أكد
خبير عسكري
إسرائيلي أن الهجمات الأخيرة في
سوريا، والتي يرجح وقوف جيش الاحتلال الإسرائيلي
خلفها، تؤكد أن "حرب الظلال" بين تل أبيب وطهران مستمرة.
ورأى
يوآف ليمور، في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أنه "لا يمكن
قطع سلسلة الهجمات (منسوبة لإسرائيل) التي نفذت في أواخر الأسبوع الماضي في دمشق، والمس
برجال
الحرس الثوري الإيراني، عن أحداث الأسابيع الأخيرة، وأساسا عن العملية التي نفذت
في الشمال (تفجير عبوة ناسفة في سيارة بمجدو)، وأغلب الظن برعاية حزب الله".
وأكد
أن ما يسمى بـ"حرب الظلال" بين إسرائيل وإيران تتواصل منذ سنوات عديدة، ويخيل
أن إيران في الفترة الأخيرة شددت ضغوطها للعمل؛ ويجد هذا تعبيره تقريبا في كل جبهة
ممكنة؛ في جهود تهريب السلاح إلى سوريا ولبنان، في محاولة المس بالإسرائيليين في أثينا،
والمساعدة المباشرة وغير المباشرة للفصائل الفلسطينية، وفي النشاط المتزايد في الساحة
الشمالية؛ مع التشديد على حزب الله، الذي اجتاز خطا أحمر خطيرا بإرساله، أغلب الظن،
أحد العناصر من لبنان إلى إسرائيل، حيث قام بتنفيذ عملية في مفترق مجدو".
وذكر
الخبير، أن "جهاز الأمن الإسرائيلي يعتقد أن هذا النشاط هو وليد الفرضية الإيرانية
أن إسرائيل منشغلة بمشاكلها الداخلية على خلفية الأزمة التي يحدثها التشريع القضائي،
وبالتالي فإنه يمكن تحديها أكثر مما كان في الماضي"، معتبرا أن "فرضية العمل هذه
مغلوطة مرتين: الأولى؛ لأن المحور الأمني يواصل العمل مثلما في الماضي لإحباط العلميات،
والثاني؛ لأن ما هو كفيل بأن يكتل المجتمع الإسرائيلي، هو أزمة خارجية".
ونبه
إلى أن "إسرائيل ترددت في كيفية الرد على عملية مجدو؛ ردا مباشرا على لبنان، من شأنه
أن يؤدي إلى تحييد مضاد وتصعيد غير مرغوب فيه، لكن من جهة أخرى فإن غياب الرد من شأنه أن
يفسر كضعف، فيشجع على محاولة القيام بعمليات أخرى من الشمال، علما بأن حزب الله سبق له
أن أخطأ في استنتاجات مشابهة في الماضي، عندما أدى غياب الرد الإسرائيلي لسلسلة محاولات
خطف انتهت في تموز 2006 باختطاف "إيهود غولدفاسر" و"إلداد ريغيف"
ونشوب حرب لبنان الثانية".
وعليه،
فقد "سعت إسرائيل لتوضح الآن لحزب الله ولإيران، أنهم يلعبون بالنار، لكن دون
كسر القواعد"، مضيفا أن "الهجومين اللذين تم تنفيذهما ليلتي الأربعاء والخميس
ينقلان بالضبط هذه الرسالة".
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح
ليمور، أنه "كان على بؤرة الاستهداف وسائل وبنى تحتية إيرانية، فيما قتل في الهجوم
الثاني مسؤول كبير في الحرس الثوري الإيراني، وهو الذي عمل على بناء وتعظيم البنية التحتية
الإيرانية في الشمال، وحزب الله في مركزها، وإلى جانبه قتل خمسة نشطاء إيرانيين آخرين،
هم من البنية التحتية التي تشغل "قوة القدس" في سوريا ولبنان".
وأشار
إلى أن "تجربة الماضي تفيد، بأن مثل هذه الهجمات لا تقع بالخطأ، فهي تستند في الغالب
لمعلومات استخبارية دقيقة، ومعقول أن إسرائيل عرفت أن رجال الحرس الثوري يتواجدون في
المكان، وهذه رسالة واضحة لإيران؛ أنها هي وفروعها يلعبون بالنار وسيدفعون الثمن".
وقدر
الخبير أن "الهجمات في سوريا لن تغير من محاولات إيران قتل إسرائيليين في كل زاوية
بالعالم، وهي بالفعل يفترض بها أن تفهم حدودها وتستنتج أنها إذا ما تجاوزتها مثلا؛
عبر تسخين الجبهة اللبنانية فإن إسرائيل ستعمل بطريقة مشابهة، وستدفع إيران وفروعها
ثمنا باهظا"، معتقدا أن "مثل هذا الهجوم، يزرع الخوف وتثبيط المعنويات في
أوساط رجال الحرس الثوري".
وأعرب
ليمور عن أمله في أن "تكون الرسالة وصلت إلى طهران ودمشق وبيروت، فنحن نوجد في فترة
شاذة ليس فقط بسبب الانكسار الداخلي، بل بسبب الصدوع في المحور الإسرائيلي – الأمريكي
والضعف المتزايد للولايات المتحدة في المنطقة، وعلى إسرائيل أن تتأكد أن إيران لا تحاول
استغلال كل الأمور لمواصلة نشاطاتها، وبالتالي؛ ترفع شارة الثمن التي تجبيها".
يذكر
أن وكالة أنباء "مهر" الإيرانية شبه الرسمية، أعلنت الأحد، أن مستشارا عسكريا
تابعا للحرس الثوري توفي متأثرا بجروحه بعد هجوم جوي قرب دمشق، يرجح أنه إسرائيلي،
موضحة أن الضابط هو مقداد مقداني.
ومنذ
سنوات تستمر "حرب الظلال" بين تل أبيب وطهران، والتي تشمل هجمات إسرائيلية
في سوريا، تنفذ ضد أهداف إيرانية أو مرتبطة بإيران، حيث تتهم "إسرائيل" طهران
بالعمل المتواصل من أجل تثبيت وجودها في سوريا وخاصة قرب الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة.