نشرت صحيفة "
نيويورك تايمز"
الأمريكية تقريرًا، سلطت فيه الضوء على مشروع جيرارد
بيكيه -لاعب
كرة القدم
السابق والمستثمر في مجال التكنولوجيا- ورؤيته المستقبلية لتحسين كرة القدم، من
خلال البطولة الجديدة التي أطلقها، "كينغز ليغ" أي "دوري الملوك".
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي 21"، إن جيرارد بيكيه
لطالما كان رجل أفكار؛ ففي أوقات مختلفة، قدّم تصورات حول صناعات منفصلة مثل
المشروبات الرياضية متوازنة الطاقة وبطولات التنس الدولية، واستثمر في صناعة
النظارات الشمسية وصناعة ألعاب الفيديو على الهواتف المحمولة، كما انخرط في حقوق
وسائل الإعلام وملكية فريق لكرة القدم، وها هو يؤسس بطولة جديدة في كرة القدم.
وحيال ذلك، قال بعض الذين عملوا معه إنه كان
يفكر في ذلك لأنه كان يعلم أن كرة القدم لن تدوم إلى الأبد؛ حيث قال خافيير
ألونسو، زميله السابق: "أعتقد أنه رأى الكثير من زملائه يتقاعدون وليس لديهم
ما يفعلونه".
وأضافت الصحيفة أن بيكيه يكرّس الآن الكثير من
وقته لشركة "كوسموس"، الأداة الاستثمارية التي أسسها في 2018 بمساعدة
رأس مال من هيروشي ميكيتاني، مؤسس عملاق التجارة الإلكترونية الياباني
"راكوتن"، الراعي الرسمي السابق لقميص برشلونة.
واستخدم بيكي هذه الأداة للاستثمار في مجالات
تتقاطع فيها الرياضة والتكنولوجيا؛ حيث تضم جناح إنتاج يركز بشكل كبير على الأفلام
الوثائقية الرياضية، وآخر لإدارة الرياضة؛ حيث كان قد أنشأ فريقًا للرياضات
الإلكترونية، وتولى إدارة نادي "إف سي. أندورا"، أحد نوادي كرة القدم
الصغيرة في إسبانيا، والذي عرف نجاحات كبيرة تحت قيادته، حيث تمت ترقيته إلى
الدرجة الثانية في إسبانيا للمرة الأولى.
اظهار أخبار متعلقة
وقال ألونسو، الرئيس التنفيذي السابق للشركة،
ذات مرة عن كوسموس: "ما نفعله هنا هو أحلام جيرارد، ونحن نحاول أن نجعل هذه
الأحلام حقيقة. حلمه الأخير هو حلم طموح، يريد بيكيه أن يرتقي باللعبة التي جعلته
نجمًا ويجعلها أفضل".
جذب الانتباه
ولفتت الصحيفة إلى أن رؤية بيكيه كانت تتمحور
حول فكرة أن كرة القدم يجب أن تكون أكثر متعة، وأنه يجب تقليل فترات التوقف
الطبيعية مثل التماس أو الضربات الركنية، أو إيجاد طريقة لملئها، فلجأ إلى نسخ
واعتماد إيقاعات وميزات ألعاب الفيديو والبث المباشر والتلفزيون الواقعي لنقلها
للمشاهدين في بيئتهم الطبيعية.
وفي غضون بضعة أشهر، تم إطلاق "كينغز
ليغ"، أو"دوري الملوك"، وهي مسابقة تضم 7 لاعبين في كل فريق، تقام
في ساحة داخلية في برشلونة، وتتكون فرقها العشرة إلى حد كبير من لاعبين سابقين،
ويمتلكها ويديرها بعض أبرز مشاهير البث التلفزيوني في البلاد.
وأفادت الصحيفة بأنه تم تصميم هذه البطولة لتكون
أكثر جاذبية لجمهور الشباب وتتبنى ميزات ألعاب الفيديو وبرامج التلفزيون الواقعي،
ونجحت بالفعل في جذب ملايين المشاهدين على منصات مثل "تويتش" و"تيك
توك" و"يوتيوب"؛ حيث حصدت 238 مليون مشاهدة على "تيك
توك" في كانون الثاني/يناير فقط، وهو ما يعتبر أكثر من جميع البطولات
الأوروبية التقليدية مجتمعة، وشهدت تصفياتها النهائية في 26 آذار/ مارس، والتي
أقيمت في محيط أكبر بكثير من كامب نو، الملعب الذي قضى فيه بيكيه 14 عامًا في
برشلونة، حضورًا جماهيريًا كبيرًا.
وحسب الصحيفة، فإن شعبية هذه البطولة لم تكن
موضع ترحيب لدى البعض؛ حيث كان خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني، أبرز
المنتقدين الصريحين، حيث قال إن "دوري الملوك" ليس منافسًا جادًا للدوري
الإسباني، بل هو مجرد "سيرك" مليء بالمهرجين، على حد وصفه.
غير أن بيكيه لم يتأثر بذلك، وقال ردًا على
تيباس إن " كرة القدم التقليدية لم تعد تلبي متعة الجماهير، وهي بحاجة ماسة
إلى "قواعد أكثر تحفيزًا" لجذب وإشراك جيل جديد من المعجبين، كرة القدم
يجب أن تتغير، ودوري الملوك هي محاولته لتغييرها.
اللاعب اللغز
وبينت الصحيفة أن بيكيه تبنى خطوة نموذجية
لإستراتيجية التسويق للموسم الأول من "دوري الملوك"، وكان سعيدًا بإثارة
الجدل أيضًا، حتى لو كان بمثابة دعوة مفتوحة لمنتقدي الدوري. ففي جولة مبكرة من
المنافسة، ظهر مع أحد الفريقين لاعب غامض يرتدي قناعًا لإخفاء هويته وتم تسجيله فقط
باسم "إنيغما، بمعنى لغز".
وحسب الصحيفة دائمًا، قد يبدو أن هذه الأعمال
الدرامية تثبت تقييم تيباس لدوري الملوك باعتباره سيركًا وليس رؤية رائدة للمستقبل
بقدر ما هو دوري للاعبين قدامى؛ ومع ذلك، فإن شعبيته الواضحة تتطلب مزيدًا من
التفكير، فقد جذب جمهورًا كبيرًا، ويمكن أن يُعزى الكثير من ذلك لوجود بيكيه
وسيرجيو أغويرو وإيكر كاسياس، الذين يعملون جميعًا كملّاك للفرق في هذه البطولة،
بالإضافة إلى بعض الوجوه الإعلامية مثل جيرارد روميرو، وهو صحفي كرة قدم شهير على
الإنترنت.
وأضافت الصحيفة أن القواعد الأكثر تحفيزًا في
هذه المنافسة، مستمدة من مجموعة واسعة من المصادر، والتي يعتقد بيكيه وزملاؤه أنها
ضرورية لاستمرار كرة القدم في الازدهار.
يأتي مفهوم "مسودة اللاعب" مباشرة من
الرياضات الأمريكية (وهي ممارسة تتيح فرصة أخرى للرياضيين الذين حققوا حدًا
أدنى)، في حين أن بعض القواعد الأخرى أكثر
غموضًا، مثل ضربة البداية المقتبسة من كرة الماء، وفي هذا الصدد يقول كيرول:
"لقد أخذنا بعض الأشياء من الرياضات الإلكترونية أيضًا".
وأضاف: "ثم أخذنا أشياء مثل امتلاك كل
فريق سلاحًا سريًا في كل مباراة، وهو شيء يمكنهم استخدامه كلما اعتقدوا أنه قد
يكون له التأثير الأكبر، سواء كانت ركلة جزاء أو لاعبا إضافيا، أو فكرة من ألعاب
الفيديو. لا شيء منه ثابت، نحن نغيّر كل ما يمكننا تغييره".
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه من وجهة
نظر بيكيه، لا يمكن أن تكون كرة القدم مجرد كرة قدم بعد الآن، ويجب أن تكون الأولوية للمشهد. ربما تكون هذه
هي النقطة التي غفل عنها جميع المنتقدين الذين رفضوا دوري الملوك، فقد يكون مثل
السيرك، لكن بيكيه يرد بأنه لا حرج في أن تكون اللعبة سيركًا، فالسيرك مشهور ويحشد
من الناس لا يعرفون ما سيحدث، وهذا هو المطلوب بالتحديد، وفقًا لبيكيه.