"رأينا الموت بأعيننا".. ليلة دامية عاشها المسجد الأقصى بعد اقتحامه من قبل قوات الاحتلال التي اعتدت على المصلين بوحشية.. فماذا حدث وكيف تهدد هذه الانتهاكات بإشعال حرب؟
هذه ليست مشاهد لتعذيب في سجون غوانتانامو، أو من فيلم سينمائي يتحدث عن العبودية، بل هي لمصلين في المسجد الأقصى المبارك، وهم يتعرضون لأبشع أنواع التنكيل على يد قوات الاحتلال،
فلا يهدأ بال للاحتلال سوى باستغلاله كل فرصة تتيح له اضطهاد الفلسطينيين، وتنغيص كل لحظة هدوء وسكينة عليهم.. فما القصة؟.. وكيف يتعمد الاحتلال التضييق على الفلسطينيين في كل رمضان؟
تدنيس أكثر الأماكن قدسية!
"رأينا الموت بأعيننا"، هكذا وصف الفلسطينيون الذين شهدوا على فجر الـ5 من نيسان/ أبريل الدامي، فبينما كانوا يعتكفون داخل المسجد الأقصى، اقتحمت قوات الاحتلال المسجد، واعتقلت قرابة 500 مصلٍ بداخله بعد اعتدائها عليهم بالضرب المبرح وقنابل الصوت وتكبيل أرجلهم، إضافة لجر النساء والاعتداء عليهن، ما أدى لإصابات عديدة في صفوف المصلين.
ولم يكتف الاحتلال بذلك، فقام بمنع الإسعاف من الدخول لمداواة الجرحى، ليقتحم بعد ذلك عدد من المستوطنين المسجد الأقصى عقب إخراج المصلين منه.
تضييق الخناق على المسلمين!
يتعمد الاحتلال في كل رمضان انتهاك حرية المسلمين في ممارسة طقوسهم بهذا الشهر الفضيل،
ونظرا لتزامن شهر رمضان هذا العام مع عيد الفصح اليهودي، فذلك يزيد من وتيرة الاستفزازات، إذ يقوم المستوطنون باقتحامات متكررة للمسجد الأقصى محاولين ذبح القرابين في باحاته بحماية من قوات الاحتلال، التي تعتدي على المعتكفين وتخلي المسجد كي يقتحمه المستوطنون بكل راحة.
إضافة لنشر العناصر في كافة المناطق للتضييق على الفلسطينيين الراغبين في الوصول للمسجد الأقصى أو منطقة باب العامود في سياسة ممنهجة يريد من خلالها الاحتلال تحويل رمضان من شهر مقدس عند الفلسطينيين لشهر يمر مرور الكرام دون أي طقوس تذكر.
اعتداءات أشعلت حرب!
في أيار/ مايو عام 2021، أسفرت اعتداءات الاحتلال المتكررة في شهر رمضان على المسجد الأقصى
عن مئات الإصابات في صفوف الفلسطينيين، ما أدى لاندلاع الهبة الشعبية، حين خرج الفلسطينيون في مظاهرات من جميع المناطق، والتي توسعت لاشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال، لتقوم المقاومة الفلسطينية حينها بتهديد الاحتلال بهجوم عسكري في حال لم يسحب قواته من الأقصى.
ونظرا لإصرار الاحتلال على انتهاكاته، أطلقت المقاومة صواريخها باتجاه الأراضي المحتلة، ما أدى لاندلاع حرب عسكرية بين المقاومة في غزة والاحتلال دامت 11 يوما، راح ضحيتها أكثر من 200 شهيد وآلاف الجرحى، وانتهت بهدنة قادتها مصر.
فإلى متى سيكتفي العرب بالتنديد والاستنكار أمام استغاثة الأقصى؟