يبلغ عدد المسلمين في إسبانيا 2023، وهو رقم تضاعف 10 مرات في ثلاثة عقود فقط وفق المفوضية الإسلامية في إسبانيا.
لا يتحدثون العربية، يفضلون العيش في إقليم الأندلس، يبحثون عن السلام الداخلي من خلاله، ويقولون إن كُره الغرب وراء اعتناقهم له.
الإسلام ينتشر يوما بعد يوم في أعرق بُلدان أوروبا، إسبانيا.. مالقصة ؟
يبلغ عدد المسلمين في إسبانيا 2023، وهو رقم تضاعف 10 مرات في ثلاثة عقود فقط وفق المفوضية الإسلامية في إسبانيا.
وقال أمين المفوضية الإسلامية في إسبانيا محمد أجانة الوافي "يوجد نحو مليون مواطن إسباني من المسلمين، حصل قسم منهم على الجنسية الإسبانية وقسم آخر هم من أصول إسبانية".
وينحدر معظم المسلمين في إسبانيا، بحسب الوافي، "من أصول مغاربية (المغرب، الجزائر، تونس، موريتانيا، ليبيا) وباكستانية وسنغالية، ويعيش معظمهم في أقاليم كتالونيا وفالنسيا والأندلس ومدريد".
اظهار أخبار متعلقة
المفاجئ في هذا التقرير أن المعتنقين الجدد للإسلام ليسوا من المُهاجرين، ولكنهم من الإسبان وغيرهم من غير العرب، الذين تتزايد أعدادهم بشكل كبير، وصل حد تسجيل كل أسبوع، شخص يشهر إسلامه من جامع غرناطة الكبير، ناهيك على الإسبان المُسلمين، وأبنائهم وأحفادهم وأحفاد أحفادهم الذين ولدوا وعاشوا واستقروا في أقاليم كتالونيا وفالنسيا والأندلس ومدريد.
ذاته تقرير المفوضية قال إن مُدن إشبيلية وقرطبة وبرشلونة، تشهد هي الأخرى زيادة ملحوظة في عدد الإسبان الراغبين في دخول الإسلام.
أيضا الإسبان الذين يعيشون في مدينتي سبتة ومليلية، اللتين تتمتعان بغالبية مسلمة من السكان
هم أيضا يُقبلون على اعتناق الإسلام.
كان لـ"جائحة كورونا" دور هام في تزايد أعدادهم، وبالتالي تزايد الهياكل المهتمة بهم، إذ نجد 53 اتحاد إسلاميا ينشط في البلاد، لكن يبقى وجهة الراغبين في اعتناق الإسلام هو المسجد الكبير في مدينة غرناطة، باعتباره مكان العبادة الوحيد الذي يرفع فيه الآذان، من بين قرابة 1700مسجدا في البلاد.
مشاكل يواجهها المسلمون
واستدرك الوافي أن هناك العديد من المشاكل التي لم يتم حلها بعد، مثل صعوبة الحصول على إذن وتصريح من أجل بناء مسجد، ووجود 40 مقبرة فقط للمسلمين، إضافة إلى الإسلاموفوبيا ومشاكل في الاندماج والتعليم.
وعزا الوافي "البطء في حل المشاكل التي يواجهها المسلمون إلى البيروقراطية بسبب الهيكلية السياسية لإسبانيا، التي تتألف من حكومة مركزية وإدارات ذاتية وبلديات".
وأكد أن "وضع الحريات الدينية والحقوق الاجتماعية في إسبانيا الآن أفضل بكثير مما كانت عليه في الماضي". وبالمقارنة بالدول الأوروبية الأخرى اعتبر أن "حوادث الإسلاموفوبيا في إسبانيا أقل".
وبين أن حوادث الإسلاموفوبيا "تزيد في الأوقات التي تسوء فيها الأوضاع الاقتصادية وتزيد البطالة".
عبق الأندلس للأندلس مكانة كبيرة لمعتنقي الإسلام في إسبانيا، ربما لعراقة هذه المدينة التاريخية أين يُفضل المُسلمون الجدد العيش فيها.
وفق بعض من شهاداتهم عن الدين الإسلامي قالوا إنهم وجدوا في الإسلام "سلامهم الداخلي"، فرغم انحدارهم من ثقافات غربية برر بعضها العنف والتطرف ضد المسلمين، لكنهم اليوم يُفاجؤون الكثيرون ويشهرون إسلامهم ويحتفلون برمضان، وينظمون برامج الإفطار ويجتمعون في صلاة التراويح، ويمارسون غيرها من شعائر الدين الإسلامي، رغم إرهاصات السياسة والإسلاموفوبيا.