبديد التوترات الشعبية، ومن هذه المغريات تخفيف القيود المفروضة على دخول العمال الفلسطينيين. ولكن هذه المغريات أدنى قوة من الإكراهات المتمثلة في حواجز التفتيش التي باتت محفورة في الحياة اليومية لأي فلسطيني يعيش تحت الاحتلال.
بينما يغدو الهيكل القيادي للقوات الإسرائيلية أكثر تطرفاً – أحد أقوى المرشحين لشغل منصب رئيس الحرس الوطني المتشكل حديثاً هو أفينوعامإيمونه، العقيد المتقاعد المعروف بتشجيعه للجنود على الاستمتاع بقتل الفلسطينيين – فإن الهيكل القيادي للمقاومة الفلسطينية يغدو أكثر انتشاراً، حيث تشجع المنظمات القائمة، دون أن تأمر ناهيك عن أن تقود، شن الهجمات الفردية على المستوطنين والجنود والمواطنين.
اظهار أخبار متعلقة
الحرب قادمة
بينما تتمتع إسرائيل بتفوق عسكري وأمني بالغ، يتمتع الفلسطينيون بعزيمة لا تفتر على الصمود والقتال. وهذه الخاصية تجدها لدى الجيل الحالي أكثر مما كانت توجد لدى جيل آبائهم وأجدادهم.
وقد لا يأتي حسم هذا الصراع على يد الجانب الذي يتمتع بقدرة على القتل بكفاءة أكبر وسرعة أعلى. بل منيت تلك المنافسة بخسارة فادحة منذ وقت طويل. ولعل ذلك يتوقف على من تكون لديه الإرادة والقدرة الأكبر على التحمل والصمود حتى النهاية.
وهنا يصبح إنكار التاريخ مصدر إعاقة كبيرة، ويصبح الجانب الذي يفهم عدوه هو الأكثر قدرة على الاستفادة.
لا مفر من أن الحرب قادمة. فهذا بن غفير يطالب بنكبة أخرى. ويريد نتنياهو استعراض القوة بما يكفل له تحقيق الردع اللازم.
ولا أدل على ذلك من تصريحه مؤخراً بأنه سوف يُبقي على وزير دفاعه غالانت في منصبه، على الرغم مما نشب بينهما من صدام حول التعديلات القضائية.
قال نتنياهو: "فيما لو استمر نظام الأسد في السماح باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة لشن الهجمات على إسرائيل من داخل الأراضي السورية، فإنه سوف يتكبد ثمناً باهظاً. نحن لا نريد حملة واسعة، بل ونعمل كل ما في وسعنا للحيلولة دون ذلك، ولكن فيما لو طلب منا فعل ذلك – فإن أعداءنا سوف يواجهون دولة إسرائيل، والجيش الإسرائيلي، وقوات الأمن، بكل ما أوتيت من قوة. أنتم تعرفونني جيداً. أنا لا أتسرع، ولكنني أتصرف بحزم ومسؤولية. سوف نستعيد الردع ونصلح الضرر، ولسوف يستغرق ذلك وقتاً، ولكنه سيحدث.".
لا يُقصد بعبارة استعادة الردع فقط قصف حزب الله أو حماس، سواء في جنوب لبنان أو في غزة، ولكن ينضوي ذلك على رسالة موجهة إلى كل فلسطيني تسول له نفسه ممارسة التحدي.
ولكن لا جديد في هذه التهديدات. فالتكتيك الذي تحتاج إليه إسرائيل من أجل "قص العشب" في غزة أو في جنوب لبنان أو داخل الضفة الغربية كل بضع سنين من أجل فرض حالة من الهدوء ما هو سوى صيغة توجد لدى كل واحد من جنرالاتها بهدف إدامة الصراع.
ولكن من يظن أن هذا سينجح اليوم بنفس الطريقة التي نجح بها في الأمس فإنه يسيء قراءة الوضع أيما إساءة. فالقوة هذه المرة قد لا تكون الصنبور الذي يتمكن نتنياهو من فتحه أو إغلاقه حسبما يشاء. وقد لا تنقضي مثل هذه الحرب خلال أيام. بل سوف تكون أعمق وأطول وأشد وطأة من حيث التداعيات، إذ سوف تُفتح النيران على الإسرائيليين من الداخل ومن الخارج على حد سواء.
ما من شك في أن الفلسطينيين سوف ينالهم ضرر كبير بسبب ما سيتعرضون له من هجوم على أيدي طوابير المستوطنين. ولكن لن يقف عنبر واحد من السجن الفلسطيني الجماعي متفرجاً ومكتوف اليدين بينما تشتعل النيران في عنبر آخر. قد لا يتسنى احتواء ذلك جغرافياً.
كما أن الهدوء الذي تنعم به إسرائيل على امتداد الحدود الشرقية مع الأردن قد ينتهي. وحتى دول الخليج، التي تحرص على الاستثمار في إسرائيل متجاوزة الفلسطينيين، بل وعلى حسابهم، قد لا تتمكن من الاستمرار في ذلك تحت وطأة رد الفعل في الشارع العربي.
يمكن للصراع الذي بدأ نزاعاً على الأرض أن يتحول بسهولة إلى نزاع حول الدين. وأي إسرائيلي يهمه مستقبل أبنائه عليه أن يفكر ملياً وجيداً بما ستكون عليه صورة النصر العسكري.
لن يظل المكان على ما هو عليه.
بعقيدة التفوق العنصري اليهودي وبقيادة شخص مثل بن غفير قد تسعى إسرائيل جاهدة لفرض السيادة التامة في المنطقة الواقعة ما بين البحر والنهر، ولكنها لن تتمكن من تحقيق السيطرة التامة.
وبدون ذلك، لا يمكن لدولة يهودية ولدت بهذا الشكل أن تنتصر.