كثفت القوات الروسية هجماتها على المدن الواقعة على خط المواجهة شرقي أوكرانيا، حيث تسعى موسكو إلى السيطرة على مدينة باخموت.
وقالت كييف إن الروس يقصفون المواقع الأوكرانية حول مدينة باخموت المحاصرة في منطقة دونيتسك الشرقية ومدنا وبلدات أخرى بضربات جوية وقصف مدفعي.
وقال الكولونيل جنرال أولكسندر سيرسكي قائد القوات البرية الأوكرانية: "العدو تحول إلى ما تسمى تكتيكات الأرض المحروقة التي استخدمت في سوريا. إنه يدمر المباني والمواقع بضربات جوية ونيران المدفعية".
والمدينة الصغيرة الواقعة على حافة جزء كبير من الأراضي التي تسيطر عليها
روسيا في دونيتسك هي منذ شهور أكبر ساحة معركة في
الحرب التي دخلت عامها الثاني.
وقال دينيس بوشلين رئيس الجزء الخاضع لسيطرة موسكو من دونيتسك إن القوات الروسية تسيطر الآن على 75 بالمئة من المدينة. ويستهدف الجيش الروسي مدينة أفدييفكا أيضا.
وذكر بافلو كيريلينكو حاكم منطقة دونيتسك، أن "الروس حولوا أفدييفكا إلى خراب كامل"، وهو يصف غارة جوية وقعت اليوم الاثنين ودمرت مبنى متعدد الطوابق.
وأضاف: "لا يزال هناك حوالي 1800 شخص في المجمل في أفدييفكا، وحياتهم جميعا تتعرض للخطر كل يوم".
وفشلت روسيا في إحراز تقدم كبير من خلال هجومها في فصل الشتاء، وتعثرت قواتها في سلسلة من المعارك التي تقدمت فيها بشكل تدريجي وبتكلفة باهظة. كما تكبد الأوكرانيون خسائر فادحة.
وقال سيرسكي إن موسكو سترسل قوات خاصة ووحدات محمولة جوا للمساعدة في هجومها على باخموت لأن أعضاء مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة تعرضوا للإنهاك.
وقاد المرتزقة الذين يعملون لمصلحة فاغنر الهجوم على باخموت ما تركها إلى حد كبير في حالة خراب.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن القوات الروسية فشلت في التقدم في مناطق غربي باخموت وإن عشر بلدات وقرى على الأقل تعرضت لقصف روسي.
ودونيتسك واحدة من أربع أقاليم في شرق أوكرانيا وجنوبها أعلنت روسيا ضمها إليها العام الماضي وتسعى لاحتلالها بالكامل في ما يبدو أنه تحول في أهدافها الحربية بعد فشلها في اجتياح البلاد بعد غزوها في شباط/ فبراير 2022.
اظهار أخبار متعلقة
وقد تتمكن روسيا في حالة السيطرة على باخموت من استهداف الخطوط الدفاعية الأوكرانية مباشرة في تشاسيف يار في الشرق وفتح الطريق أمام قواتها للتقدم في مدينتين أكبر بمنطقة دونيتسك، وهما كراماتورسك وسلوفيانسك.
وفي الوقت الذي قالت فيه أوكرانيا إنها تريد أن تكبد القوات الروسية أكبر حجم من الخسائر البشرية بينما تستعد لهجومها المضاد، فقد اعترف الرئيس فولوديمير زيلينسكي الأسبوع الماضي بأنه إذا تعرضت القوات لخطر الحصار فيمكن سحبها.
وقال المحلل العسكري الأوكراني أوليه زدانوف إن القوات الروسية سيطرت على وسط باخموت وتركز في هجومها بشكل كبير الآن على محطة السكك الحديدية.
إلى ذلك، أجرت موسكو وكييف عملية تبادل أسرى، تم الإفراج بموجبها عن 100 جندي أوكراني و106 جنود روس.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، الإثنين، أن 106 جنود روس تم الإفراج عنهم إثر مباحثات مع الجانب الأوكراني.
بدوره أفاد أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في تدوينة نشرها عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، أن عملية تبادل الأسرى مع روسيا أسفرت عن إطلاق سراح 100 جندي أوكراني.
وفي سياق متصل، أشار رئيس الإدارة العسكرية بمنطقة خيرسون، أولكسندر بروكودين، أن 24 طفلا كانت تحتجزهم روسيا بشكل غير قانوني تم جلبهم إلى خيرسون.